|
غيمةٌ من أبسط الفراشات
محمد رفعت الدومي
الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 02:18
المحور:
الادب والفن
علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث ، وكان نسيم المساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة ، وكنت ، ككل مرة ، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام ، لذلك تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل المثلث بعد أن أصبح في حكم المؤكد تثاؤب كلِّ الطرق عن المارة ، وضمور ضوء القمرهذه الليلة ، جلستُ في انتظارها وحيداً ، أغرس وجهي بين يديَّ منقبضاً من القلق والاضطراب ، هي دائماً تأتي عند كلِّ اكتمال لرغبتي في تفجير نزوتي في جسدها ، لكن موت أمها قد أعاقها شهرين وبعض الشهر عن أداء هذا القدَّاس البشريِّ ، مع ذلك ، لم أتوقف يوماً عن الذهاب في الموعد المتفق عليه ..
تتآكل أصداء البيوت المغلقة علي الأسرار الصغيرة كلما تقدم الظلام في العمر ، وتتَّحدُ مع حفيف الأشجار المتطفلة البعيدة ، ونقيق الضفادع ، ودقات أجراس كنيسة بعيدة ، وارتعاشات عيدان الذرة علي إيقاعات غامضة ، وعواء كلاب بعيدة تحتشد ، نظرت من خلال أوراق الذرة إلي السماء ، كان قليلٌ من الرماد يسكنها ، فكَّرتُ بصمت ، ألم يجد الله للقمر شكلاً أفضل من الدائرة ، مع ذلك ، استطاعت عيناي أن ترصدا نجماً يولد ، ثم طارت طرقُ اليمام فجأة ، وامتلأ المكان برائحة المانجو المدانة بالبياض ، وكان هذا وحده كافياً بالقدر الذي يوقظ الرغبة في كلِّ حواسي ، ونار المرح الداخليَّ ، لابدَّ أنها تسير الآن في الدروب الوعرة قادمة إليَّ ، تسحب خلفها كالعادة غيمة من أبسط الفراشات ، قلت لنفسي لابد أنها استسلمت هي الأخري لحذر الحكاية فاختارت أن تسلك طريق الجسر الغربيِّ ، فهو ، وإن كان أشدَّ طرق القرية وعورة ، الطريق الأمين لمن يريد التخفي عن العيون المتربصة ..
من كان يصدق أن النجمة التي يرقص في خصرها كلُّ المراهقين في قريتي ، وفي القري المجاورة ، وفي البلاد البعيدة ، ويتمرغون فوق طراوة جسدها تحت سماء مزيفة ، ويمرنون أجسادهم تكريماً لها علي ممارسة العادة السرية في العتمة ، سوف تنام عارية عما قليل تحتي !!
ارتفع ضجيج رائحة المانجو المسكرة ، وأصبح الليل وسيما ، كلُّ شي تغير ، لم يكن لليل هذا المظهر الذي الآن يسعدني ، لقد التقطتْها عيناي تسعي في حذر شديد ، تحت غيمة من أبسط الفراشات ، بين عيدان الذرة ، يمرر النسيم أنامله الرقيقة في شعرها الخيليِّ ، ليست أطول النساء ، ولكنها أطول نخلة في غابة النساء ، لقد بدا واضحاً أن ذعرَ المدن وتقاليد الفراق العائليِّ لم تحسم شيئاً من فتنتها ، كم كانت مشعة في أسود الحداد ولائقة جداً !!
تخليت عن حذري وركضت نحوها ، أحطم عن عمد ، مررت منحنياً تحت أقواس عطرها الملكيِّ ، واستسلمنا لعناق مرضيٍّ طويل ، ثم قبلت بخشونة عينيها الغارقتين تحت شفتيَّ ، وقاطعت أغنية الكرز في شفتيها بقبلة حمَّلتها كلَّ أشواقي وأشجار حنيني لحرارة هذا البياض المجرد ، كنت أسمع في جسدي هدير الموج ، وأشمُّ رائحة النبيذ في لعابها ، عاودتُ عناقها بقوة واستلقينا متعانقين ، حكت لي وأنا أجوس بشفتيِّ في كلِّ تفاصيل جسدها العارية كيف كان موت أمها مؤلماً ، وانحدر اللؤلؤ من عينيها حقيقيَّاً وحاراً ، تمنيت لو أستطيع أن أنكل بكلِّ أحزانها الماضية والمؤجلة ، وأرمم بالزنبق جرحها ، غير أنني لم أدر ماذا عليَّ أن أفعل لتهدئة قلب أحزانها سوي مزيد من اللثم والعناق !!
