أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - نحتاج عُصبة من المجانين














المزيد.....

نحتاج عُصبة من المجانين


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 10:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى برنامج «بيتنا الكبير»، ثم فى «صباح الخير يا مصر»، قلت إن مصرَ تحتاجُ رئيسًا «مجنونًا» وحكومات «مجنونة» لكى ننجو من «الوحلة» التى أورثنا إياها، على مدى عقود، حكّامُنا السابقون، وحكوماتنا. ثم جاء الإخوان فراحوا يتفنّنون فى غرس أقدام مصر الطاهرة فى الوحل، ثم إهالة التراب حول ساقيها، فلا تستطيع فكاكًا. انتفض الشعبُ المصرىُّ وانتزع أمَّه من الأسر، وبدأ فى رحلة نفض الغبار عن ثوبها الشريف. لكن الإرثَ الثقيل يحتاجُ جهدًا مضاعفًا كى يُختصرَ الزمنُ اللازم لتنهضَ مصرُ من عثرتِها وتنطلق فى ركب التحضّر فتستعيد مجدَها الغابرَ. البحث عن رئيس تقليدى، وإن كان وطنيًّا، وحكومات تقليدية، ولو كانت نشطةً غير كسول، قد ينقذ مصرَ من المحنة. لكن الأمر سوف يستغرق سنواتٍ وعقودًا، حتى تبرأ الجميلةُ من وهنِها الراهن، وتستعيدَ عافيتَها وتمضى فى طريق النور. لذا نحتاج إلى أفكارٍ ابتكارية جسور، مما نسميها، نحن المبدعين:


«أفكارًا مجنونة»، قد تبدو للتقليديين خارجةً عن سياق المنطق. فالتقليدىُّ محكومٌ بصندوق ضيّق يتحرك فيه مُكبّلًا بمحدودية المساحة الصغيرة التى يُتيحها له «الصندوقُ»، الذى يسميه بمعجمه: «المنطق». لكن المبدعَ لا يفكر على هذا النحو. المبدعُ يكسر الصندوقَ، ويفكر خارجه. Out of the Box. المبدعُ يضع أمامه هدفًا صعبًا مما يراه الآخر: «مستحيلًا»، ويقول: «سأحققه! لأن لا شىءَ مستحيلٌ فوق الأرض». لهذا يقول برنارد شو: «أنت ترى الموجودَ وتقول: كيف هذا؟!. بينما أنا أتخيل ما ليس موجودًا وأقول: ولمَ لا؟!


زعماءُ العالم الرائعون كانوا مجانين؛ فحققوا لبلادهم أشياء مدهشة. «غاندى» كان مجنونًا فحرّر بلاده من ربقة الإنجليز بأن جوّع نفسَه أربعين يومًا، ومشى مبتسمًا وحافيًا فى مسيرة الملح. «مهاتير محمد» قفز بماليزيا من سفح الحضيض إلى ذُرى العالم الأول بقرارات مجنونة فى التعليم والصناعة. «روزا باركس» كانت مجنونة، وكذلك «مارتن لوثر كينج»، فحررا بجنونهما السودَ من وحشية البيض. عزيز مصر «محمد على باشا» كان مجنونًا فى كل قراراته فصنع مصر الحديثة، لأنه أحبها أكثر مما أحبها أبناؤه، وحتى من تلَوه من حكّام مصريين، ولم يكن مصريًّا. شيّد جيشًا مصريًّا نظاميًّا.

فتح مدارسَ وجامعاتٍ ومعاهدَ ودورًا للتعليم الحرفى. أرسل بعثات علمية لأوروبا واستدعى علماءها لتدريب علمائنا. وجمع المشردين من الشوارع وجعل منهم حرفيين مهرة. وها هو السيسى يُجرى حصرًا لأطفال الشوارع (٣ ملايين) لكى يُلحقهم بمدارس الفنية العسكرية، فيحقق ضربة مزدوجة. ينقذ مصرَ من بلطجية مُحتملين، ويضمّ إليها جنودًا شرفاء. طوبى للمجانين، بُناة الأوطان.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
- الموتُ أكثر نبلًا
- بالقلم الكوبيا
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك
- الفيلم المسيء للإسلام
- مرسي وكتاب التاريخ
- شريهان، العصفور الذي عاد
- أنهم يسرقون الله!
- أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
- سيفٌ في يد الشيماء
- بسطاؤها نُخبة
- عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة
- الله أكبر أيها الأشرار!
- ماسبيرو... الهرم العائد
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - نحتاج عُصبة من المجانين