أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال الساكري - تونس مجلس دعم الثورة : صحوات أم صهوات؟















المزيد.....

تونس مجلس دعم الثورة : صحوات أم صهوات؟


كمال الساكري

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 00:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لتفجر ثورة 17 ديسمبر أعلن عن بعث "مجلس دعم الثورة " وذلك يوم 12 ديسمبر 2013 في ندوة صحفية بتونس العاصمة.وتركب هذا المجلس من أحزاب وجمعيات وهي: حزب الوفاء وحزب العدالة والتنمية وحزب جبهة الإصلاح والتيار السلفي وتيار الإخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الأصالة (السلفي) وجبهة الجمعيات الإسلامية وتيار عائدون. وروابط حماية الثورة...
أما الهدف من هذا المجلس فهو" يسعى إلى استكمال المسار الثوري بكافة الطرق السلمية والثورية المتاحة داعين كل الثوريين الأحرار إلى الخروج يوم 17 ديسمبر المقبل وتلبية نداءات القصبة 4 بغاية مجابهة الظلم والقمع والتهميش.
ومن ناحيته عدّد الناطق الرسمي ل"مجلس دعم الثّورة "ظافر بالطّيبي مطالب المجلس وفق ما جاء في بيانه ، ومنها القطع التامّ و النهائي مع منظومة العهد البائد و المتواطئين معها و تفعيل مبدأ العزل السياسي و محاسبة المتورّطين في منظومة الفساد و الاستبداد قبل الثّورة و بعدها بالإضافة إلى محاسبة قتلة الشّهداء و إنصاف جرحى الثّورة و فتح ملفّ القنّاصة و الفتح الفوري لأرشيف البوليس السياسي و إلغاء قانون مكافحة الإرهاب و محاسبة كافّة المسؤولين عن التّجاوزات الأخيرة و إعادة فتح جامع القصبة و إلغاء التّصنيف السياسي لأنصار الشريعة كمنظّمة إرهابية".
إن كل من سمع هذا الخبرمن أبناء شعبنا وتأمله شعر بقلق وحيرة هل هو أمام صحوة ثورية أبطالها حركات "إسلامية " سلفية وإخوانية معروفة بعدائها للثورة والثوريين تنظيرا وممارسة استفاقت من نومها وقررت أن تصبح ثورية بعد أن فشل إخوتهم الإسلاميون الحكام في التقدم قيد أنملة نحو الثورة وتحقيق أي هدف من أهدافها لا في تونس ولا في مصر ولا في السودان ولا في المغرب ولا في السعودية ولا قطر.. أم هي المخاتلة والدجل ولعب دور الطبيب والمنقذ كلما انكشف مكر المتاجرين بالدين وذهب مفعول سحرهم وأيقنوا أنهم سيفتضح أمرهم وقرب أجلهم وباتوا قاب قوسين أوأدنى من الهلاك .
الإسلام السياسي والثورة
من المعلوم أن الحركات الإسلامية السنية والشيعية ماعدا الخوارج ترفض الثورة والخروج على ولي الأمر الشرعي وإن كان عاصيا (أتى السكر والزنى ..)ولا تبيح الخروج عليه (الثورة) إلا عند الكفر .البواح.
وبالرجوع إلى أدبيات الإخوان المسلمين ماعدا سيد قطب (معالم في الطريق وفي ظلال القرآن) أو فتاوي السلفية العلمية ولا سيما محمد بن ابراهيم آل الشيخ (1891-1969) مفتي السعودية وخلفه عبد العزيز بن باز ( 1910-1999) يرفضون رفضا قاطعا الثورة لا مضمونا فحسب بل ومصطلحا أيضا
قال ابن باز "لا يجوز الخروج على ولاة الأمور وشق العصا إلا إذا وجد منهم كفر بواح عند الخارجين من الله فيه برهان ويستطيعون بخروجهم أن ينفعوا المسلمين وأن يزيلوا الظلم وأن يقيموا دولة صالحة"
(سلسلة وصايا وتوجيهات للشباب الشيخ صالح الفوزان المملكة العربية السعودية 1425ه ص38-39).
بل إن مجرد التفكير في الخروج (الثورة) على السلطان المسلم العاصي والظالم للرعية محرم.يقول صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية "الخروج على ولاة الأمور يكون بالاعتقاد وبالقول ويكون بالفعل .وإذا اعتقد أنه يجوز الخروج على ولاة الأمر وأنه لا طاعة عليه لهم إذا اعتقد هذا ولو لم يتكلم به فإن هذا خروج على ولاة الأمور وخروج على السمع والطاعة لولاة الأمور...) (المرجع السابق ص 93-94).وأدلة مشائخ السلفية العلمية من السنة كثيرة منها "ومن رأى من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية"(صحيح البخاري كتاب الفتن).
