أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نماذج من مؤسسات دولة البكباشية الدينية















المزيد.....

نماذج من مؤسسات دولة البكباشية الدينية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مجلة الأزهر :
لا تكتفى مؤسسة الأزهر بالتفرقة بين شعبنا على أساس الدين بالنسبة لحق التعليم ، ولا تكتفى بانفاق المال (المصرى) على آلاف الطلبة من كل دول العالم لمجرد أنهم مسلمون ، ولا تكتفى بارسال البعثات إلى دول العالم ، وهى بعثات تـُكلــّـف ميزانية الدولة ملايين الجنيهات بهدف نشر الإسلام (= تبشير) وكأنّ مصر أنهتْ مشاكل البطالة وأزمة السكن (سكان المقابر والخيام والأرصفة) ومشاكل التعليم (فصول مُكدّّسة ومدارس آيلة للسقوط) وأزمة البحث العلمى ومأساة العلاج. ولا تكتفى مؤسسة الأزهر بمصادرة الكتب وتكفير الكتاب والتحريض على قتلهم، وإنما هى فى سبيل هدم الوحدة الوطنية لشعبنا تـُصدر مجلة شهرية باسم (مجلة الأزهر) ترفع معاول الهدم لشق الوطن الواحد وطنيْن وتقسيم الشعب الواحد إلى شعبين.
فبينما اجتهد البابا شنودة فى محاولة منه لوضع حد لمشكلة التثليث وهل يتنافى مع التوحيد (وهى مشكلة ينشغل بها المسلمون رغم أنّ الاهتمام بها لن تحل مشكلاتهم الاجتماعية) فإذا بمجلة الأزهر ترد عليه مؤكدة على أنّ المسيحيين مشركون. فماذا قال البابا ؟ قال (( إنّ مشكلة الذين يُحاربون التثليث أنهم يفصلونه عن التوحيد. ويظنون أنّ التثليث المسيحى لون من الشرك أو تعدد الآلهة. ولكننا كمسيحيين نقول : إننا نؤمن بإله واحد لا شريك له. لا نؤمن إطلاقــًا بثلاثة آلهة لا علاقة لها بالمسيحية. فالمسيحيون يؤمنون بإله واحد لا غير. بل يرون أنّ الإيمان بأكثر من إله أمر يتنزه عنه حتى الشيطان)) والبابا لم يكتف بالصيغ الإنشائية بل أسّس رأيه بآيات من القرآن . ولو أنّ مؤسسة الأزهر مؤسسة وطنية (مصرية الوجدان والعقل) لرحـّبتْ بذلك الاجتهاد وطوتْ صفحة النقاش وابتعدتْ عن لغة التكفير واهتمتْ بما ينفع شعبنا ، ولكنها كلــّـفتْ أحد مشايخها للرد فكتب مخاطبًا البابا ((ما دمتَ تستشهد بالقرآن على أنكم لستم مشركين ويتبين خطؤكم فى الاستشهاد بترككم بقية النسق القرآنى . فماذا تقولون فى وصفكم بالشرك بالله فى قوله تعالى ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئــًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله. فإنْ تولوا فقولوا اشهدوا بأنــّا مسلمون)) فقد دعتكم الآية إلى ترك عبادة المسيح وغيره وأنْ لا تــُشركوا بالله شيئا. وقد نصّ ميثاق الإيمان الذى أقره مجمع نيقيه لدينكم على ربوبية كل من الآب والابن والروح القدس. وسمى هذا توحيدًا مع توغلها فى الشرك. وأكثر من هذا أنكم حصرتم هذا الشرك فى السيد المسيح، فجعلتموه أبًا وابنــًا وروح قدس. ولهذا تعبدونه. ولقد نعى عليكم القرآن هذا فقال ((لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم. قل فمن يملك من الله شيئا إنْ أراد أنْ يـُهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعًا)) (سورة المائدة/17) ثم أضاف ((عندنا العهدان القديم والجديد ولقد قرأناهما