|
غياب الفاجومي وعقدة الموت
هاني جازم الصلوي
الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 08:17
المحور:
الادب والفن
غياب الفاجومي وعقدة أو متوالية الموت :::
# هاني الصلوي .
ما نراه من صب الزيت على جمجمة أحمد فؤاد نجم أو الفاجومي هذا الرجل الذي جعل اللغة طيعة وسلسة ورقراقة وتحرك مع رفيق دربه إمام عيسى وسارا معاً على درب " مصر يا أمه ويا بهية " ــ ما نراه ـــ ليس غريباً على من وضعوا أنفسهم في الظل وهي عملية اختيارية لا علاقة لها بالعمق أبداً . عند عدم غرابة هذه القضية تماماً نقدرعلى أن نقول في الهواء الطلق : إنها فرصة بعض الكل ــ وهم قليل ــ لكي يظهروا بمظهر الناقد والرافض ومن ثم فيجب عليهم استغلالها على الأقل في مشوار الألف ميل التي لم تبدأ ومصائب قوم عند قوم فوائد ( في أذهانهم بلاشكـ) . زعم أو إدعاء في بوتقة البحث عن مبرر لمن لا مبرر لهم . قسم آخر استعانوا بالرب شخصياً لينفثوا أحقادهم الدينية في وجه الشعر في شخص العم نجم وهؤلاء العصبة لا علاج لإبداعهم المكتوب والخطابي . إنهم علاج من لامرض في أعضائهم ولا ... . لقد تحدث عدد من دارسي تاريخ الأدب والتاريخ بشكل عام عن مشكل المعاصرة او لنقل عقدة المعاصرة حيث كل مبدع يغمط مجايليه ويحاول دفنهم في الرمال وهي عقدة عادة ما تضع أظافرها في خناق التفكير العربي اكثر من غيره بشكل خاص وحصري بسبب انحياز تفكير العرب إلى هيئة السلم أو الهيئة التصاعدية وهو قالب يتسم بالطولية والحرص الزمني المستعجل الذي يضيع كل شيء في نهاية الموال . هدم المتعاصرون منذ الأزل أقرانهم وضاعت لذات الشبب نصوص لا تعد . وكما تتسم هذه العقدية بالفردية تأخذ بعداً جمعياً لدى الأمم المتحضرة والبدوية ما أوقع الجميع في هاوية البدئية والتوحش وما فعل التتار بمكتبات بغداد بعيداً عن المرمى . المعاصرة حجاب ــ على رأي غانيتنا الحكمة ـــ وهي عراك لانهائي من الإقصاء والمحو غير الإبداعيين . تقابل عقدة المعاصرة ، عقدة الموت وهي ألصق بقميصنا العربي وأشد انجراراً إليه وامعاناً في السقوط ، فلو سقط الثور في الحفرة يشحذ الجميع سكاكينهم ويبدأون في تقطيع أوصاله ــ ترجمة غير أمينة لمثل يمني معروف ــ . أتذكر ظهور أحد الشعراء المعروفين ( تشدني مقالاته الصحفية فقط ولا أجده شاعراً ) على شاشة الجزيرة بعد لحظات من وفاة محمود درويش وفي مجرى حديثه اعاد وكرر كيف ان محمود درويش تجربة لم تكتمل . لقد مات ولم يستطع ان يكمل تجربته امم أعتقد أنه لوجود هذا الجين العربي كان لزاماً على حديث نبوي كــ( اذكروا محاسن موتاكم ) أن يجعل من سبب وجوده معلوماً للجميع . نفس ماحدث مع نجم تقريباً من ساعة مغادرته لكوكبنا المتواضع . تكررت الثيمة من قبل بعد مغادرة جل العقول العربية لعوالمنا الترابية غير المعبدة : عند وفاة مصطفى ناصف ومحمود امين العالم ووو ( لا أقصد إلى الحصر ) . حدث ذلك وسيظل يحدث لكن جريرا شاعر الهجاء الشهير ( الذي قيل أنه هاجى أربعين شاعراً وغلبهم ودخل في هجائيات مع الفرزدق شاعر الهجاء الند لمدة طويلة قيل أنها استمرت لأربعين سنة ) قال في خصمه الفرزدق بعد وفاته قصيدة لازالت كتب تاريخ الأدب ترددها وقد قيل أنها رفعت جريراً في أعين الناس وجعلته صاحب فضل . لقد فجع الدهر تميما قبيلة الشاعرين بموت الفرزق : ( لعمري لقد أشجى تميماً وهدها ** على نكبات الدهر موت الفرزدق ِ ) . بالمناسبة لا أظن أن هناك طريقاً أثرى من تاريخ الادب لمعرفة أوجه الحدث وأزمنته وتماوجاته . وليس ذلك تجنياً مني على ميادين المعرفة وتنويعاتها عداه وقد أنجز الناقد والمترجم المعروف الدكتور سليمان في هذا الصدد كتابه مقدمة في تاريخ الادب العربي وهو كتاب من العمق والاتزان وجدية الطرح باماكن سامقة تتجاوز تاريخ الأدب بمراحل إلى تمنيت معها ان يكون لي سلطة على الكتاب فأغير اسمه إلى : فقه الارتجال " مقدمة في بنية العقل العربي " . لنعد إلى سماء عمنا الفاجومي فلربما كان حضور نجم من خلال ابنته نواره داخل ثورة الشباب قد أدى إلى بعض ذلك ، و هناك من يرى أن علاقته بوالد زوجته أم زينب كانت سببا ولا أحسب هذا ابداً . ( تستحب الإشارة إلى علاقة ثقافية :: دار زينب للنشر مثلاً) عاش الرجل صوتاً معبراً عن كل الواقفين على الشوك في انتظار الحرية . والحرية مصر دون أن نضع إبهامنا على الزمن / الوقت ذلك الحياد والمولاة . الحرية هي كل الصدور العارية والغناء والموسيقا والأصــدقاء . رحم الله أحمد فؤاد نجم وليرافقه الشعر إلى الخلــــود . ـــ القـــــــــــــاهرة .
#هاني_جازم_الصلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللاتناهي الشبكي : انهيار المثقف وبروز مجتمع ما بعد الاستهلا
...
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|