أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض اللاشعور لدى جاك لاكان















المزيد.....

نقض اللاشعور لدى جاك لاكان


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 06:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نقض اللاشعور لدى جاك لاكان
هيبت بافي حلبجة
يقول فون هارتمان ، الفيلسوف والعالم الألماني المعروف ، في مؤلفه ، فلسفة اللاشعور ، إن اللاشعور يؤسس الحياة العقلية كما يؤسس الحياة الجسدية ، فكل النشاطات العقلية والجسدية والشعورية مدفوعة بالفاعلية اللاشعورية ، وكأنه يؤكد على مقولة كارل غوستاف كروس التي تزعم وتفترض إن معرفة الحياة العقلية والشعورية كامنة ومستقرة في منطقة اللاشعور ، وهكذا تتحول إرادتنا إلى إرادة لاشعورية كما أدعى نيتشه ، وهكذا ننتقل ، على الصعيد الفلسفي ، إلى ميدان الميتافيزيقيا الصرف ، تلك الميتافيزيقيا التي تنتمي إلى حالة لاشعورية ، إلى حياة لاشعورية ، ونصادر العقل والمنطق والتحليل الموازي ، ونلج في فضاء أسميه لاعقلانية العقل أو عقلانية اللاعقل ، فالنتيجة واحدة .
ولم ترق هذه الفكرة للعالم النفسي النمساوي ، سيجموند فرويد ، فهاجم هذا ( اللاعقل ) وحاول أن يفنده من خلال دراساته وتجاربه على مرضاه العصاميين ، وعبر مفهوم أسميه هنا بالثالوث ( العصبي ، الجنسي ، التحليلي النفسي ) ، وأكد على إن مجال النشاط الإنساني ( أخفاقاته وأبداعاته وهواجسه وأعراضه الأجرامية وسلوكه المنحرف ) يكمن في اللاوعي واللاشعور حيث مكمن الكبت الشخصي والتاريخي ، وكذلك إن فكر الإنسان الواعي لايسيطر على تصرفاته وسلوكه ومواقفه إلا ضمن حدود وأقنية جزئية ، وهكذا ننتقل من ( العقل ) الذي لانحس به إلى ( الحس ) الذي لانعقله .
وجاك لاكان ( 1901 – 1981 ) الفيلسوف والعالم النفس الفرنسي ، والذي أنتقل ب( فرويد ) من عالم التحليل النفسي إلى عالم الأيديولوجيا بارزاُ العلاقة المحمودة ما بين الأول والثاني ، درس لاشعوره من خلال مفهوم الخطاب اللغوي ، من خلال اللغة ، ومن خلال مفهوم الآخروي ، من خلال الواقع المرمي هناك ، من خلال الواقعي .
جاك لاكان ينادي بالعودة إلى فرويد ، وينطلق من الأسس الأولية لمحتوى اللاشعور لدى هذا الأخير ، ويعيد قراءته ويكمل صياغته ، ويحول فرويد إلى لاكان ، حتى أصبحنا إزاء اللاكانية التي حلت محل الفرويدية وكإن الأولى ورثت الثانية ، فاللاشعور الفرويدي الذي يتضمن ، من جملة مايتضمن ، عمليتين أساسيتين هما التكثيف والتحويل ، منحت الفرصة ل (لاكان ) لكي ينطلق منهما في تأصيل مفهوم اللغة في اللاشعور بأسلوب علمي مميز ، ولبلوغ النتيجة الجوهرية والتي هي ( إن بنية اللاشعور هي بنية لغوية بالدرجة الأولى ) .
دعونا نعترف منذ البداية إن هذا الموضوع له خاصية معينة في درجة الصعوبة لإننا لسنا أمام جاك لاكان لوحده ، إنما هناك فرويد ، وهناك التحليل النفسي التابع بصورة مستقلة نسبية لكل منهما ، ومن هنا تحديداُ لن نلتزم إلا بالمخطط العام للاشعور لدى فرويد ، تاركين أنتقادنا له في حلقات قادمة ، ومستكفين بالولوج الفعلي في بنية اللاشعور لدى جاك لاكان .
ولكي نحدد بعض المرتكزات الضرورية ، وأن نتفادى الحديث الجاف والعام والمرتبك والمتكاثر لدى كل من سيجموند فرويد وجاك لاكان ، لامندوحة من الدقة في أختيار المفاهيم التي هي ، حسب رؤيتنا ، مصطلح الأنا الأعلى ثم الأنا ثم الهو ( مع علمنا إن كلمة الهو لاتعبر بالضبط عن الكلمة المترجمة عنها ، لكن بما إنها دخلت المجال العربي هكذا فلنبق عليها ) من جهة أولى ، الرمزي والخيالي والواقعي من جهة ثانية ، الأب الرمزي والأب الخيالي والأب الواقعي من جهة ثالثة ، والأب والأم والطفل الذكوري والأنثوي من جهة رابعة ، ثم محتوى اللاشعور اللاكاني عبر محتوى مفهوم الآخر ، وكذلك محتواه عبر الخطاب اللغوي من جهة خامسة ، ثم المحتوى الذي يتحرك ما بين كافة هذه المفاهيم من جهة سادسة ، وماينتج عن كل ذلك من خلال مفهوم الخصاء الرمزي من ناحية سابعة .
