أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - الموتُ أكثر نبلًا














المزيد.....

الموتُ أكثر نبلًا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 07:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



الرصاصةُ همجيةٌ كافرة، لكن عادلة غيرُ عنصرية. كافرة لأنها تحصدُ روحًا هى من أسرار الله. هو مانحُها، ووحدَه يملكُ حقَّ قبضها. وغيرُ عنصرية لأنها لا تسأل عن عِرق ضحيتها أو عقيدته. البشرُ متساوون فى عينيها، حتى وإن أطلقها متطرفٌ عنصرىّ يقتل لخلاف فى الرأى أو الدين. وحتى رصاصة صهيون، لم تمايزْ بين صدرٍ مسلم وصدرٍ مسيحىّ، فاختلطت دماؤنا على أرض سيناء حتى حرّرناها.

بعد الموت، تتجلّى عنصريتنا، نحن البشر. فنُكرّم هذا باعتباره شهيدًا، ونُهينُ ذاك لاختلافه عنّا! ثم تأتى الأرضُ الطيبة، فتضمُّ رفاتنا جميعًا دون تمييز. فالأرضُ تشبه رفيقتَها السماء، تحبّان البشر بعدالة، وتبكيان كل روح تُزهَق، وتتركان لله مسألةَ تقييم أعمالنا، لأنها شأنه وحده لا شريك له.

أرسل لى مايكل معوّض يقول: الامتحان هو الحل. واقع ملموس عشتُه وقت الدراسة. حين يقترب موعد الامتحان، يذهب «محمد» لتصوير المحاضرات للشلّة كلها. ثم يذهب لمنزل «مينا» ليشرح له النقاط الصعبة، ثم يذهب «مايكل» لبيت «محمد» لمراجعة قبل الامتحان.

وأمام اللجنة يعرض «مايكل» لـ «محمود» سؤالاً مهمًّا تكرر فى سنوات سابقة، فيشرحه «محمود». وتظهر النتيجة فينزل والد «مينا» بسيارته ثم يخبرنا أننا نجحنا جميعًا. فنجتمع لنحتفل

معًا يغمرنا الفرح. لا نتكلم عن نقاط الاختلاف، بل عن نقطة التلاقى (الامتحان) . شأننا شأن الدول المتقدمة التى تحتضن كافة الديانات والطوائف والعقائد بمحبة وعدل. لا يسأل أحدٌ أحدًا عن ديانته، لا يُكفّرُ أحدٌ أحدًا. فيعملون وينجحون ويتقدمون ويحصدون الفرح، الذى يغيب عن مجتمعاتنا التعسة. رغم هذا، وقع وزيرُ التربية والتعليم فى خطأ جمالى وأخلاقى فادح حين لم يعدل بين شهيد العمرانية الطفل «محمد»، وشهيدتى الورّاق، الطفلتين: «مريم نبيل ومريم أشرف». أمر بصرف ثلاثين ألف جنيه لأسرة الطفل، وخمسة آلاف فقط لأسرة كلتا المريمين! نبهناه لخطئه، فاعتذر واعدًا بالمساواة بين الأطفال الثلاثة، لتنال كلُّ أسرة ثلاثين ألفًا. ثم لم يفِ بوعده. ونشرتُ على صفحتى صورة الشيك الممهور لصالح أسرتىْ المريمين، بقيمة ٥٠٠٠ جنيه، فقط لا غير!.. لا الخمسة آلاف جنيه، ولا الثلاثون ألفًا، ولا الملايين تعوض ثكلى عن فقد حُلمها، ولا كنوز الأرض تساوى دمعة تكوى عينيها كلَّ مساء وهى تتأمل سرير طفلها الشاغر. فإن كان الموتُ عادلاً غيرَ عنصرىّ، لا يُمايزُ بين مسلم ومسيحىّ وبوذىّ وملحد؛ فكيف يفرّق العنصريون منّا؟! كيف يبخلُ وزيرٌ على مواساة أمٍّ من الشعب بأموال الشعب، لا من جيبه الخاص؟! الموتُ أكثرُ منّا نبلًا وتحضُّرًا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالقلم الكوبيا
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك
- الفيلم المسيء للإسلام
- مرسي وكتاب التاريخ
- شريهان، العصفور الذي عاد
- أنهم يسرقون الله!
- أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
- سيفٌ في يد الشيماء
- بسطاؤها نُخبة
- عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة
- الله أكبر أيها الأشرار!
- ماسبيرو... الهرم العائد
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!
- بلكونة مصرية، وإبهامٌ مفقود!
- -متكسروش بخاطر مصر-


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - الموتُ أكثر نبلًا