أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلمان محمد شناوة - الحرية من الحُسين الى جيفارا ....















المزيد.....

الحرية من الحُسين الى جيفارا ....


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 02:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحرية من الحُسين إلى جيفارا ...

الطريق يمتد بالشهداء ولا يتوقف ..

":اشعر إني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية لهذا استودعك و استودع الرفاق.

هذا ما قاله جيفارا ...وهو يخاطب زعيم الثورة في كوبا والرفاق حتى يعود إلى الغابات حتى يناضل من اجل الحرية ...
ولماذا يفعل ذلك وهو يستطيع إن يفعل وهو داخل الحكومة الكوبية ما يريد ..

انه نداء الحرية ...

هناك نداء للحرية داخل نفوس الأحرار لا يتوقف , ولن يتوقف حتى يتحقق أو يتم تقديم حياتهم ودمائهم من الحرية , وهكذا تصبح حياتهم نبراسا يسير عليه الآخرون , يتساءل معي احدهم نحن لا نفهم التضحية , نحن لا نفهم إن يضحي احدهم بحياته من اجل الآخرين , وخصوصا من كان امن في بلاده وربما في عيش كريمة ...

يقول السيد المسيح ربما في لحظة خوف من المجهول " اللهم لا تدخلني في تجربة " ونتساءل لماذا ؟ وما ذا تعني التجربة ؟ ...

الحقيقية كل امرؤ منا يولد وفي عقله وإرادته تخطيط ربما يكون حكيما للمستقبل والحياة وماذا يريد إن يفعل في مستقبله , ولكن فجأة ودون انتباه منه , يجد نفسه في لحظة بين قرارين مصيريين , إما يفعل أو لا يفعل , وهنا تكمن المشكلة الحقيقة , والمأزق الحقيقي والذي يغير كل حياته , لأنه ربما يقتنع ويقنع نفسه إن احد الطريقين يورده المهالك هو وأهل بيته , ولكن هذا الطريق يحمل الكرامة , والطريق الأخر يعطيه الأمان والجاه والمال وبعيدا عن كل المصاعب التي يمكن إن تحدث له في الطريق الأول , ولكن هذا الطريق يفتقد للكرامة ....
الكثيرون يختارون ربما الطريق الثاني ويجنب نفسه وأهله وعشيرته المهالك ...

ولكن قلة هم الرجال الذين يختارون الطريق الأول , لان الكرامة لا بديل لها ....لان الأمر لا يحسب بنتائج الربح والخسارة وهي عقلية التاجر , ولكن الأمر يحسب بالكرامة , والكرامة لا تشترى بالمال إنما تشترى أحيانا بالدم ....

لماذا ترك جيفارا منصبه الحكومة والمجد والجاه والمال والنفوذ , وهو داخل الحكومة الكوبية , ويسير إلى الغابات حتى يبقى متشردا ربما لا يجد ما يأكل أو ما يقيه البرد أو الحر , ويقتل أخيرا بهذه الطريقة ...

أنها الكرامة , أليس كذلك !!!
انها الرجولة , أليس كذلك !!!
أنها الحرية , أليس كذلك !!!
انه الحق , حين يصبح رجلا أو امرأة أو طفلا !!!

اجل أنها كل ذلك ... يستطيع إي كان إن يصور تضحيات جيفارا أنها غباء , ويستطيع إي كان إن يصور تضحيات جيفارا أنها لا تعني شيئا , وانه طالب سلطة وانه , وانه وتأتي التبريرات والتفسيرات ...

ولكن بكل بساطة , كيف واين هو جيفارا ألان , وأين كل من عارضه أو قاتله أين كل الظالمين , والذين يرتجفون حين يستمعون سيرة جيفارا وهم من هم قوة ومال وسلطة ونفوذ ...

أنها الحرية والكرامة من صنعت جيفارا ما صنعته اليوم , أليس كذلك ....

اجل انه كذلك , لذلك كل الأحرار يسيرون في درب الحرية , لأنه اختيار لابد منه , وهو اختيار لا يمكن إن يكون غيره , ولن يفهم هذا الاختيار إلا إذا دخل هذه التجربة الرهيبة , والتي دعا السيد المسيح إن لا يمر بها , ولكنه مر بها لذلك ضحى بحياته على الصليب , حتى ياتي خلفه كل المؤمنيين به , وان اختلفنا معهم ... يسيرون على دربه ويقولون إن هناك من ضحى بنفسه من اجلهم ...

انه موقف , لا يمكن إن يكون أكثر أو اقل من ذلك , ولقد تعلمنا إن الرجال مواقف , وان الذين يصنعون التاريخ هم هؤلاء الرجال لأنهم مواقف ....

