أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عبد سلمان - الاخراج والفلسفة المعاصرة














المزيد.....

الاخراج والفلسفة المعاصرة


عمار عبد سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 23:53
المحور: الادب والفن
    


لقد انعكست اثار الفلسفة الحديثة على الفلسفة (المعاصرة) وكان الفضل الاول يعود الى رائد فلسفة التفكيك (deconstruction) الفرنسي (جاك دريدا) , إن التفكيك في " مستواه الدلالي العميق يدل على تفكيك الخطابات والنظم الفكرية وأعاده النظر إليها بحسب عناصرها ، والاستغراق فيها وصولاً الى الأمام بالبــؤر الأساسيـة فيها " (1) .
اي انه مقترن بعملية تعدد القراءات التعدد في تفسير الموجودات , وانتاج قراءة اخرى تختلف عن ما سبق قراءته .
لقد مهدت هذه الطروحات الى ما بعد الحداثة حيث اراء الفيلسوف الفرنسي (فرانسوا ليوتار) المحايدة لما سبق ومضمونها " تقويض أسس السرديات الكبرى وتفكيك المقولات التاريخية الشمولية . أتجه ليوتار نحو الدعوة إلى التعددية والاختلاف في كل حقل من حقول الخطاب بدلا من التمسك بأحادية السرديات الكبرى المتعالية. " (2).
ومن خلال ما تقدم وجد الباحث ان ليوتار توجه نحو التعددية التي تظهر عنصر الاختلاف ومن خلال هذا العنصر سوف ينتج لنا الرائع والذي لم يعد فيه الجميل هو الرهان الأساسي للفنون ، بل صار رهانها شيء ما يتعلق بالرائع . ولحظة حكم الرائع هي نتاج تذوق المتلقي له .
__________________
(1) عبد الله إبراهيم وآخرون ، معرفة الآخر ( بيروت : المركز الثقافي العربي ، 1990 ) ، ص 114 .
(2) http://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_6113
وترتبط هذا النتاجات تحصيلا بعملية التلقي الناتجة عن عملية التواصل أي لا تتحقق الرسالة الا بوجود مرسل ومستقبل يقوم بقراءة جديدة مختلفة ومغايرة .
ويستنتج الباحث ان بطبيعة الحال لا يخلوا عالمنا المسرحي من عناصر الارسال والاستقبال , على مستوى النص والمخرج والممثل والاشياء المكملة الاخرى . فيجب ان تتوفر مخيلة (مخرج) تعيد صياغة المعنى من خلال رؤى , تتسع كل هذه الشفرات (النص) وتقوم على تفكيكها وتحليلها واعادة ارسالها بشكل معنى مغاير في خطاب (discourse) عرض (performance) أي (ممثل – تقنيات) يقوم المتلقي من خلال سلطته بعملية التواصل معه , وبإعادة تفكيكه وتفسيره للشفرة (code) وترجمتها وفقا لمرجعياته الثقافية والاجتماعية والايديولوجية لإعادة انتاج معنى جديد مختلف عما سبق . اذ ان الترجمة للخطاب (العرض) تختلف من متلقي الى متلقي اخر مالم تتوافر ثقافة شمولية وذائقة جمالية .
وقد اقتربت هذه الفلسفة بالإخراج المعاصر اذ يقول (فورمان) " ان الاخراج ... ليس وسيلة لأقناع الجمهور بمصداقية المسرحية او احتمال وقوعها في الحياة ... بل هو سعي الى اعادة كتابة النص في صورته المخطوطة ... ان الاخراج في حالتي هو امتداد واستمرار لعملية الكتابة " (1).
ومما تقدم يشير فورمان الى ان الاخراج في(مسرح الهستيرية الوجودية) هي عملية تعدد في القراءات وهنا القراءة المستقبلية التي تقودنا الى ما سيحدث من متعة ومغايرة لعملية تلقي غير المألوف من تشتيت وتفتيت الحوار بين الممثلين على المسرح , لذلك عمد الى جعل الممثلين لا يتحاورون وجها لوجه وانما يتحاورون
______________
(1) كاي, نك : ما بعد الحداثية والفنون الادائية ,تر: نهاد صليحة , ط/2, الهيئة المصرية العامة للكتاب-1999 , ص79.
مع الجمهور ويشاركوه في الحدث , وهو بذلك يقوم بتدمير اسس الاخراج التقليدي , والتوجه نحو عملية ابداع غير تقليدية ناتجة عن اخلال توازن المألوف .

المصادر والمراجع

1. كاي, نك : ما بعد الحداثية والفنون الادائية ,تر: نهاد صليحة , ط/2, الهيئة المصرية العامة للكتاب-1999 ,

2. عبد الله إبراهيم وآخرون ، معرفة الآخر ( بيروت : المركز الثقافي العربي ، 1990 ) ،

3.http://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_6113



#عمار_عبد_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرض المسرحي رؤيا مفاهيمية معاصرة
- التفكيكية ستراتيجية الشك والتدمير والإختلاف
- ورشة تابوري واستوديو البانتومايم
- المسرح المفتوح


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عبد سلمان - الاخراج والفلسفة المعاصرة