وهكذا نفتح أبواب جهنم على أنفسنا على مصراعيها ، ولابد أن نفتح الباب الأكثر توهجاُ والأكثر تلظياُ ، وهو الباب الذي يتعلق بثلاثة مفاهيم تقود الصراع الداخلي في فكر جاك لاكان ، وهي الرمزي واللغوي والقضيبي الذكوري ، والتي تؤكد شروطها على تكوين محتوى الرغبة .
والرغبة هي ليست رغبتك ولارغبة أحد ، ولاهي رغبة فردية ، ولارغبة ذاتية ، ولاحتى جماعية كما توهم كبار شراح جاك لاكان ، إنها الرغبة كما لو أنها تتكون درجة درجة وتحصل على خاصيتها على قدم وساق في علاقة الجميع بالجميع ، في علاقة الكل بالكل ، دون أن ننسى ، ولو للحظة واحدة ، إنها تتمتع بثلاثة خصائص ، الأولى هي لاتخضع لقواعد مسبقة معينة في تكوينها ، ولاترضخ لمفهوم (السليم) أو ( السقيم ) في المجتمع ، وكإنها تسرق وجودها وطبيعتها وبنيتها من الكل لكنها تلون ذاتها على خفية من الجميع بل وعلى درجة كبيرة من الخفاء دون أن تدرك قوة الخفاء في خواصها ، الثانية هي متأصلة في اللاشعور ، في اللاوعي ، هي كامنة فيه كجزء عضوي منه ( نحن نستخدم الكلمتين حسب رؤية جاك لاكان ، مع تاكيدنا أننا نفضل استخدام كلمة اللاشعور لإنها تعبر أكثر عن ذاتها من كلمة اللاوعي ) ، الثالثة هي لاتعبر عن حقيقتها أبداُ ، إنما نستلمح تلك عن بعد وبصورة جزئية ، وكلما عانت من ظروف قاسية ، كالمرض أو حالة قهرية أضطرارية ، كلما دنونا أكثرمن بنيتها . ( ونؤكد هنا أننا ننأي بأنفسنا عن معركة تشخيص الأمراض كالعصامي والذهاني والهيستري وغيرها لأننا لانملك أدوات السيطرة كما إنها خارج نوعية هذا التحليل ) .
ومن الواضح أننا بدأنا بما كان من المفروض أن ننتهي إليه ، لكننا أرتأينا ذلك ، أي السير بالعكس ، لأعتقادنا إن مفهوم الرغبة سيسهل الأنتقال السلس مابين المفاهيم الأخرى ، فالرمزي ، الذي يقترب من سيطرة ومقومات وسطوة الأنا العليا اكثر من أقترابها من الأنا ومن الهو ، يستبد بنفس الدرجة بالعناصر الأخرى ، الخيالي والواقعي ، مثلما تستبد الأنا العليا بالأنا وبالهو .
والرمزي ، الذي لايستطيع الأنفكاك عن الخيالي والواقعي ، يشكل معهما حالة أطلقت عليها ، العقدة البوروموية ، التي تجسد التشابك ما بين ثلاثة حلقات ، بحيث إما أن توجد معاُ أو أن تنفك معاُ ، وعلى الرغم من هذه العلاقة الأبدية ينبغي أن ندرك إن الرمزي لاينطلق من الواقعي ، او على حد تعبير لاكان نفسه ( ينبغي ألا نفكر إن الرموز أتت حقيقة من الواقعي ) ولاكذلك من الخيالي ، وإن كان يتغذى منهما ، إنما ينطلق من أساس تكوين اللاشعور ، فبدون محتوى اللاشعور لانحصل على القيمة الكامنة في الرمزي ولاحتى على معناه ، لذلك أرجو أن نأخذ مفهوم الرمزي ، هنا لدى جاك لاكان ، على نطاقين ، نطاق المعنى الأصلي الترميزي ، ونطاق المعنى المجازي التكويني . مع تأكيدنا إن جاك لاكان نفسه عانى من عدم القدرة على التمايز فيما بينهما ، وهاهو يقول ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، ففي اللحظة التي يظهر فيها هنالك عالم من الرموز ) .
