|
لماذا يلاحقون لواء الذئب..!!؟
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 1228 - 2005 / 6 / 14 - 10:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لكن، قبل الإجابة على هذا السؤال، لنسأل السؤال الأصح ربما: هل حقاً عندنا في العراق رجال قانون؟ قد يبدو السؤال استفزازياً للوهلة الأولى. وهذا للوهلة الأولى فقط، لأن المتعمق في تاريخ الحقبة البعثية منذ 1963 إلى الآن سيتفق على منطقية السؤال على الأقل. قبل مدة سمعت رداً ذكياً لأحد السياسيين المصريين من المعارضين لحكم مبارك، على سؤال مذيعة فضائية من فضائيات العرب. المذيعة سألت وكأنها اكتشفت البصل: لنكن صريحين أيها السيد.. هل هناك فعلاً من هو قادر على منافسة حسني مبارك.. هل هناك شخصيات في مصر بوزن مبارك..؟ أجابها الرجل: الأمر يا سيدتي يشبه لعبة كرة القدم.. لو منعنا لعبة كرة القدم، سوف لا نتعرف على لاعبي كرة.. كذلك الأمر في السياسة.. حين تلغى اللعبة السياسية طول الوقت سوف لا نتعرف على لاعبين كبار وخصوم كبار.. سيكون الرئيس هو اللاعب الأوحد. أعتقد أني بنيت منطقية سؤالي على هذه الحقيقة: حين تُعَطل اللعبة القضائية والقانونية في بلد لأكثر من 40 سنة.. يكون فيها القبول في سلك القضاء وفي كليات الحقوق فقط للبعثي المزكى ويكون اللاعب الأوحد في الساحة هو مجلس قيادة الثورة ومحكمة الثورة.. عندها لا نتوقع بروز أو حتى وجود محامين وقضاة يحترمون شرف مهنتهم. ما دفعني إلى الخوض في هذا الموضوع، هو حالة من التخبط والفوضى أجدها تعم قطاع المحامين ورجال القضاء ليس في العراق وحده، بل على امتداد خارطة الاستبداد من الماء إلى الماء. حين يتنادى أكثر من 160 محامي من كل زوايا خارطة الاستبداد العربي وغير العربي للدخول في لجنة الدفاع عن أقذر مجرم عرفه التاريخ مثل (صدام حسين)، لا أملك غير الدهشة، وحين أجد أن لجنة حقوق الإنسان في نقابة المحامين العراقية، التي رأت النور فقط بعد احتلال البلد، تترك كل الملفات وتلاحق لواء الذئب بالتحديد، لا أملك غير الدهشة. لقد كشفت تلك اللجنة التابعة لنقابة المحامين العراقيين، في تقرير حول (انتهاكات حقوق الإنسان في الموصل) عن حصول عمليات تعذيب كثيرة، أدى بعضها إلى مقتل مواطنين عراقيين. كان بطلها في مجملها لواء القوات الخاصة التابعة للشرطة العراقية المسمى بـ(لواء الذئب). إضافة إلى عمليات تشهير بالمتهمين الأبرياء من على شاشة قناة (العراقية) التلفزيونية، ويقصدون بها برنامج (الإرهاب في قبضة العدالة) وساقوا مثالاً لذلك قصة المواطن (الشريف) وإمام المسجد السيد (أبو تبارك)، الذي اضطر للاعتراف بلواطه داخل المسجد. لكن، وقبل الدخول في متاهات الدفاع عن (لواء الذئب) وهو ما هو بالنسبة لسواد العراقيين، ليتأمل محامو النقابة ولجنتها وكل المشتغلين بمهنة المحاماة والدفاع عن الضحايا في الأسئلة التالية: كيف لك أن تواجه عدواً حقيراً ونذلاً وخسيساً وجباناً وغداراً إلى حد استخدامه لوسائل تفخيخ الجثث وتفخيخ المعوقين عقلياً وتفخيخ الحمير والذبح الحر والمباشر أمام الكاميرا واستخدام المساجد كمخازن وقواعد واستخدام المدنيين كدروع بشرية وتفجير التجمعات السكانية واغتصاب النساء وتعطيل كل وسائل الخدمة المدنية من كهرباء وماء وغذاء وممارسة عمليات الخطف لتمويل عملياته فوق مصادر تمويله المعروفة، تلك الآتية من خلف الحدود.. هل ستواجه أنصاره بفتح صف دراسي لهم، يأخذون فيه درس التربية الدينية والتربية الوطنية ودرس شرعة حقوق الإنسان..؟ وهل كليشهة المتهم بريء حتى تثبت إدانته واحتمال أن يكون ضحية لمؤامرات خارجية عربية وغير عربية، كافياً للتربيت على كتفه وتقريص خدوده واحترام ما يتفوه به من كونه برئ..؟ لتطلق سراحه بعد أن تتأكد أنه قد حفظ دروسه حفظاً لا لبس فيه. وتدعه يقسم أن: بشرفي لا أفعلها ثانية. ثم يفعلها ثانية وثالثة وفي كل مرة يعود بقدرات جديدة وتصميم أقوى على تدميرك. وهو في كل الأحوال مسلح بريء.. ألا تتخيلوا أن هكذا مسلح بريء سيضحك في عبه من خبال وهبل وسذاجة عدالتكم..؟ يا سادتي المحامون العراقيون، إذا كانت الحروب بطبعها قذرة وتلطخ قذاراتها كل الأطراف، أرشدونا كيف لنا أن نخوض حرباً قذرة بوسائل شريفة..؟ أننا أمام معادلة طرفاها غير متكافئين بمستلزمات الشرف. عدم التكافؤ في حالتنا العراقية الراهنة، هو قدرتكم وبكل أطيافكم وألوانكم على محاسبة ومتابعة أعمال أحد الطرفين في هذه الحرب، وتتركون الطرف الأخر ملثماً. هل تستطيعون مقابلة عصابات الجريمة والإرهاب المنتشرة في العراق الآن، لتسألوا على الأقل عن عمليات ذبح المواطنين، إن كانت قد تمت بوسائل شرعية.. أو لتسألوا القائمين على الإرهاب.. حين يفجرون سياراتهم المفخخة في هذا السوق أو ذاك، هل حسبوا مديات التفجير الدائرية، وهل أوصلوا معلومات كافية ومفهومة للناس أن يبتعدوا عن حدود هذه الدائرة.. والذين ينصبون عبواتهم الناسفة في طرقات المواطنين هل حذروا المواطنين منها.. هل توفرت لديكم مستمسكات كافية حول الفدية المأخوذة من عوائل الضحايا إن كانت هي كل ملكيتهم أم قسماً منها، وهل القسم المتبقي من الملكية كافياً لإدامة وأد العائلة مثلاُ..؟ لو أجبتم على هذه التساؤلات، عندها نستطيع القول أنكم تمارسون عملكم بمهنية ومخلصين لشرف مهنتكم. لكن، وللأسف، أنكم عاجزون عن فعل ذلك. والإمكانية الوحيدة التي توفرت بين أيديكم هي ملاحقة لواء الذئب، كونه مؤسسة مكشوفة ومعلومة ولها مقر ولها قادة ومكاتب يستطيعون الجلوس فيها ومحاسبتهم عن كل عمليات الاعتقال والقتل التي حصلت في صفوف الإرهابيين، أولئك الذين تعتبرونهم أبرياء طالما هم على لثامهم. هل شكلت نقابة المحامين العراقيين ولجنة حقوق إنسانها، لجان لمتابعة شؤون وشجون ذوي ضحايا المقابر الجماعية اللذين لم يهتدوا بعد إلى لملمة عظام موتاهم.. هل شكلتم لجنة لمتابعة شؤون وشجون المقابر المائية وهي آخر ابتكار خرجت به علينا جماعات الإرهاب السلفي البعثي.. هل تريدون القول أيها السادة المحامون المحترمون، أنه ما كان على لواء الذئب وقناة (العراقية) أن تكشف اللثام عن المشهد الباذخ للإجرام الذي يحصل على أرضنا.. هل تدعون إلى أن يعم الإرهاب والجريمة كل شبر من بلدنا.. إلى متى سيظل القاتل ملثماً والسارق ملثماً ورجل المخابرات الأجنبية ملثماً والبعثي ملثماً والمكشوف الوحيد في الساحة هو المواطن ورجل الشرطة ورجل الحرس الوطني والسياسي الذي يتصدى لتداعيات انهيار الدولة ويحاول إعادة وتركيب ما يمكن من مفاصلها.. هل هي جريرة أن يكشف لنا لواء الذئب وقناة (العراقية) الفضائية النقاب عن جرائم تقشعر لها أبدان الوحوش في غاباتها..!!؟؟ أفتونا يا محامي العراق دامت توفيقاتكم.. 12/06/2005
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدنيوية بدل العلمانية..!!؟
-
ماذا يريد اليسار..!!؟
-
في ظلال مؤتمر نصرة الشعب العراقي
-
ما زلنا نواجه ماري أنطوانيت الطيبة
-
سؤال الصورة ومحنة الشاعر عقيل علي
-
لا خاطف ولا مخطوف في واقعة الجمل الجديدة
-
عن الشرف.. وأشياءه الأخرى
-
الموت للعرب.. لماذا..!!؟
-
أليس عندكم أفعل من مشعان
-
لنعمل من أجل المصالحة الأخرى
-
الدنصرة في السياسة
-
قانون أبو شامة والدكتورة الألمانية
-
جنون البقر السلفي -البعثي
-
إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور
-
نعم.. نحن ننتخب.. وهم ينتحرون
-
هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟
-
لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد
-
أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
-
شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
-
شيوعيون أصوليون
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|