أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين السماهيجي - الدميني: جواب الصمت














المزيد.....

الدميني: جواب الصمت


حسين السماهيجي

الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ذات لقاء جمعني قبل أشهر من الآن مع أحد أبرز شعراء موجة الحداثة في المملكة العربية السعودية، طرحت عليه تساؤلاً ممزوجاً بالاعتراض حول موقف المبدعين وعموم المثقفين في المملكة من قضية اعتقال الشاعر علي الدميني، فكان الرد من قبله بالسلب ومحاولة التملص من القضية برمتها بإبداء تعاطفه مع الدميني، وفي الوقت نفسه بتوجيه نقد للواقع القاسي الذي يعيشه المثقف هناك، وهو ما كان يعتقده مبرّراً كافياً يتيح له فرصة الهرب من مواجهة الأزمة التي طالت جميع مثقفي المملكة، وعلى وجه الخصوص مجايلي الدميني وهو واحد منهم. ما دعاني إلى طرح هذه الحادثة هو الحكم بالسجن الصادر بحق زميلنا الشاعر علي الدميني مع رفيقيه. وهذا الحكم القاسي بحق الثلاثة، لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام؛ فهو بالإضافة إلى افتقاره إلى أبسط معايير حقوق الإنسان يمثل ضربة موجعة توجه إلى عموم المثقفين في منطقة الجزيرة والخليج العربي. فكل جريمة علي الدميني ورفيقيه لا تتجاوز بأي حال من الأحوال التوقيع على العريضة المطالبة بالإصلاح، ورفض التوقيع على اعتذار وتعهد بعدم المطالبة بالإصلاح مستقبلا، الأمر الذي يمثل وعياً من المعتقلين الثلاثة بحقوقهم الإنسانية الأساسية، كما يمثل إصراراً من قبلهم على دور المثقف المنوط به تاريخياًّ والذي يكون من خلاله مثقفاً تنويرياًّ يحمل على عاتقه همّ تغيير حالة المجتمع باعتبار مسؤولياته الأساسية التي يفرضها عليه إبداعه وعطاؤه الثقافي وإخلاصه للقيم الكبرى التي تدعو إليها الحداثة، وعلى وجه الخصوص محاربة التيارات الظلامية من جانب، والدعوة إلى الإصلاح السياسي من جانب آخر. إلا أن الأهم من ذلك كله، باعتقادي، هو ما تؤشر إليه هذه الحادثة الخطيرة حول وضع عموم المثقفين، ليس في المملكة العربية السعودية وحدها، بل في عموم منطقة الجزيرة والخليج. فهؤلاء المثقفون على اختلاف مشاربهم يكادون يجمعون على الصمت المريب تجاه ما يحدث بحق زملائهم، فعدا عن بعض التوقيعات الخجولة التي كانت في بعض المواقع وخصوصا على شبكة الإنترنت، وربما بعض الإشارات هنا أو هناك، فلم نقع على أي موقف يتسم بالجدية في رفض ما يحدث، وبيان أنه لا يتعلق بحالة خاصة لثلاثة مثقفين بل إنه يتعلق أساساً بالوضع الثقافي في عموم المنطقة. إن المثقف العربي في منطقة الجزيرة والخليج العربي مطالب باتخاذ موقف جدي وصارم تجاه ما يحدث. ومن العيب أن نجد الأصوات تتعالى بالرفض من عواصم عربية أخرى، ومن مهاجر المثقفين العرب في أوروبا وأميركا، بينما الصمت المطبق المنبعث من الخوف هو ما يسم ردود أفعال المثقفين في منطقتنا، هذا إن لم يكونوا في الأصل متخلين عن دورهم التنويري الحقيقي. أخيراً، نقولها وبصريح العبارة فالوضع لا يحتمل صمتاً وتهرباً من مواجهة الأمر وتحمل المسؤولية. إننا نرفض ما حدث للزميل الشاعر علي الدميني ورفيقيه، وإن أبسط ما نطالب به هو الإفراج الفوري عنهم، وتعويضهم بصورة مناسبة عن الإساءة التي لحقت بهم والأذى الذي نال عوائلهم وأبناءهم. كما ندين حالة التخاذل واللامبالاة من قبل الوسط الثقافي عموماً، وهو الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس سلباً على مستقبل الحياة الثقافية في الجزيرة والخليج العربي، كما أنه سيؤثر حتماً على مصداقية من تزعموا الحركة الإبداعية والثقافية التنويرية خلال العقود السابقة، وسيصيب قيم الحداثة في مقتل. ونحن إذ نقف هذا الموقف، ونعلن هذه الإدانة، فذلك لأننا نكاد نجزم بأن الأمر سيستمر على ما هو عليه من التخلف والسوء وفقدان المصداقية من قبل معظم النخب المثقفة في منطقتنا.. إلاّ من رحم ربّك



#حسين_السماهيجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسين السماهيجي - الدميني: جواب الصمت