أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مات مرتين....او عدة مرات !!















المزيد.....

مات مرتين....او عدة مرات !!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


الحروب لا تحمل سوى المآسي..الحروب تعني الوحشية..البدائية...الجهل...القسوة اللامتناهية..لا خير في الحروب...بطولات في الحروب،، المنتصر قاتل وقح،، والمنهزم غبي احمق عنيد..لا مبرر ابدا لاهراق دم بشري خلقه الله ومنحه الروح...القتلة لا يملكون حق ازهاق روح لم يمنحوه هم...المانح هو الله والمانع هو الله...ابطال الحروب يستعيرون بل يسطون ويتعدون حدودأحدودالله..ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون...وهذا ليس كلامي وانما كلام خالق الروح ومانحه...الحروب تجلب الحزن الآبد المستبد..الحروب تزرع الخوف...تنتج اليتم...التشرد...القهر...التشرد...الجوع...المرض..حزن ونكد وبكاء ...لا شك في كل ذلك،،، ولكن احيانا تحدث مفاجئأت وتحدث حوادث غير متوقعة...قد لا يتوقعها احد...بسبب وجودي لبعض الوقت أو لبعض الزمن في منطقة كانت تقع فوق صفيح ساخن لذا عشت اجواء الحروب لسنين واكتسبت خبرات الدفاع عن النفس وكيفية حماية النفس اثناء الحروب من دون ان اخدم يوما واحدا في السلك العسكري !!!..حتى صرت وبني قومي في تلك المنطقة وكأننا ضباطا خضنا حروبا لسنين !!!..اخر الاحدث الساخنة كانت في ربيع عام 2003 ،، كانت المدينة محاذية لمناطق التماس مع الجيش أو قطعات الجيش العراقي...كانت مناطقنا تتبع ادارة حكومة اقليم كردستان العراق التي استطاعت ان تسجل لنفسها انجازا اعتبره شخصيا من اعظم انجازات حكومة اقليم كردستان فهي وان وافقت على تأييد امريكا في الحرب الا انها لم تتهافت الى خوضها كما فعلت الكثير من الدول العربية وتعاملت مع الحرب بشهامة وانسانية واحترمت اخوة العراقيين مع بعضهم وجنبت مناطق الاقليم من حمى تلك الحرب وابعدت نيران الحرب عن الكورد وكوردستان وتعاملت بانسانية مع قطعات الجيش العراقي المحاذية لمناطق الاقليم بل انا شهدت بنفسي كيف ان مسؤولين كرد ذهبوا وعرضوا على الجنود في تلك المواقع التي اصبحت بفعل طائرات الحلفاء جحيما حقيقيا ان يقوموا بالقدوم نحو مناطق الاقليم لحماية انفسهم من حمم الصواريخ وبعدها يعودون لمواقعهم..ورغم الاباء والانفة التي ابداها بعض الضباط الا ان كثافة النيران وضخامة حجمها ادت بهم لا اراديا الى الاحتماء منها بالنزول والنزوح نحو مناطق الاقليم...دون ان يمسوا بسؤ من احد...كان القصف يبدأ فجرا على المواقع ولكن الغريب في الامر ان تلك المواقع كانت فارغة وكان الضابط مع جنوده يتناولون الشاي وينظرون ويشاهدون مواقعهم وهي تدك بالصواريخ..!!..ومع تواتر الايام على الروتين اليومي للقصف العنيف قل عدد الجنود والضباط المختبئين في احدى المزارع والتي كانوا يرتادونها يوميا حتى وصل العدد الى عشرة اشخاص في اخر يوم شوهدوا فيه تحت اشجار المزرعة..تسلل الجنود خلسة الى اهاليهم رغم ان الهروب من العسكرية اثناء الحرب عقوبتها قاسية جدا ومعلومة للجميع ماذا تعني القسوة في العقوبة في مثل هكذا حالات...المفاجأة كانت في ان مواقع الجنود كانت فوق هضبة جنوب المدينة وكان الموقع الاساسي على بعد امتار من مقبرة وحصل في تلك الايام ان دفن فيها بعض الموتى وادت الصواريخ الى بعثرة القبور وحرق مافيها من جثث !!..وحصل وان قام الضابط الصغير الذكي بتسريح جنوده مستغلا مشاهد الجثث المحترقة ..للموتى!!..وابلغ قيادته بالخسائر وعدم جدوى البقاء في تلك المواقع !!..وكان له ما اراد..اذ سمح له بالانسحاب رسميا من تلك المواقع !!..وانسحبوا وحافظوا على ارواحهم وهذه برأي أعظم بطولة في حرب غير متكافئة بين طرفين غير متكافئين...