هناك من يبرر وهناك من يفسر التاريخ حسب ما يرى وله الحق في ذلك , ولكن يجب إن نفهم الشخصيات من خلال المحن والتي يمرون بها , ويجب إلا ننظر للتاريخ كقطعة جامدة , إنما هي شخصيات ومواقفها هي التاريخ , انها قطعة حية تسير معنا نفهم منها إرادتنا وماذا نريد , ولا يجب إن نفهم التاريخ بعيدا عن الظروف , إنا في ريي إن التاريخ هو شخصيات ومواقف ... تعيش بيننا لذلك عاش بيننا جيفارا ولن يموت ...

وهكذا أيضا عاش بيننا الحسين ولن يموت ...
الحسين صاحب موقف ...
الحسين صاحب ضمير وإرادة ...
الكل بايع , ولكن الحسين لم يبايع ...
الكل بايع وبقى هؤلاء الثلاثة لم يبايعوا ...(( الحسين بن علي وعبدالله بن عمر و عبدا لله بن الزبير )) ...

إما عبدا لله بن عمر فانه بايع واثر السلامة , واثر يتنازل عن كل الإرث الإسلامي .. ويقتنع إن يقول إلى يزيد أمير المؤمنين , لأنه لا طموح سياسي له .. وربما اثر السلامة ...
إما عبدا لله بن الزبير فرحل إلى مكة واعتصم بها ورفض البيعة ...
إما الحسين ...
فان يزيد أرسل إلى والي المدينة بإجباره على البيعة , وهو يرفض البيعة , ويقوم إن مثلي لا يبايع مثله ...
ويقولها بقوة ... فكيف حفيد رسول الله يبايع ابن الطلقاء ...
وكيف بحفيد رسول الله يبايع ... من يلاعب القردة ....
وأتعجب إن كثيرون يطلقون على يزيد هذا خليفة المسلمين وأمير المؤمنين ...
فكيف وصل الأمر إن يصبح خليفة المسلمين وأميرا للمؤمنين ...
والمسلمون ينظرون ويسمعون , فأين وقع الخطأ , وكيف جرت الأمور بحيث يصبح هذا إل يزيد خليفة واميرأ للمؤمنين ...
أليس في الأمة من أصلح منه ...

ربما أزمة الحسين في هذه اللحظة إما يختار طريق السلامة مثل ما فعل عبدا لله بن عمر , أو يختار طريق الكرامة ...
وهذا ما فعله واصطحب أهل بيته إلى عاصمة أبيه الكوفة ...

ظنا منه إن هناك ثلاثون الف سيفا ينتظرون منه إن يقاتل في سبيل إن لا تتحول الدولة في السلامة إلى دولة الأغنياء ... وهو ينتظر منها ان يناصروه حتى يقيم دولة العدل ...

وكانت الكارثه ...

والحقيقة تقال .. إن أهل الكوفة غدروا به .. وأيضا اثروا السلامة على الكرامة ... وانضموا إلى معسكر يزيد ...
ولكن ماذا كانت النتيجة ...
أصبح يزيد خليفة وعبيد الله بن زياد والي للخليفة ...
أنها العبودية.... حين يدخل جيش يزيد ويستبيح المدينة ... ويجبر الناس إن يقروا بالبيعة أنهم عبيد يزيد ...

المشكلة في ثورة الحسين أنها الكرامة , وهي حرية الإرادة , انه الشرف ... لذلك لابد للحسين إن يخرج , وان يقابل هذه الجموع , وان يسقط قتيلا وشهيد ...

لكل شعوب الأرض هناك شهداء ...

وكل شعوب الأرض في اللحظة حين يستولي الغازي على بلادهم , أو يتحكم ظالم في مصيرهم ... نجد إن الكرامة دائما تتفوق وتجبر شخصيات في المجتمع إن تخرج , وان تنتحر في مواجهه جماعية أو فردية مع الظالم ... لذلك الحياة تستمر , ولذلك الحياة تشع قوة وكرامة ....

وقد قيل ما أسهل الحياة لولا الكرامة ...

اجل ما أسهل الحياة لولا الكرامة ....

هكذا نحن نفهم ثورة الحسين , وهكذا هي باقية بيننا جذوتها لا تنتهي , وحقيقة من قال ان لمقتل الحسين حرارة في الصدور لن تبرد , وهي لن تبرد , حين يكون هناك ظلم وطغيان واستبداد ...





#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنسيون في ثورة الحسين ...
- تأمل في ارادة حرة ...
- بين عبد الرحمن بدوي وسارتر
- كيف نفهم الوجودية ...
- هؤلاء البعيدين عن الدولة ....
- الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
- الدين وحاجتنا اليه ...
- الصراع في سوريا ...
- لماذا احمد القبانجي ؟ !!!
- بعض العلمانية ودعونا نعيش
- زيرو دارك ثيرتي
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...
- ألعريفي وتناقضاته العجيبة ...
- موسم الهجرة للحُسين ....
- هل غزة انتصرت أم إسرائيل انهزمت ؟
- هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟
- المورمون الطائفة المجهولة.... في أمريكا
- سنان الشبيبي واستقلالية البنك المركزي ...
- سحب الثقة .... أخر أزمات المالكي ....


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلمان محمد شناوة - الحرية من الحُسين الى جيفارا ....