وعرفنا منهما كيف ضيّعتم الحق الإلهى ، حق التوحيد المُطلق النظيف من تلك التناقضات التى ورثتموها عن أسلافٍ أعدموا أناجيل التوحيد وورّثوكم أناجيل متناقضة ، قطعتْ عنكم المدد الإلهى الذى يُضيىء لكم سبيل الحق)) ثم أشار لدراسة مقارنة بين عقائد المسيحيين حاليًا وعقائد (الوثنيين) من براهمة الهند وكذا عقائد البوذيين . وأنه سيكتفى بنشر المقارنة الأولى لأنّ الثانية تــُُشبهها تمامًا. ثم تنقسم صفحة المجلة إلى قسميْن رأسييْن لعقد المقارنة بين عقائد (الوثنيين) وعقائد المسيحيين (مجلة الأزهر- يناير 85- من ص 500- 503) استخدم الشيخ كاتب المقال تعبير(التوحيد النظيف) وبمفهوم المخالفة فإنّ غيره (غير نظيف) وهكذا تكون (أخلاق أحد الشيوخ) وأشار لوجود (أناجيل التوحيد) التى تم إعدامها. فإذا كانت تلك الأناجيل من عند (الله) فلماذا لم يمنع إعدامها وهو القادر على كل شىء؟ والسؤال هو هل تلك الكتابة تـُساعد على قيام (وحدة وطنية) بين أبناء شعبنا أم على هدمها ؟
وإذا كان حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين اعتمد على حديث محمد ((من مات ولم يغز ولم ينو الغزو مات ميتة الجاهلية)) وإذا كان محمد عبدالسلام فرج منشىء تنظيم (الجهاد) ومؤلف كتاب (الفريضة الغائبة) المُعتمد لدى كل الجماعات الإسلامية التكفيرية ، يعتبر أنّ فكرة (الجهاد) فى سبيل الله لن تكون إلاّ بالسيف اعتمادًا على حديث محمد ((بعثتُ بالسيف بين يدى الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له. وجعل رزقى تحت سن رمحى . وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرى . ومن تشبّه بقوم فهو منهم)) (الفريضة الغائبة- ص 154)
وإذا كانت الجماعات الإسلامية تعتمد آيات القرآن مرجعًا لها مثل ((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا من يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) (التوبة/123) كما يعتمدون على حديث محمد ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنْ لا إله إلاّ الله. وأنّ محمدًا رسول الله. فإنْ فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلاّ بحق الإسلام)) فإذا كانت تلك المرتكزات هى المرجعية للجماعات التكفيرية التى يصفها الإعلام البائس ب (المُتطرفة) فهل اختلف موقف مؤسسة الأزهر (غير المُتطرفة حسب التقسيم الإعلامى)؟ ففى مقال لأحد مشايخ الأزهر ردّ فيه على المستشرقين الذين يفترون على الإسلام (من وجهة نظره) وركــّز على المستشرق (فنسنك) فكتب ((وبعد الطعن فى عالمية الإسلام وإنكار ورودها فى القرآن ، يصل المستشرق للمرحلة الثانية من خطته وهى الطعن فى الحديث ، فزعم أنّ الصحابة وضعوا أحاديث فى عالمية الإسلام ليُبرّروا بها الفتوحات الإسلامية التى امتدّتْ بعد وفاة الرسول من شبه الجزيرة العربية لمعظم أنحاء العالم ، وحملتْ معها الدعوة العالمية للإسلام ، ومن هذه الأحاديث حديث ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنْ لا إله إلاّ الله)) ولكى يُزيل الكاتب أية شكوك يُمكن أنْ تــُساور القارىء حول هذا الحديث خشية الظن أنه موضوع أو ضعيف العنعنة أو مختلف عليه، فإنه وضع بعد نص الحديث مباشرة العبارة التالية بين قوسيْن ((مُتفق عليه)) (مجلة الأزهر- نوفمبر90- ص 448)