هذا كان الخبر السار...الخبر السيء والغير السار هو ان انسحاب الجنود من المواقع تلك ادى الى تحريك شهوة الرغبة في الفرهدة !! لدى بعض القرويين !!..والفرهدة هي من الفرهود والفرهود عادة ادمنها البعض وهذا البعض ليس بقليل !!..وتجريد الكويت من الاثاث كل الاثاث ...حتى المراحيض اكبر دليل ومثال حي قريب على بقاء روح الفرهدة في بعض الاجساد وهي ليست بقليلة !!..هجم القرويون كجيوش النمل على المواقع للظفر بشيء ربما تركه الجنود المنسحبين خلفهم ...خاصة الاسلحة...تلك المواقع مليئة بالاسلحة ومن كل الانواع...شوهدت قرويات وهن ينهبن مقذوفات أو قذائف ال (آر بي جي)!!!..اخريات شوهدن وهن يحملن خيام الجنود ...آخرين نالوا حصصهم من شتى الانواع..حملوها بالتراكتورات الزراعية !!..وبينما كانوا منهمكين في عملية الفرهدة ...علت الصرخات العالية من احدهم !!!..كان هناك رجل اسمه عذاب وقعت عيناه بالصدفة على جثة ابيه الذي كان قد توفي قبل ايام واصر الابن والاهل جميعا رغم خطورة الاوضاع على دفنه في مقبرة العائلة متحدين الحرب المستعرة النيران !!!..كان والد عذاب اسمه جدوع ،،، كانت جثته ممزقة ولكن النصف العلوي من الجسد باقي وتعرف عذاب على والده...لم يعرف ما يفعل !!...جميعهم ارتبك !!..كنت قريبا من مراسل لفضائية يصور المشهد ويقدم تقريره الخبري ويصور الباكين حول الجثة !!..ويقول امام ال كاميرا بأن هؤلاء هم ذوي احد الجنود الذين قضوا اثناء القصف الشديد لمواقعهم وان هؤلاء الاهالي قدموا من مناطق بعيدة من جنوب العراق قاطعين مئات الكيلومترات بحثا عن ابنائهم الجنود !!!..عذب عمره فوق الخمسين !!..حين سألته ماهي قرابته للميت اجاب انه والدي !!..قلته له تقصد ابنك ؟!!..اجاب لا...لا ...انه ابي ...انه والدي جدوع !!...ما كان مواليده ؟!...حتى يخدم في العسكرية ؟!!..يا مواليد عمي !!!..بويه كان عمره ،،، فوك المية !!!..اذهلني جواب عذاب الذي اختلطت الدموع والمخاط على وجهه ولا يكف عن الصياح في اهله بالاسراع في تهيئة التراكتور الزراعي لاعادة اخذ الجثة الى البيت لاعادة تكفينه ودفنه مجددا في مقبرة العائلة !!!..اجوبة عذاب حيرتني واصابتني بذهول شديد !!!..كنت اعتقدت لبعض الوقت أو لوهلة بأن الحكومة العراقية السابقة جندت جميع الناس للحرب تلك بمن فيهم الشيوخ فوق المائة سنة !!..بعد سنوات وبطريق الصدفة روى لي عامل في احدى المطاعم في السليمانية كنت من المرددين عليه،، روى لي كيفية قيام ضابطهم الصغير بتسجيل الجنود الاحياء كضحايا للقصف !!!...بعدها تأكدت بأن جدوع مات مرتين وربما مرات !!..وانه بموته احيا عددا من النفوس الموشكة على الموت !!!..ترى كم شهادة وفاة اصدرت بسبب جدوع؟!!..وكم ميتة مات جدوع؟!!...الحروب مليئة بالمفاجئات ...وبعضها مضحكة ومبكية في عين الآن !!!.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت سجين سياسي...لهذا تستحق راتبا !!!
- الرهان الخاسر !!
- سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ
- لكل منا ..توباد
- قلبي...وقلب نظام الحكم!!
- لازالت الجدران تحفظ بصماتك يا ابي
- الدولة المقيمة والدولة العقيمة !
- زينب..زينب؟!...ماذا تعمل الان؟!
- اليوم رأيت البقرة السعيدة!!! ولهذا انا تعيس اليوم!!!.
- كفري.... احلام من الباطن
- ارفع السبابة عاليا ...وكن سعيد وفخورا ايها العراقي
- مصباح علاء الدين او الحظ وحده.. لاشيء آخر!!
- كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي ...
- الخلفيات الحضارية وكراسي الخلفيات!!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مات مرتين....او عدة مرات !!