لمجيد تومرت
الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 01:54
المحور:
الادب والفن
امتدادات...
أذكرك...
عذقا أينع في العراء
و السماء نخلتك و المظلة
كانت العتمات التي
احتضنتك طلولها،
حد التماهي،
ترسم عرجونك وجودا
و تصوغ الأسئلة...
كانت النجوم الباسمة
خلف الغمام العابر
تمنحك غزلها
بصيصا من فرح ...
و حين تفتح الريح الفاجرة
صدر الصباح الماكر،
تخبئ عذقك العالي
عن أرمدة النهار.
أذكرك ...
تمتشق درع الليل
تنتظر إصباحا يشبهك،
يشبه مد الحلم
لتطفئ حرقة الأسئلة.
أذكرك..
تداعب الصلصال
تمحو سهاد الطفولة
تخط بالسمق
مرشوشا برذاذ
دمعك السري
أهوال البدايات...
أذكرك...
قابعا مرعوبا
ترتدي بقايا جلباب
يدثرك خراب الجدار
تصد عقارب البرد
تكتم أنفاسك
عن خطى الليل الصارمة
و عن عويل الذئاب
تمد مسمعيك
علها تلامس خلسة
نحيب أمك
ينتظرك بخوفه
خلف أقفال الباب.
***********
أذكرك...
تصنع ناي البوح
من قصب مسروق...
تعزف على الثقوب
رغبات طفل
كانت تخفي هديرها قهرا
خلف شفاه الصمت..
و ترسم في الأفق
الممتد حلما
ألوان النهايات...
أذكرك...
يافعا يرسم حلمه
على دفاتره الأولى
نسرا يفتح يديه
جناحين
كي يعانق الشمس
وكلما دنا من الحلم
احترقت أناملك.
أذكرك...
تصحو ذات صباح
حين داعبت ضفائر الشمس
جبينك المشروخ
فاكتشفت أنك
نمت آمنا من رعبك
في قبر مهجور
لم تكن أمك كعادتها
قرب السرير.
أذكرك...
في لحظة خروج من الأسئلة
تحرق الصور
و دفاتر الذكريات
كي تنسى...
لكن الرماد
ظل جمره يطاردك
في قطارات العبور
إلى جزر النسيان...
أذكرك...
حين برعم العشق
في نبضك الحار،
تشكل وجه حبيبتك
بحكايا الصور الخرافية
وترحل إلى خدرها السري
عبر مربع الضوء
في الجدار.
----------------------------------------------------
لمجيد تومرت / خريبكة في: 22 شتبير 2013
#لمجيد_تومرت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