أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - المجازفة على الحدود














المزيد.....

المجازفة على الحدود


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


- ارجوك يا دكتور ساعدني، لايمكنني البقاء هنا
- لايمكن ، لا استطيع تزوير تاريخ الحمل ، بالاضافة الى انك تعلمين ان السفر في الشهر التاسع من الحمل خطر عليك وعلى الجنين. انا اسف
عادت هالة حزينة الى البيت بعد ان فشلت في اقناع الدكتور ليوقع على كتاب تأخير تاريخ حملها لتعبر به قيود المطار ، بالرغم من شرحها لمعاناتها وتوسلاتها به.
جلست في البيت تفكر في حالها ، فقد تأخر الزوج بارسال المال الكافي لتشتري به الباسبورت من السوق السوداء وتدفع الرشاوي لاكمال معاملة السفر للحاق به، بعد ان عاندها الحظ في الحصول على الفيزا عن طريق الكفالة ، حيث وفق زوجها، وبما ان الحصول على الفيزا يعتبر من المعجزات، لذا كان امر تأجيل سفر الزوج وانتظار اكمال معاملاتها يعتبر ضربا من الجنون لايمكن البث فيه.
- ماذا ستفعلين يا هالة، الوضع جدا حرج
- لايمكنني الانجاب والبقاء هنا، فانا بلا معين ولاعمل ولابيت، يجب ان ارحل
- ولكن قد تخسري ماتبقى من نقودك على معاملة لست متأكدة من نهايتها.
- اعلم ولكن، ساحاول كل جهدي، من اجل طفلي
طرقت ابواب المعاملات استدانت ودفعت الرشاوي الى ان اقترب يوم الطيران، فاذا بها تصطدم بحاجز الحظ التعيس، فقد جاء الوسيط ليخبرها ان هنالك اخبارية قد افشلت الخطة ومن الخطر الوصول الى المطار.
- هذه هي المرة الثانية التي استعدت فيها وتفشل الخطة في اخر لحظة
- ليس بايدينا شيئ نفعله ، هنالك من يشي بنا ويفشل خططنا
- ولكن الوقت يداهمني ولا استطيع البقاء اكثر
- اعلم، ولكن اذا ذهبت اليوم الى المطار ستجدين نفسك في السجن، لذا ارجو ان تنتظري مني خبر ولا تتصرفي باستعجال
دخل الحمل في الشهر التاسع عندما جاء اليها الوسيط ليخبرها بان هنالك رحلة الى اوربا يمكن ان يحشرها فيها عسى ان تنجو من واقعها الاليم .
- هل تعتقدي انك ستستطيعي المرور من خلال التفتيش والحمل في نهايته
- يجب ان احاول جهدي لاصل الى اوربا على الاقل وانهي هذا الواقع المزري
- صراحة، اني تجازفي، فلو فشلتي، لن استطيع اعادة اموالك
- اعلم اني اجازف، ولكن ليس لي حل اخر
دخلت المطار واخذت مكانها بين المسافرين تقف حينا وتتحرك حينا لتحول معملاتها من موظف الى اخر. تم ارسال حقيبة ملابسها وملابس كانت قد اشترت لطفلها القادم، وواصلت مسيرتها في المطار الى نهاية المطاف تقريبا وقبل ان تخرج من اخر باب لتتجه الى الطائرة، استوقفها اخر موظف قائلا :
- سفرك مؤجل الى الاسبوع القادم
- ارجوك يا سيدي، لقد شحنت حقيبتي ولم يظل لي شيئ ابقى عليه الى الاسبوع المقبل
- لامكان لك في الطائرة اليوم، من الافضل ان تعودي الاسبوع المقبل
- ولكن يا سيدي
- لاتعقدي الامور اكثر
فهمت من عقدة حاجبيه ونبرة صوته ان هنالك اصرار على ضرورة عودتها وانتظارها لاسبوع اخر ، ربما هنالك مشكلة بسفرها في هذه الرحلة وان لم تعرف ماهي.
مر الاسبوع بصعوبة بالغة، فقد افلست تماما، بعد ان صرفت ما تبقى من اموالها القليلة على شراء ملابس ومستلزمات الطفل القادم، فضلت طوال الاسبوع تستلف الملبس والمأكل من بعض الاصدقاء المقربين ممن تفهموا وضعها.
دخلت المطار مرة اخرى مع مجموعة من العراقيين الذين حصلوا على الباسبوت والفيزا بنفس طريقتها واخذوا مكانهم بين المنتظرين للمعاملات الورقية حتى كادوا يدخلوا الى غرفة التفتيش، لاحظوا الوسيط يؤشر عليهم بالخروج فورا من بين المنتظرين ، حيث خرج الجميع دون ان يجرؤ احد على التكلم، الا هي.
تسمرت في مكانها رافضة العودة الى الوراء، ظلت تنظر الى الامام وبقيت تتحرك مع المسافرين ومصرة على السفر هذه المرة مهما حدث.
لاحظت عيونا استخباراتية ثاقبة تتابع خطواتها من بعيد قبل ان يأتي موظفا ويصحبها لتقف واياه وجها لوجه
تجمدت الدماء في عروقها، ولكن ابى الاصرار ان يتركها وشأنها، ليغمها اخيرا على استجماع شجاعتها لتقف امام الضابط برباطة جأش
- بكم اشتريتي هذا الجواز المزور
- عشرة الاف
- وتقرين بالفعل
- الحياة من اجبرتني على هذا الفعل . علينا الرحيل اليوم او سنعيش الموت كل يوم.
وضعت يديها على بطنها ونظرت اليه بألم كاد يعتصرها وطفلها
احنى رأسه لها، بعد ان تسمرت عيناه عليها لبرهة ثم قال
- لن اكون الاخير في ايقافك
- سابذل كل جهدي من اجل عائلتي
- ماذا لو اعادوك مرة اخرى
- لن ارضى الا بالسجن ، لانه افضل من مصيري الان
- احترم صراحتك واصرارك معا يا سيدتي، هيا ارحلي بالسلامة
اخذت الجواز وفيزا العبور منه وواصلت طريقها وهي تنظر بنصر الى من عادوا ادراجهم خوفا من المجهول .



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمكو الشكاك مجرم بحق المناضلين الكورد والاشوريين على حد سواء
- من الماضي
- النصير
- الخيانة
- المتمردة
- في الذاكرة
- على خط النار
- العاشق
- المرافقة
- العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج
- حريم السلطان بين العمل الفني والتاريخي
- الصراع
- بابا نوئيل
- الحب الممنوع
- الاقدار
- من قتل ايماما ؟؟
- منوعات ممنوعة
- لك الحق يا ظالمي
- دور المرأة في العصور المختلفة
- في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - المجازفة على الحدود