|
في التناقض بين القانونين الإقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي
الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال
(Alamamyoun Thaoiryoun)
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 07:18
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بعد الثورات البورجوازية بأوربا الغربية برز منظور الإقتصاد السياسي في إنجلترا الذي حاول تحليل الوضع الإقتصادي الجديد في عصر الرأسمالية كما برزت الأفكار الإشتراكية بفرنسا كنقيض للرأسمالية، إلا أن الإقتصاد السياسي الإنجليزي والإشتراكية الفرنسية لم يتطورا ليصلا إلى حد النقد العلمي للنظام الرأسمالي إلا بعد بروز نقد الفلسفة الألمانية للوضع العالمي الجديد، وبرزت الماركسية التي انبثقت من هذه المصادر الثلاثة وأنتجت النقد العلمي للرأسمالية أو ما يسمى بالإشتراكية العلمية التي سميت بالماركسية من طرف إنجلس والتي طورها لينين في أطروحته حول الإمبريالية، وبرز الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبورجوازية على أسس علمية مادية وتم تتويجه بانتصار الثورة الإشتراكية بروسيا في 1917 بقيادة لينين، وواصل ستالين البناء الإشتراكي في بلد واحد وتوسيع هذا البناء ليشمل دول شرق أوربا بعد الإنتصار في الحرب الإمبريالية الثانية. تعتبر الثورة الإشتراكية نقيض الثورة البورجوازية والتي انبثقت من صلب التناقض الأساسي في الرأسمالية الحديثة بحكم شروط الحياة المادية التي نتجت عنها في مراحلها العليا وهي الرأسمالية الإمبريالية، والثورة الإشتراكية نقيض الرأسمالية الإمبريالية التي تعتمد في استغلال البروليتاريا على الإحتكارات الكبرى عبر سيطرة الرأسمال المالي على الرأسمال الصناعي، وبالتالي تعتبر الإحتكارات الكبرى التي تميزها نقيض المزاحمة الحرة التي تميز الرأسمالية القديمة واللتان (أي الإحتكارات والمزاحمة) تتعايشان معا جنبا إلى جنب في المرحلة الإمبريالية، مما أبرز دور القيمة الزائدة في حدها الأقصى عبر القارات عن طريق سيطرة التروستات والكارتيلات والسنديكات على السوق التجارية العالمية بتجاوز استغلال البروليتاريا إلى استغلال الشعوب بأكملها .
عكس ما يدعيه المناشفة الجدد أصحاب المنهج البورجوازي الجديد، يعتبر المذهب الماركسي اللينيني المذهب الحاسم في تناول القضايا السياسية والإقتصادية في عصر الإمبريالية، الذي وضع لينين أسسه النظرية والعملية للدفع بالثورة الإشتراكية إلى الأمام، عندما تأكد من خطورة الإمبريالية على مصالح البروليتاريا وعلى الشعوب المضطهدة، معتبرا أن مهمة إدارة دولة دكتاتورية البروليتاريا تتجاوز القضايا السياسية إلى القضايا الإقتصادية، ساعيا إلى الإنتقال من المجتمع الرأسمالي إلى المجتمع الإشتراكي، على اعتبار أن المهام السياسية تخضع للمهام الإقتصادية من أجل بعث القوى المنتجة الإشتراكية، مما يتطلب إعادة تنظيم الإقتصاد عبر:
ـ الحساب والرقابة على إنتاج وتوزيع المنتجات. ـ زيادة إنتاجية العمل.
وبعد انتصار العمال والفلاحين في الحرب الأهلية وسيطرة البروليتاريا على الدولة بروسيا، كان لا بد من استثمار المقدمات الأساسية للنظام الرأسمالي، الذي تسعى ديكتاتورية البروليتاريا إلى هدمه، في روسيا البلد الذي لا تتوفر فيه جميع هذه المقدمات على جميع المستويات سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. ولتحقيق هاتين المهمتين الأساسيتين في إدارة دولة السوفييتات، لابد من سيطرة البروليتاريا على السلطة حتى تصبح الطبقة العاملة طبقة سائدة، ولتخطي النقص في المقدمات الرأسمالية من أجل البناء الإشتراكي، لابد من الإستفادة من تجارب الدول الإمبريالية نفسها كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا التي طبقت "فريضة العمل الإلزامي"، ولكون ألمانيا دولة إمبريالية فإن "فريضة العمل الإلزامي" فيها عبارة عن سجن للأشغال الشاقة للطبقة العاملة، الذي يؤدي إلى نظام جديد لقمع هذه الطبقة، الشيء الذي أدى إلى بروز النازية وسيطرتها على السلطة. واستفاد لينين من هذا الإصلاح الذي تم في ألمانيا ما بعد الحرب الإمبريالية الأولى، من أجل خدمة مصالح البروليتاريا بروسيا ما بعد الحرب الأهلية، لكن باختلاف جوهري هو البعد الإشتراكي ل"فريضة العمل الإلزامي" الذي يلزم الشعب جميعه.
ولم يتم القضاء نهائيا على قانون القيمة في التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي، إلا أنه تم الحد من تأثير مفعوله على الإنتاج الإشتراكي، وذلك بفضل الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج عبر القضاء على:
ـ المزاحمة. ـ فوضى الإنتاج. ـ الأزمات. ـ الحد من سيطرة الإنتاج البضاعي. وكان مطروحا على الإقتصاد الإشتراكي القضاء على الإنتاج البضاعي في الفلاحة، لكن بالتدريج عبر أسس الثورة الإشتراكية التي وضعها لينين وهي: ـ عدم تفويت الظروف الملائمة للاستيلاء على الحكم؛ فعلى البروليتاريا أن تستولي على الحكم دون أن تنتظر حتى تكون الرأسمالية قد توصلت إلى خراب ملايين المنتجين الفرديين الصغار والمتوسطين. ـ نزع ملكية وسائل الإنتاج في الصناعة وجعلها ملكاً للشعب. ـ تجميع المنتجون الفرديون الصغار والمتوسطون بصورة تدريجية في تعاونيات إنتاجية، أي في مؤسسات زراعية ضخمة، هي الكولخوزات. ـ تطوير الصناعة، بجميع الوسائل، وإقامة الكولخوزات على أساس تكنيكي حديث، هو الأساس التكنيكي للإنتاج الكبير. ـ عدم نزع ملكية الكولخوزات، وتزويدها، بشكل وافر، بأعلى طراز من التراكتورات وسائر الآلات. ـ لأجل تأمين التحالف الاقتصادي بين المدينة والأرياف، بين الصناعة والزراعة، يحافظ، إلى حين، على الإنتاج البضاعي (التبادل عن طريق البيع والشراء)، بوصفه الشكل الوحيد المقبول ـ لدى الفلاحين ـ للعلاقات الاقتصادية مع المدينة، وتطور التجارة السوفييتية على مداها، تجارة الدولة والتجارة التعاونية والكولخوزية على السواء، مع إزالة الرأسماليين، على أنواعهم، من ميدان التجارة. يقول ستالين عن التناقض بين الإنتاج البضاعي والرأسمالية:"... يقولون أن الإنتاج البضاعي لا بد منه، مع ذلك، من أن يؤدي في جميع الظروف وسيؤدي حتماً إلى الرأسمالية. هذا غير صحيح. لا دائماً ولا في جميع الظروف! ولا يمكن اعتبار الإنتاج البضاعي والإنتاج الرأسمالي متماثلين. فهما شيئان مختلفان. إن الإنتاج الرأسمالي هو الشكل الأعلى للإنتاج البضاعي. ولا يؤدي الإنتاج البضاعي إلى الرأسمالية إلا إذا كانت الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج موجودة؛ إلا إذا كانت قوة العمل تظهر في السوق كبضاعة يستطيع الرأسمالي أن يشتريها ويستغلها في عملية الإنتاج؛ إلا، بالتالي، إذا كان في البلاد نظام لاستثمار العمال الأجراء من قبل الرأسماليين. إن الإنتاج الرأسمالي يبدأ حيث تكون وسائل الإنتاج ممركزة بيد أفراد، ويكون العمال المحرومون من وسائل الإنتاج، مضطرين لبيع قوة عملهم كبضاعة. بدون ذلك، لا يوجد إنتاج رأسمالي. (1)
فالتناقض بين المذهب الماركسي والمذهب البورجوازي يحتم وضع قانون الإقتصاد الإشتراكي الذي انبثق من صلب هذا التناقض من خلال التناقض بين:
ـ القانون الأساسي للإقتصاد الرأسمالي الذي يرتكز على الحد الأقصى للقيمة الزائدة عبر التحكم في وسائل الإنتاج من طرف البورجوازية، وسائل الإنتاج ذات الصفة الخاصة. ـ القانون الأساسي للإقتصاد الإشتراكي الذي يرتكز على توفير الحد الأقصى من حاجات المجتمع المادية والثقافية، عبر التحكم في وسائل الإنتاج من طرف البروليتاريا، وسائل الإنتاج ذات الصفة الإجتماعية.
(1)"كتاب "القضايا الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفييتي"
#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)
Alamamyoun_Thaoiryoun#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يموت الجسد ويحيى درب إليه قصد
-
في التناقض بين الإصلاحية والثورة
-
في ذكرى اغتيال سعيدة الشهيدة
-
في العلاقة بين الحزب والحرب وانتصار الثورة الديمقراطية البرو
...
-
بناء الحزب الثوري في علاقته بالنضال الثوري
-
الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقر
...
-
التحالف بين العمال والفلاحين في علاقته بالبناء الإشتراكية
-
في التناقض بين الثورتين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية
...
-
في ذكرى اغتيال كمال الحساني .. شهيد من هذا ؟ ، أم استشهد من
...
-
فئات السياسة العسكرية الثورية
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970 1979 الجزء
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970 – 1979 الج
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء
...
-
من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء
...
-
الرد الشعبي على المؤامرة الإمبريالية و الرجعية في المنطقة
-
رسالة أبراهام السرفاتي إلى ابنه موريس( علي )
-
عهد الحماية الفرنسية من جديد
المزيد.....
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|