بل إن الموقف السلفي العلمي المهادن للسلطان لا يجد أي غضاضة في طلب ااسكوت عن انتهاك الولي الشرعي أموال المسلمين وحقوقهم بل وحتى أعراضهم .قال الإمام الآجري في كتابه الشريعة "من أمر عليك من عربي أو غيره أسود أو أبيض أو أعجمي فأطعه فيما ليس لله فيه معصية وإن حرمك حقا لك أو ضربك ظلما لك أو انتهك عرضك أو أخذ مالك فلا لايحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ولا تخرج مع خارجي يقاتله ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ولكن اصبر عليه"
هذا عن موقف السلفية العلمية أو الرسمية أو المرجئة مثله مثل الإخوان وحزب التحرير لا يعترفون بالثورة ولا بأهدافها وهم يؤمنون بإصلاح عقائد المسلمين وأخلاقهم ويدعون الحكام إلى العناية بدين رعاياهم بالطرق السلمية.لذلك لم يكن موقف الإخوان في تونس وفي مصر من الثورة إلا تكتيكا يسمح لهم بالوصول إلى السلطة ولكن ماإن ركبوا صهوة السلطة حتى انكشفت عوراتهم وظهرت عيوبهم عصابات إرهابية تبيع الشعب الوهم والقتل والاغتيال وتفرط في السيادة الوطنية للإمبريالي وتطبع مع الصهيوني .ولم يكن مفاجئا سرعة ثورة الشعب المصري (خروج ثلاثين مليون ضدهم).ولفظ الشعب التونسي لهم وتوجهه نحو خلعهم نهائيا من الحكم.
2- مطالب الثورة وتنكر الإرهابيين
اعتمد مجلس" دعم الثورة" الخلط والتلبيس بتبنيه بعضا من مطالب الثورة في محاسبة المفسدين والكشف عمن أجرموا في حق الشعب قبل الثورة وبعدها وتجاهلوا مطالب التشغيل والحريات والتنمية العدالة الاجتماعية .ولكنهم ركزوا على إلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإلغاء التّصنيف السياسي لأنصار الشريعة كمنظّمة إرهابية.
ويبدو أننا وصلنا إلى مربط الفرس .إن تجاهل مطالب الثورة الحقيقية في الخبز والحرية والكرامة الوطنية والتركيز على إلغاء القوانين المجرمة للإرهاب يكشف سر بعث مجلس"دعم الثورة".
إذا عرفنا أن مكوناته يغلب عليها الطابع الإرهابي كالروابط المتورطة في قتل نقض واغتيال شكري بلعيد ومحمد براهمي على يد كمال القضقاضي أحد أعضائها.
وعرفنا أن معركة السلفية بفرعيها السلفية والجهادية ليست الحرية والكرامة الوطنية والسيادة الوطنية وإنما هي كما عبر عنها بوضوح أحد أبرز منظري السلفية الجهادية أبو قتادة الفلسطيني "فبدل ان يتحدث الناس الشباب المسلم عن الجهاد بدؤوا يتكلمون عن الثورة مثلا أو الكفاح السياسي وبدل ان يلقوا على الناس عبارات العبودية والعبادة صاروا يتحدثون عن الواجب الوطني والحس القومي ..وبدل أن يتحدثوا عن حق الله المفقود بتطبيق شرعه وحدوده صار حديثهم عن الحرية الاجتماعية والعدل الاجتماعي والظلم والدكتاتورية .."(سلسلة مقالات بين منهجين مقالة رقم 15 موقع ابو قتادة).
هل نحن أمام صحوات إسلامية هبت لتدعم الثورة ؟ كان مثل هذا الادعاء ممكنا قبل أن نرى فأس الإسلام السياسي بكل مكوناته تهوي عل رؤوسنا إرهابا وتقتيلا واغتيالا بدعوى محاربة الطواغيت ونظام الحكم البائد لكن بعد ما رأينا ما رأينا من غزوة إسقاط العلم فاغتيال نقض وشكري ومحمد براهمي وأبنائنا في الجيش وقوات الأمن مع تجويعنا من الاخوان الذين هم في السلطة على وضع البلاد على شفا الهاوية ليس بإمكانكم خداعنا .فلستم سوى صهوات الإرهاب والتجويع والتخريب ولكن تحت راية صحوات..ويؤكد ابو قتادة خلافه معنا مع الثورة وأهدافها حينما يعلمنا –باعتباره أحد أفراد الجماعة المنصورة والفرقة الناجية أو المهتدية:"معركة الجماعة المهتدية هي معركة توحيد ضد كفر وإيمان ضد شرك وليس معركة اقتصادية ولا سياسية ولا اجتماعية .." (المرجع نفسه مقالة رقم 7).



#كمال_الساكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس مسار 17 ديسمبر من التدجين إلى التدمير فمتى التحرير
- إصلاح التعليم:من مناهج الكهني إلى مباهج المفتي
- تونستان :من العار إلى الغار
- بمناسبة أربعينية الشهيد المناضل القومي الحر محمد براهمي
- نحن والاسلام السياسي: خطوة الى الأمام أم خطوة الى الوراء؟


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كمال الساكري - تونس مجلس دعم الثورة : صحوات أم صهوات؟