سوزان خواتمي
الحوار المتمدن-العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12 - 10:08
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تناقلت بعض الصحف ومواقع الانترنت العربية نتائج مسح أجراه المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن يمكن تلخيصه بمايلي :
( 80% من النساء الاردنيات ممن شملهن المسح أيدن حق الرجل في الضرب في حال الخيانة الزوجية وبعضهن مع الضرب في حال احتراق "الطبخة")
اذاً يمكن القول بموجب نتائج هذا المسح أن الأردنيات يؤيدن أن يضربن . والمشكلة لاتكمن هنا في مناقشة إباحة أو عدم إباحة الضرب،إذ لم يعد يختلف اثنان على أن الضرب وسيلة اضطهاد وسيطرة غير ناجعة، تنفي الحب والحنان من قاموس مفرداتها .
كما لم يعد الضرب وسيلة إقناع مجدية حتى مع طفل صغير .. فكيف لو كان إسلوب حياة ومعيشة مشتركة أهم بند لنجاحها الاحترام والمودة .
بل اللافت في هذا الخبر هو أن المرأة أصبحت أداة استنزاف لذاتها ولإنسانيتها .
فهي ككائن يمتلك حداً من الكرامة ، عليها أن لا تقبل مبدأ الضرب ( ضد نفسها) حتى في حال حدوثه كاستثناء لا يتكرر .. مهما كان سببه. فكيف إذ تبرره وتعتبر استخدامه امراً مشروعا
إن مستوى وعي المجتمعات يرتبط مباشرة بمستوى وعي المرأة، ومما يدعو للأسف أن شريحة واسعة ما زالت تنظر للمرأة على أنها سلعة ترتفع أسهمها بناء على مواصفاتها الشكلية وتقتصر مهمتها على إمتاع الرجل وخدمته .
كما أن شرائح واسعة تنادي بإخراج المرأة من دائرة العمل والانتاج، حتى لو نالت أعلى الشهادات العلمية والتخصصات فهي تعتبر أقل كفاءة، والكثير يحجمن على الذهاب لعيادات طبيبات أو تسليم قضيتهن لمحاميات وهذا موقف سلبي على المستوى الاجتماعي
والأخطر حين تتبنى المرأة اضطهاد المجتمع لها، وتنادي بعدم أهليتها للانتخاب كما يحدث هنا في الكويت، أو حين تؤكد حق الرجل بضربها كما جاء في المسح الذي ذكرناه
فالرجل يرتاح حين يمارس سلطته البدنية والمعنوية على " نسائه " لأنه يعوض ما يمارس عليه من سلطة، أما النساء فالتربية والعادات والأعراف السائدة تعتبر الخنوع وقبول استبداد الرجل أمراً عادياً وشائعاً بل ومطلوباً أحياناً
مازال أمامنا أشواط طويلة علينا قطعها لنشر الوعي على مختلف الأصعدة.
هل سنبدأ بألف باء الحياة
المرأة شريك ند
المرأة وتد مركزي في بنيان العائلة
ثقافة المرأة وأفكارها ستنتقل بالضرورة إلى جيل وأجيال
.
.
.
ياأيها المجتمع المستبد متى ستكف عن إيذاء إنسانيتنا؟
#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