استعادت بعد خسارة الكثير من الدمع هدوئها ، واشتعلت بيننا لغة الصمت الدارجة حتي جاءت اللحظة التي سحقت روحي بغموضها وجمالها ، لقد خلعت جوربها عن قدمين ناصعتين ، ورأيت منعطف ركبتيها الخاص ، فشعرتُ أني أترنح علي حافة غامضة ، وتحول الكون كله إلي جملة روحية ، هنا عند كل شئ ، ورائحة السواحل البعيدة ، واختل ايقاع أعصابي وسط غيمة من موسيقي صوفية مبهمة ، تمنيت لحظتها أن يتجمد الوقت ، أو أن ألفظ أنفاسي الأخيرة وسط هذا الذهب ، وضبطتُ الدموع تسيل من عينيَّ ، وكما يفعل الواصلون ، رفعت رجلها اليمني إلي شفتيّّ وقبلتها قبلة حقيقية ، ثم رحتُ ألعقُ باطنها الطريَّ وهي تسرِّح شعري بأصابعها الرقيقة في حنان كالقطن أبيض ، بدأت أتخبط في شبقي ، نمتُ فوقها ، وبكلتا يديَّ أقبض الآن علي ثدييها ، شوق ساعات الانتظار الطويلة ها هو يتناثر هنا وهناك ، وها أنا أصطاد من كلِّ ملليمتر في جسدها نجمة ، أمضغ الحلمتين اللتين تمنحان من يمضغهما السكينة بكلِّ فيضها وأسرارها ، أقطع المسافة من ثدي إلي ثدي في وردتين ، أحكُّ فراشة الحناء علي كل ثدي بأظافري ، وأراقب هدير الحليب المحتجز في ثدييها ، وسط سحابة من العطر المستخلص من جذور غريبة ، أتمسك بكل طريٍّ فيها ، هي احتشدت أيضاً ، وراحت تتمسك بكلِّ صلبٍ لديَّ ، دفعتني برفق ثم خلعت كلَّ ملابسها عن جسد من أحجار كريمة ، رأيت كل ما هو خاص وحميم ، نزعت أنا ثوبي أيضاً ، وتهدل الليل فوقنا عناقيد ماس ، ورحنا خلال دوراننا في الشبق ندمر عن عمد كل ما تطاله أجسادنا من عيدان الذرة حولنا ، كان عراء رغبتها تلك المرة واضحاً ، دقائق حمراء ، أفلتَ بعدها السائل اللزج مني وانساب قطرة قطرة علي سُرَّتها ، ونبت العرق علي جبهتي ، وهي كما قدَّرتُ ، بحكم العادة ، في منتصف الهياج ، لكنها ، كما يحدث كلَّ مرة ، تظاهرت بالاكتفاء عندما لمست ارتخاء رغبتي كما حرجي :
- خلاص ؟ - وانتي ِ؟ - أنا كمان .. قبلك ..
ولكي تبرهن لي ، تلك الخبيثة ، علي اكتمال نشوتها ، أمسكت يدي برفق وأدخلتها في مهبلها ، دافئاً ومبتلاً بقشدة شهوتها كان ، وكانت أبسط الفراشات تنظر بالداخل من النافذة الضيقة ، أصدرت لدي انزلاق أصابعي في الشرخ المبتل آهة عميقة ، وأطْلَقَتْ يدها تعبث في صدري ، وازداد وجهها احمراراً وأنفاسها سخونة ، لم أكن بحاجة لأن أدرك أنها تطالب الآن قضيبي المرتخي بتهدئة حرائقها ، رجَّ الخجل قامته في وجهي ، ودفعاً لهذا الحرج اقترحتُ عليها لأول مرة ، في انكسار ، أن أجفف مهبلها بثوبي ، وربما لرقَّتها الشديدة لم تجد في اقتراحي مبرراً للإذعان للسخرية ، فقط رفضت اقتراحي جادة ، وبررت رفضها بخوفها عليَّ من شكوك أمي إذا رأت قشدة شهوتها الجافة علي ثوبي عند غسله ، واقْتَرَحَتْ ، لسبب ما ، أن أقوم بتجفيفه بقميصها هي ، انتابتني أمام هذا التيار من الرقة مشاعر ملتبسة وغامضة ، ولأنني كنت مرتبكاً وفي ذروة خجلي ، ولا أدري ماذا يجبُ عليَّ أن أفعل ، وضعت في ارتجال يدي بين فلقتي مؤخرتها ، وأنا أرفعها قليلاً ، لأرتب لشفتيَّ وضعاً يسمح لهما بلعق خاتم الورد بينهما ، ويبدو أنها فطنت إلي ما أنا عاقدٌ العزم عليه ، فتخلصت من يدي بحركة مباشرة ، واعتدلت ضاحكة ، وقد تحللت كلُّ تعابير وجهها إلي تعبير امتنان ، فغرستُ بحركة مباشرة أنا أيضاً شفتيَّ تحت إبطها ألعقه ، كنت لا أستطيع مواجهتها ، وكانت تلمس انسحاب عينيِّ خجلاً إلي ركنهما ، فعانقتني بقوة واستلقينا متعانقين ، ثم تسللت يدها إلي قضيبي ووضعته بين فخذيها الناصعين ، وراحت تحركهما فخذاً عكس فخذ بنعومة ، وهي تتغزل بحجم قضيبي ، طراوة فخذيها ، وحلمتاها اللتان تتبادلهما شفتاي ، وأناتها المهتاجة المدبرة ، كانت أسباباً وجيهة ليعود قضيبي إلي الحياة أشد صلابة هذه المرة ..