ومما تقدّم تتضح المفارقة التالية : المُستشرق الأوروبى يجتهد لنفى أنْ يكون الرسول قد صدر عنه حديث ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس إلخ)) لأنه حديث يؤكد أنّ الإسلام انتشر بقوة السيف وقتال كل من يرفض الإسلام. وذهب المستشرق إلى أنّ ذاك الحديث من وضع الصحابة. ولكن الدكتور الشيخ كاتب المقال رفض ذلك الاجتهاد ونصّ صراحة على أنّ ذلك الحديث (متفق عليه) فهل يحق لنا أنْ نلوم الجماعات الإسلامية التكفيرية التى ترفع شعار (الجهاد) بقوة السيف وقتال كل من تحكم عليه ب (الكفر) ؟ ومع ملاحظة أنّ أعضاء تلك الجماعات أخذوا معلوماتهم من مؤسسة الأزهر، التى تــُروّج لكتب ابن تيميه وحسن البنا وسيد قطب ، أى شيوخ التكفير. وهل هناك فرق – كما يُصر الإعلام البائس والثقافة السائدة الأشد بؤسًا- بين تلك الأسماء والجماعات الإسلامية الإرهابية ومؤسسة الأزهر؟ فإذا امتدّتْ يد أحد أعضاء الجماعات الإسلامية الإرهابية وقتلتْ (كما حدث) فضيلة د. محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق ، أو قتلتْ رئيس الدولة (السادات) أو قتلتْ مفكرًا وطنيًا (فرج فوده) إلخ ألا يحق القول أنّ القاتل مجرد (أداة) ويجب البحث عن المُحرّض ، وأنّ ذاك المُحرّض هو الفاعل الحقيقى ؟
000
فى المثال الأول (مشكلة التثليث) نموذج لانشغال المسلمين والمسيحيين بموضوع ميتافيزيقى غيبى لن يحل لهم مشاكل الفقر أو دكتاتورية الحكم إلخ ، موضوع تخلــّصتْ منه الشعوب المُتحضرة ولم تعد تنشغل به ، بينما ينشغل به فى مصر الكهنوت الدينى فى المؤسستيْن الرسميتيْن (الأزهر والكنيسة) وفى النموذج الثانى تكريس للعنف المادى والمعنوى وإكراه البشر على اعتناق الإسلام أو القتل ، وكل ذلك فى مجلة تصدر عن مؤسسة رسمية وتــُموّل من ميزانية الدولة ، أى من عرق الفلاحين والعمال ومن كل مواطن شريف ، وبدلا من توظيف تلك الأموال للتنمية والتقدم ، يتم توظيفها لتكريس الغيبيات مرة والعنف مرة أخرى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحية والجلاد : علاقة مُلتبسة
- تحويل الأزهر من جامع إلى جامعة (ضمن توابع يوليو1952)
- تابع مرحلة ما بعد يوليو 1952 (2)
- مرحلة ما بعد يوليو 1952
- الثقافة السائدة قبل يوليو 1952
- الوطن درع المواطنة
- الدين والروح القومية قبل يوليو1952
- الدور الحضارى لحكماء مصر القديمة
- التعريف العلمى لهوية الوطن
- جمال عبد الناصر ومحمد مرسى
- القمع باسم العمال والفلاحين
- ضباط يوليو والإدارة الأمريكية
- الكوتة لا تحقق المواطنة
- من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين
- رد على الأستاذة أحلام أحمد
- الحضارة المصرية ودورها الريادى فى الطب
- مؤامرة صهيونية لإخراج رمسيس من مصر
- التقدم العلمى فى علم الصيدلة فى مصر القديمة
- التعليم فى مصر القديمة
- صراع الحب والكراهية حول معشوقة الأحرار: المعرفة


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نماذج من مؤسسات دولة البكباشية الدينية