أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فينوس فائق - اسئلة في الثقافة














المزيد.....

اسئلة في الثقافة


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


التوقيع أنثى*
اسئلة في الثقافة
هل سأل أحدكم نفسه: ماذا يعني أنني مثقف؟ أو ما الجدوى أنني مثقف؟
حتى أنا لم أطرح يوماً هذا السؤال على نفسي ، متصورة كوني مثقفة فذلك يكفي لأن أجيب على تساؤلات أخرى ، اي أن الثقافة هي الكفيلة بأن تجيب على تساؤلات الحياة ، لكن ما هو الجواب على ما الجدوى من أنني مثقف ؟
هذا السؤال طرحه علي صحفي سعودي بعد قراءته لكتاب (كي لا نستسلم) الذي صدر عام 1994 و يحوي حوارات جرت بين الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه و المفكر السويسري جان زيلغر ، تناولت مسائل ساخنة تواجه العالم بشكل يومي ، و كتب لي أن أحد فصول الكتاب تناول إجابات الفيلسوفين على سؤال: ما الجدوى أنني مثقف؟ فوصف لي الفصل الخاص بتلك الإجابات بأنه كان حافل بالأفكار و التحليلات و بديهيات متراكمة مما أثار فضولي لأن أجيب على السؤال ، رغم أني شخصياً لم أقرأ الكتاب . لكنني ما أن بدأت بالإجابة حتى وقعت في فخ الأفكار المتتالية و المتداخلة في بعضها شرقاً و غرباً ، و التي أخذتني مرة إلى نظرية الشك عند ديكارت و مقولته المشهورة أنا أفكر إذاً فأنا موجود و ربطها بـ(أنا أفكر إذاً أنا مثقفة و بالتالي أنا موجودة) و لكن سرعان ما طرق سؤال على باب ذهني: و هو هل أن كل من يفكر يكون بالضرورة مثقف؟ و ماهي المقومات الحقيقية لكون الإنسان مثقفاً؟ و من ثم ترى ما الجدوى من الثقافة التي يحملها الإنسان ، و وقعت في مأزق قادني إلى سفسطة لا تنتهي مع نفسي..
صعب علي أن أقرر لما أنا مثقفة أو ما الجدوى من ثقافتي؟ ، كان علي أن أجد تعريفاً شافياً للثقافة ، ليس فقط في القاموس اللغوي و إنما بين دهاليز الأفكار اليومية و الممارسات العادية اليومية لميكانيزم الحياة ، إبتدءاً من الصحو من النوم و حتى تناول الشاي و التعامل مع الناس و التعامل مع كل ماهو موجود على الشارع ، هذا إذا إنتهينا جدلاً من أن الثقافة هي مفهوم شامل يحتوي المعرفة ، العلم ، الدين ، السياسة ، القانون ، الفن ، الأدب ، الفلسفة ، الحضارة و التأريخ و الأخلاق و حتى الطفل و ثقافته المتواضعة و حتى ثقافة الهواء الذي نتنفسه مروراً بكل الثقافات على تفاهتها و حتى الثقافات السلبية في حياتنا من ثقافة عنف و سلطة و مجتمع ذكوري و الأنا و عبادة الذات و ثقافة إلغاء الآخر و...ألخ..
ربما الجدوى من أنني مثقفة هو نفس الجدوى من أنني موجودة ، فأن أكون أو لا أكون ، و بما أنني أكون ، يجب أن يقترن وجودي هذا بشيء نافع يفيد البشرية ، هذا لو أخذنا في الإعتبار أن الثقافة هي هذا الشيء النافع الوحيد الذي يفيد البشرية..
فلو تناولنا السؤال (ما الجدوى أنني مثقف؟) بمعناه التقليدي الكلاسيكي ، سيساوي سؤالاً لن يختلف عنه كثيراً و هو: ما الفائدة من أنني مثقف؟ كأن أقول ما الفائدة من تنظيف المكان إن كان سيتوسخ بعد قليل ، إذا شبهت الثقافة بمكنسة للفكر مثلاً ، إذاً مالفائدة من تثقيف الذات إن كانت هذه الذات تحمل في زواياها مزايا سلبية قد تنال مني أو تتغلب على إيجابيات الثقافة التي بداخلنا أو معرضة للوقوع في الخطأ؟ أو مثلاً ما الفائدة من شرب الماء إن كنت سأعطش بعد قليل؟ إذا شبهت الثقافة بالماء بالنسبة للمتعطش للثقافة ، على إعتبار أن الثقافة سيل من الأمور لا تنتهي إلا بزوال الوجود نفسه ، فهل الثقافة على هذا الأساس بمثابة غذاء الجانب الإيجابي الإنساني و تقويته بداخلنا ، أو تسليح الإنسان ضد سلبيات الحياة و تمييزنا عن الآخرين من غير المثقفين ؟
أم ربما هي عمود من أعمدة كوننا بشر و نتختلف عن باقي المخلوقات ، و نمتلك نعمة النطق ، و إبتكرنا الكتابة و القراءة و دعمناها بالثقافة ؟ لكن هل كل الثقافات مقروءة أو مكتوبة؟
ماذا يعني أن الشعوب تختلف عن بعضها البعض ، هل هذه الميزة تخلقها تعددية الثقافات؟ هل أن ميثولوجيا الشعوب و حضاراتها هي التي تمهد الطريق أمام البشر لأن يكونوا مثقفين؟
و أخيراً هل بإمكان العولمة الإجابة على تساؤلات البشر فيما يخص إشكالية ما الجدوى من أنني مثقف؟ أم أن الثقافة هي الجواب الكافي لكل أسئلة العصر بما فيها أسئلة العولمة و التكنولوجيا؟
* التوقيع أنثى: عمود ثابت خاص بالكاتبة في مجلة الطبعة الجديدة التي تطبع في الإمارات و توزع في العراق و أوروبا.



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغتيال الخزنوي بداية مرحلة جديدة من نضال كورد غرب كوردستان
- هل يجب على (علي بابير) أن يقرأ القرآن على مسامع أزلام صدام
- لا إله إلا الله
- هل جريمة الأنفال هي قضية تخص الكورد فقط؟
- المجرم المناسب في المكان المناسب
- كلمة في الصحافة الكوردية في مناسبة مرور 107 عام على صدور أول ...
- أكذوبة -وراء كل رجل عظيم إمرأة-
- الثابت و المتغير في السياسة
- قبة البرلمان و ما أدراكِ ما قبة البرلمان
- في ذكرى 8 مارس هذا العام. الرجال في الشرق يفضلونها ساذجة-
- الخطوة الأهم هي الوصول إلى السلطة السياسية
- تجربتي مع الإنتخابات العراقية
- ماتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرة على أن يبقى نظامها ...
- المشاركة السياسية للمرأة
- من يضمن للإنتخابات العراقية النجاح قانونياً ؟؟
- أربعة رسائل بيضاء
- باقة من زهور النرجس إهديها إلى أعضاء التجمع العربي لنصرة الش ...
- من يرفض الإعتراف بجرائم النظام في حق الشعب الكوردي
- تعالو نبتكر لغة جديدة للتحاور
- الصحافة الألكترونية


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فينوس فائق - اسئلة في الثقافة