ارتجافة مهبلها لحظة الملامسة كانت هائلة ، حركاتها عصبية ومبتذلة ، كان الاحتكاك عنيفاً ، وهي تعبث بيدها في صدري ، وتصرف بأسنانها النظيفة ، وتموء كقطة بيضاء ، اقتحمتها أكثر من مرة ، وفي كل مرة تنطفئ رغبتي ، تعثر هي في الظل علي أسباب وجيهة لجولة أخري ، حتي داهمت سكينتي اللحظة التي أكرهها دائماً ، وتضمر عندها كل الزنابق حين تهمس جادة :
- كفاية النهاردة !!
كنتُ أستدلُّ ، بحكم العادة ، علي برودة جسدها من نظرة عينيها ، ومن ارتخاء حلمتيها ، ومن انخفاض النبض في بظرها المبتل ، ومن تعبير الارتواء علي وجهها الطيب ، ومن قدر المنيِّ الذي ادَّخره كلَّ مرة في جسدها ..
يحدث هذا عادة عند اقتحام الفجر فراشنا العائليَّ ، تنهض بهدوء ، تقف فوقي قليلاً ثم تختفي فجأة ، وتختفي معها غيمة من أبسط الفراشات ، ويفرغ الحقل نفسه ..
نظرت بعينين غارقتين إلي الموكب المحلق في الجبال البعيدة ، مع ذلك ، كنت سعيداً لأنني تركت بعضاً منِّي في جسدها ، كان من الممكن أن ينمو تحت سرتها بصوت مسموع لولا أنها تحرص علي استعمال الحبوب التي تجعل الحمل مستحيلاً ..
امتصت عينيَّ فجأة ، قطةً بيضاءَ تُخلِّصُ جسدها الصغير من أحد كيزان الذرة وتسقط علي الأرض ، ثم تتابع سقوط القطط البيضاء من الكيزان ، وسمعت صوت تكسر غصن شجرة متطفلة بعيدة ، فررت من الحقل مبتعداً أتفادي الارتطام بالقطط الصغيرة ..
في منتصف الطريق إلي قريتي التي الآن تستيقظ ، كنت أشعرُ ، كما يحدث في كلِّ مرة أضاجعها ، بضربات الألم المباغت بين فخذيَّ ، وكنت أتسائل في كل مرة ، من أين لمهبل هذه المرأة التي في رقة الفراش كلُّ هذا العضلات القوية ؟
كان مهبلها يعضُّ عنيفاً !!
#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذلك أفضل جداً
-
السقوط في حفرة الببر
-
غيرةً علي قوس قزح
-
الآلهة يجب أن تكون سوداء
-
الناشطة بيبسي
-
شيفرة الشيخة موزة
-
قصيدة الفاجومي الأخيرة
-
الفاجومي مات !
-
الله ، المعسكر ، الفسيخ !!
-
مريم الثيِّب .. وشِباك الآباء الأوائل*
-
لا مرحباً بمواسم الزحف الحرام
-
السيسي .. والرقص في درجة الغليان
-
-إسهار بعد إسهار- كتاب جديد ل -محمد رفعت الدومى-
-
اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية
-
ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
-
روعة
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|