صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 11:40
المحور:
القضية الفلسطينية
المدركات السياسية للعقل الرئاسي الفلسطيني
في رفضه
لمفهوم "يهودية الدولة"
د.صالح الشقباوي-جامعة الجزائر-قسم الفلسفة
لماذا يصر نتنياهو على اعترافنا الفلسطيني بيهودية الدولة، ولماذا رفض الآباء المؤسسون للدولة الإسرائيلية تسميتها بالدولة اليهودية!!بالطبع كان الاتجاه المسيطر على قيادة الحركة الصهيونية الاتجاه العلماني ممثلا بتيودور هرتزل الذي نجح في علمنة الدين اليهودي، وحوله إلى أداة لخدمة مشروعه السياسي.
******
فالتفسير المنطقي والوطني لإصرار الرئيس أبو مازن على رفض قبوله بالاعتراف بيهودية الدولة ينبع من مكامن الخطورة الإيديولوجية الساكنة في قلب مساحات واستراتيجيات إدارة الصراع بكل أبعادة ومختلف صوره،فالقبول يعني حل قضية ألاجئين في أحضان ومساحات الدولة الفلسطينية القادمة،وهذا يعني أن حق العودة الفلسطيني الفردي والجماعي يكون إلى الدولة الفلسطينية،التي يخطط لها أن تكون لكل فلسطيني العالم كما هي دولة إسرائيل " دولة كل يهود العالم" وتحويل فلسطينيو ال48لجالية مقيمة على أراضي الدولة اليهودية ، مما يعني سلب حقوق المواطنة منهم وطردهم من الأراضي التي يقيمون عليها في أي وقت تقرره إسرائيل شرعا وقانونا ،وبذلك تغلق إسرائيل دائرة يهودية الأراضي التي أقيمت عليها بعد إن تسقط كل الحقوق الفلسطينية التاريخية في تلك الأراضي، كما وتنجح في التعامل معنا من منطلقات الحدود الأمنه"إسرائيل النيو أمنية" بعد أن تثبت على الأرض وقائع جديدة لبناء خارطة وطنها الجديد بحدود أمنة ومعترف بها فلسطينيا ،وهذا بدوره يلغي روح الشرعية الدولية المتمثلة بقرار 181 الذي ينص على إقامة دولتين وحق العودة، مما يمكن دولة إسرائيل من جعلها دولة يهودية نقية قد يصل عدد سكانها في 2022الى ستة عشر مليون نسمة ويعيد كتابة التاريخ بحيث تتحول فيه البدايات إلى نهايات ويتحول الظالم المحتل إلى مظلوب عائد والغاصب محرر مستقل فوق أرضه التاريخية والتوراتية المستعادة وهذا ما يدركه تمام الإدراك العقل الرئاسي الفلسطيني لذا يرفضه بشكل مطلق دائم .
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