أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء














المزيد.....


ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 18:14
المحور: كتابات ساخرة
    


السباق بين العشائر والمناطق والشخوص محتدم بلغ ذروته منذ أيام
موكب (البوحمدان) رأسماله مئة مليون على حد قول الأخ أبو فاضل الحمداني ..
موكب (الجنابيين) جمعوا مئة ألف من الكبار و خمسين من الشباب و خمسة وعشرين ممن أعمارهم اقل من العشرين والأفراد بالآلاف (وعدكم الحساب) فلايعرف رأسماله الا الله و أبو محمد مدير الأدارة و المسواق ..
موكب (القريشيين) تحالف مع موكب (الجميليين) وكانا الأكثر عطاءاً بالمفطح و الطبيخ و اللحوم أشكال وألوان حتى أن المعازيب (ليس فقط الزوار) من المناطق المجاورة تحملوا العناء ليتغدّوا هناك وهنا الكلام لأبو أحمد القريشي رعاه الله ..
موكب (الجبور) جلبوا لحوم بعران وموكب (الخوالد) تفنن بالهبيط فكان الأكثر جذباً للزوار , هنا المصدر الأخ (فيصل وفهد على التوالي ومن دون موازاة ) ..
وعذرا لبقية المواكب التي لم يرد ذكرها فالطرق مسدودة و الأخبار تردنا عن طريق الزاجل والراجلين بعد منع مرور السيارات , لكن الخبر اليقين أن الأموال المخصصة طوعاً للمواكب تتجاوز مئات المليارات لمدينة واحدة في العراق
هكذا يبذل الناس عندنا أموالهم في خدمة زوار أبا عبد الله , سلاماً عليه ومَن والاه , والموالين هم الخالصين في النوايا دون رياء
كل ذلك حصل ويحصل في تزامن مع مشهد يومي :
أبن (جاسم) في الخامسة من عمره وصل الى شفا الموت وأزرق لونه مرميّاً في فراشه منذ أيام , والده متعفف خجول لايملك أجرة الطبيب فأخذه الى مضمّد وخلط له بعض (الأبر) فكاد عزرائيل أن يقطف روحه الرقيقة لولا مساعدة بعض الجيران الذين جمعوا له مبلغاً ليأخذه أبوه الكتوم الى أحد الأطباء
همس لي رفيقي بأن تلك المرأة ( كان يشير الى أمراة منقبة في منتصف العمر ) زوجة المرحوم فلان (الذي نعرفه كلانا أغتيل قبل سنوات وترك سبعة أطفال كبيرهم أبن الثالثة عشر) كانت تحمل كيساً تملأه بما بقي من فضلات الطعام
الشوارع في أغلب المناطق بائسة قذرة مليئة بـ (الخيسة) و سدّات التراب و المجاري مابين معدوم ومسدود مليء بالأوحال
المدارس تبكي على نظافة وأنارة و صفوف و رحلات بعضها أقرب الى بيت للأشباح
المستشفيات شبه متروكه بعد أن يئس منها الناس ليتخندقوا متصارعين على (رقم قريب) أمام عيادات الأطباء
الثقة بين الناس أهتزت و تضعضعت وهي بأمّس الحاجة الى أعادة بناء
أغرب ماسمعت من أحد الشيوخ حين قال :
الرياء بكل أشكاله يتحول الى أجر وحسنات وثواب في مثل تلك المناسبات
- تحچي صدكَ مولاي ؟ مسكين آخر يتصور نفسه المالك الوحيد لصكوك الجنة والموالاة و الغفران
جعلني أخرج من طوري لأرد عليه وأقول بنبرة سمعها الجميع :
أليس الأجدر أن تبذل تلك الأموال من أجل الأنقاذ والأصلاح بدل أن يرمى الزاد على قارعة الطريق لا تمسسه الأيدي بسبب الوفرة الأنفلاقية للأموال التي أحيلت الى طعام لاتأكله الناس بعد أن شبعت منه حتى الكلاب حد الأنتخام فيما الأيتام يتحسرون على الخبز و التمر و رأس البصل و قطعة من جبن المثلثات, كم فتاة ننقذها من السقوط وكم شاب نبعده عن الأجرام وكم من المرضى يتغير مصيرهم الحتمي بالهلاك لينعموا معافين بما تبقى من الحياة , وكم من الأرامل نبني لها بيوتاً بدل الذل في الأيجار و كم من الأطفال نوّفر لهم فرصة في التعليم و العمل المفيد , وكم وكم حتى قطع النفس ... يامولاي
أليس الأجدى أن تتوحد الجموع مع أموالها ليقوموا بحملات منظمة في دعم الفقراء المحتاجين للأنقاذ والتنظيف و زراعة الأمل كما أشجار النخيل لتعطي ثمارها ولو بعد حين بأصلاح المجتمع بنشر ثقافة التكافل والمحبة والعدل والمساواة
نحن نحترم كل العقائد في التقرب من الله على أن تراعي الأولويات وتدحض الأقرب من الأخطار فتكون أعظم و أكبر حين تتماشى مع خدمة الناس و البلد الذي حملنا الله مسؤوليته لنكون خلايا أنسانية للبناء و الوفاء ليكون جنة بديلة عن الجنة التي نزل منها أبونا آدم فتلك الحقيقة الأخيرة خلاصة الجدوى الشاملة لمفهوم الحياة تجعلنا أثقل سكان العالم بما ألقي علينا من واجبات بمجرد أن نتطلع واقعنا بحرص في أقصى درجاته لنؤسس لثقافة المباديء الصحيحة الصادقة , بمجرد تطبيقها نكون في عين أهداف الحسين الذي أراد للناس أن يكونوا أحراراً ينتصرون على أنفسهم أمام كل المغريات فهو الثائر ضد الأباطرة و آلهة النفاق لم يكترث يوماً الى مال أو طعام , لم يردهم طبقات يستولي القوي منهم على مقدرات الفقراء ليمارسوا النرجسية والمباهاة , مؤكد لايرضى عن الغارقين في وحل الأنا و الهدر و المحاباة , نأسف أن تبقى ناقة أبن يقطين تطوف وحيدة (الا ما رحم ربّي) ترثي حالنا فالوادي لازال عميقاً سحيقاً بين الأيمان وواقعنا المليء بالذئاب من شتى الأصناف أولهم المصابون بداء الرياء ..
مقبولة الزيارة للمؤمنين الحقيقيين وأودعناكم أخوان .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة
- نظرية أبو حيدر في علم الحيوان
- كيف تصبح مدير عام
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة
- تسقط تسقط گولد ستار


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء