الحلقة التاسعة و العشرون بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 21:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الخلاف بين نوري و الوصي يضعف النظام الملكي
لا شك في أن الخلاف بين نوري و الوصي أضعف النظام الملكي . ولكن مشكلة هذا النظام الرئيسية نبعت من مصادر أعمق من احتكاكات ومؤامرات الأفراد الموجودين في قمته . وإضافة إلى قربه الشديد من نظام إمبراطوري بريطاني أخذ بالترنح ثم تطابقه معه كلياً , فقد عانى النظام من عجز متأصل في عنصره الحاكم عن التغلب على حالات الخلل الاجتماعي الجدية التي أشارت إليها الانتفاضات المدينية المتكررة والقلاقل الزراعية المتقطعة التي تعود بجذورها إلى النمو السريع لعدد سكان المدن وتضخم تكاليف المعيشة والتوسع الملحوظ في حجم الطبقة الوسطى المتعلمة وقلة الفرص المتاحة لها اقتصادياً وسياسياً , وارتفاع مستوى رغبات الفلاحين وعمال المدن . وبدايات الزراعة الرأسمالية , والإعفاء الفعلي لطبقة ملاك الأراضي من ضرائب الدخل والتمركز الشديد لملكية رأس المال والأرض .
وكان عجز الشريحة الحاكمة عن التعامل مع هذه المشكلات البنيوية الأساسية ينبع من طبيعة الاضطرار في وضعها , أي من ارتباطاتها مع الطبقات الاجتماعية القائمة . وكان العراق بحاجة ماسة جداً إلى تغيير يجري في نظام الضرائب , وإلى اعادة توزيع الدخل الاجتماعي , وإلى ضبط ـ ولو في الحدود الدنيا ـ لحيازة مشايخ العشائر والأغوات للأرض وسيطرتهم عليها . ولكن أحد المظاهر السياسية لنوري السعيد في الفترة 1941 ـ 1958 كان ما وصفه السفير البريطاني كيناهان كورنواليس سنة 1943 بأنه ربما كان (( المقاومة الطبيعية عند نوري للمس بالمصالح الزراعية و التجارية القوية المكتسبة )) . ويبرز بوضوح مدى الارتباط الوثيق الذي كان لنوري مع هذه المصالح من عضوية الإدارة العليا لـ (( حزب الإتحاد الدستوري )) الذي شكله في تشرين ثاني ( نوفمبر ) 1949 . ولقد استمر المشايخ والأغوات ملاك الأراضي والتجار الأغنياء , الذين كانوا يمثلون قاعدة الحزب , في تقديم لب ما كان يملك من دعم سياسي حتى بعد حل الحزب في آب ( أغسطس ) 1954 . وفي الواقع يمكن القول أن نوري كان في العقدين الأخيرين من العهد الملكي هو الوسيط الرئيسي بين هذه الطبقات وجهازها المنفذ , بقدر ما كانت سياسته الداخلية في تلك الفترة لا تتفق إلا مع وجهة نظر احتياجاتهم ومصالحهم . يتبع
وصفي السامرائي

#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات