صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 20:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"هذا ليس بيانا. فالبيان يضيئ لمحة عن عالم آت مبتهلا متضرعا لذات يرجى منها، وإن كانت إلى الآن في هيئة شبح، أن تجيب نداء الوجود وتتشكل من أجل احداث التغيير. إن للبيانات سلطة الأنبياء القدامى القادرين على ابداع شعب بمجرد قدرتهم على التنبّؤ. قلبت الحركات الاجتماعية اليوم هذا النظام وحكمت على البيانات والأنبياء بالإعفاء. احتل الفاعلون في هذا التغيير الشورارع والساحات وهم يهددون بقلب عرش الحكام (هذا اذا لم يفعلوا ذلك بعد) وهم يبدعون رؤى جديدة لعالم جديد. وربما يكون أيضا أهم من ذلك كله كون هذه الجماهير قد أعلنت عالما جديدا من المبادئ والحقائق من صلب مساراتها وممارساتها منطقا ورغبة وأطروحات. فكيف يمكن لإعلان الجماهير هذا أن يكون أساسا لبناء مجتمع جديد ودائم؟ كيف يمكن لهذه المبادئ والحقائق أن تساعدنا على اعادة ابتكار العلاقات ما بيننا وما بيننا وبين عالمنا المحيط. ان هذه الجماهير لمدعوة من خلال تمردها إلى اكتشاف كيفية المرور من إعلان المبادئ إلى وثيقة المبادئ أو الدستور.
في بداية سنة 2011 أي في قلب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الموسومة بالظلم العميق، أراد لنا الحس المشترك تفويض أمرنا إلى قرارت وحكمة الأنظمة الحاكمة خوفا من أن تقع على رؤوسهم كوارث أخرى أكثرة قوة. كان هذا الحس المشترك يتوهم انه ليس لنا من خيار آخر حتى وإن كان المتحكمون في الحكومات وميزانياتها طغاة وحتى اذا كان رأس المال هو المسؤول الأول عن الدمارات. ورغم ذلك عكّرت سلسلة من المقاومات الاجتماعية صفو ذلك الحس المشترك في أثناء تلك السنة وشرعت في ابداع فهم جديد. وبالرغم من أن حركة أوكيباي وول ستريت كانت الأبرز في تجسيد تلك المقاومات فإنها كانت مجرد لحظة خاصة من طوفة نقلت الصراع السياسي إلى أرضية جديدة ووفرت امكانيات فعل سياسي جديد في مجرى تلك السنة.
انطلقت سنة 2011 مبكرا جدا. احترق محمد البوعزيزي ذات 17 ديسمبر 1010...
ومن يحترق بالنار يحترق من أجل المشترك...
لقد أعلنت هذه الحركات استقلالا جديدا لا يمكن أن يتطور إلا من خلال سلطة الجماهير المؤَسِّسَة".
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