|
عندما تساعد إسرائيلُ العربَ !
أحمد مصطفى الغر
الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 19:35
المحور:
القضية الفلسطينية
ليس كل كوميديا سوداء تضحكنا ، بعضها يبكينا أو على الأقل يدفعنا الى الخجل ، هذا الخجل الذى يجب أن نشعر به ــ نحن العرب ــ عندما نسمع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي يعالون" عندما أعلن منذ أيام أن إسرائيل تقدم معونات إنسانية للمدنيين السوريين المحاصرين في القتال الدائر بين قوات الأسد و قوات الجيش الحر قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل !
يعالون يقول: (نقوم في الواقع بتزويد الجانب الآخر ــ بقصد سوريا ـ بالاحتياجات الأساسية عندما نرى الصراخ والمحنة الإنسانية) ، لا أعلم صراحةً مدى صحة ذلك .. لكن وكالات انباء عديدة نقلت ما قاله فحسب ، لكن ما لا أعلمه حقاً وما زال يتردد فى رأسى : لماذا لم يسمع "يعالون" من قبل وباقى قادة إسرائيل الصراخ المستمر فى غزة المحاصرة أو الأنين فى الضفة الغربية ؟!
تصريحات الوزير الاسرائيلى تذكرنى بمقال قديم كتبته فى نوفمبر من العام الماضى تحت عنوان " إكتئاب الحيوان و قتل الانسان " ، أعيد هذا الجزء منه : "بينما يقتل العشرات من الفلسطينين من سكان قطاع غزة المحاصر سواء نتيجة القصف المباشر أو تحت انقاض المنازل التى تتهدم عليهم ،وبينما تستقبل المستشفيات يوميا دفعات جديدة من الجرحى مع إختلاف أعمارهم و حالاتهم ، نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست " الاسرائيلية مقالاً لأحدى الصحفيات العاملات بها تتحدث فيه عن حالات هلع وخوف وإكتئاب أصابت الحيوانات الاليفة التى يقتنيها سكان جنوب دولة الكيان الصهيونى ، فأصوات التفجيرات نتيجة سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية و أصوات صافرات الانذار التى تدوى من حين لأخر تسبب قلقاً و خوفاً لتلك الحيوانات ، وطبعاً أصحابها على حد السواء ، فهما مشتركان فى نفس الشعور بالخوف والقلق ، لكن ثمة فرق بينهما أن الاولى أليفة و الثانية متوحشة ! ".
الصحفية "شارون يودسين" التى كتبت عن موضوع الحيوانات الخائفة و المرعوبة من قذائف المقاومة الفلسطينية ، كتبت على حسابها على تويتر حينها ان "الحيوانات مصدومة !" ، نسيت أو ربما تناست أن تطلب من القادة الصهاينة عدم قصف الاطفال الابرياء أو حتى السماح لمنظمات الاغاثة الاسلامية والعربية أن تتمكن من إدخال الماء والغذاء والمعونات الطبية والدوائية للمرضى و المصابين من أهالى القطاع .
ألان لم تعد فى حاجة إلى قذف هذا او ذاك ، ليست فى حاجة آنية الى غارات على جنوب لبنان ، فحزب الله اللبنانى مشغول فى العمليات العسكرية التى يخوضها عناصره مع قوات الأسد ، ويكفيها فقط أن يمارس الموساد بعض عملياته لإغتيال بعض قادة الحزب أو ما شابه ، أيضا إسرائيل ليست فى حاجة إلى أن تقف مع طرف ضد آخر فى الثورة السورية ، كل ما عليها أن تقف وتشاهد ما يحدث ، أو تساعد الجرحى ــ كما إدعى وزير دفاعها ! ، وفى النهاية فإن كل النتائج (أو دعنا نقول معظمها) ستصب فى صالحها ، تفكيك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية مفيد جداص لإسرائيل ،كما ان إستمرار القتال يجعل من سوريا بلد ممزق و ضعيف وستحتاج إلى أعوام لبناء جيشها مرة أخرى ، والوصول الى الحالة العراقية او الليبية والبقاء عليها أمر محتمل .. بل مؤكد للمستقبل السورى حتى ألان .
مسمى إسرائيل كدولة عدو أو كيان معتصب للأرض العربية ، بات يخفت شيئاً فشيئاً ، مع دخول ثورات الربيع العربى الى منحنيات تجعلها لا تركز انتباهها سوى فى قضايا سياسية داخلية ، وبالتالى ما المانع أن ترى إسرائيل فى نفسها بديلاً لتركيا التى تأزمت علاقاتها مع بعض الانظمة العربية مؤخراً ؟! ، بل وحتى أن تعيد إسرائيل علاقاتها القوية مع تركيا كما كانت فى الماضى قبل مجزرة "مرمرة" ؟! ، و ربما يفكر الاسرائيليون ألان لو أن المساعدات "الانسانية" التى تقدمها (بحسب الزعم الاسرائيلى) تتطور لتصير مساعدات مالية لإعادة البناء واستثمارات و شراكات تجارية ضخمة وعلاقات دبلوماسية واستراتيجية طويلة الأمد مع العرب !
أليس كثيرٌ من هذه العلاقات موجود ألان بالفعل ؟!
بقلم / أحمد مصطفى الغـر @AhmedmElghor
#أحمد_مصطفى_الغر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مانديلا .. أيقونة النضال من أجل الحرية !
-
السلطة الخامسة !
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|