ومن الواضح إن هذه هي أحدى حماقات جاك لاكان الذي يؤكد أكثر من مرة ، وعلى عكس ذلك ، إن الرمزي هو الطرف الخفي في اللاشعور ويتمازج مع الأنا العليا ( القانون ، السلطة ، الأب ، عقدة أوديب ، النظام ) ، ثم يجنح نحو الخيالي من خلال مبدأ اللذة ، ذلك الخيالي ( الوهمي ، وهنا دائماُ التسميات غير دقيقة ) الذي يقترب من الأنا ، لنحصل في النهاية على مبدأ اللذة والأنا والخيالي ، ثم ليتخطى الرمزي مفهوم هذا الثالوث المركب ويصل إلى ثالوث من نوع آخر هو مابعد مبدأ اللذة ، والهو ، والواقعي عبر مفهوم التكرار حيث تكمن أشكالية الوعي بمراحلها الثلاثة ، مرحلة ماقبل الوعي ، مرحلة اللاوعي ، مرحلة مابعد اللاوعي ، مع تأكيدنا إن أشكالية الوعي لاتتضمن مرحلة الوعي .
ومن هنا تحديداُ ندرك تكوينية الرمزي ، واللاشعوري ، واللغوي ، والآخروي من جهة ، وكذلك تكوينية اللاشعوري في الرمزي ، واللغوي ، والآخروي من جهة ثانية ، وإلا لما كان هناك داع للحديث عن اللاكانية أطلاقاُ ، تلك اللاكانية التي من أبرز سماتها قول لاكان ( إن اللاشعور يبنى كلغة ) أو ( إن اللغة تخلق اللاشعور ) .
وهذا اللاشعور في ذلك الرمزي الذي أشرنا إليه ، يتمايز بعاملين متداخلين ، الأول عامل الآخروي ، والثاني عامل اللغوي ، مع تأكيدنا إن كلا العاملين موجودان في الرمزي والخيالي والواقعي بأفق معين ودرجات خاصة ، لإن العامل الآخروي ، مثلاُ ، لايتكون لأنه يمثل قانون الحاجة بل لإنه يجسد حالة الوظيفة الرمزية ويشارك في بنيتها أو هو أحد عناصر خطها البياني ، أي أنه يظهر من خلال مفهوم الكلام ومن خلال محتوى الرمزي .
وأما فيما يخص العامل الثاني اللغوي ، فهو يرى إن الأنسان عندما يكتسب اللغة ، وعندما تصبح اللغة بحد ذاتها مصدراُ مميزا للتعبير ، فأننا نلج في نظام رمزي سابق للوجود ، نظام رمزي يتكاثف حول محتوى الخيالي والواقعي ، نظام رمزي خاص بالإنسان ، نظام يستبد بمحتوى الرغبة التي تخضع ، في مطلق الأحوال ( وهذا كان حديثنا في البداية ) ، للضغوط النسقية لهذا النظام الرمزي تحديداُ ، أي ، وحسب تعبير جاك لاكان ( إن الإنسان يتيح للغة وهو يتبناها أن تؤثر على طاقاته الغريزية الحرة ، وأن تنظمها ) ويردف ( أن يبقى غافلاُ – أي الإنسان – وهو يصنع الأشياء بالكلمات ، عن المدى الذي ساهمت ومازالت تساهم به الكلمات في صناعته ) .
نكتفي بهذا القدر رغم الحديث الشيق والجذاب في هذا الموضوع ، ونسجل الملاحظات الآتية على هذا التصور اللاكاني :
أولاُ : في ذات الوقت الذي ينتقد جاك لاكان سيجموند فرويد في تصوره ( غير العميق ) عن اللاشعور يرتكب نفس ( الموقف ) ، فهو وإن يأخذ عليه موقفه من ( سطحية ) محتوى الأب ، وليضيف إلى تصوره بعداُ جديراُ بالأهتمام وهو الأب الرمزي ، والأب الخيالي ، والأب الواقعي ، إلا أنه لم يتخلص أطلاقاُ من ذات الأشكالية في التحليل العام ، لإنه على الصعيد الرمزي أستغرق أستغراقاُ منقطعاُ النظير في مشكلة الرمز ، ذلك الرمز الذي أعتمد ، أساساُ ، فرويد في مجمل تحليلاته ( أبليس في التحليل النفسي ، الطوطم والحرام ، الطوطم والتابو ، الحياة الجنسية ) .
والرمز يتباين عن الرمزي في ثلاثة مناطق حساسة ، الأولى الرمزي نظام حقيقي وفعلي بعكس الرمز الذي يبقى في قشور الأشكاليات وفي بعض المناطق الحساسة ، أي بمعنى إن الرمز ينتقل من الخارج إلى الداخل ، في حين إن الرمزي لاينتقل أبداُ ، إنما يتكون في منطقته الأصلية ، ومن هنا علاقته الحميمية باللاشعور وأشكالية الوعي ومسألة الكبت الشهيرة التي أبدع فيها سيجموند فرويد أبداعاُ أيما أبداع ، ولذلك يسهل تجاوز الرمز دون الرمزي ، وفي الحقيقة نحن لانستطيع أن نتجاوز الرمزي ، ومن هنا نستشف مفهوم المرض الذي نقسمه إلى نوعين ، النوع الأول المرض القادم من الرمز ، والنوع الثاني المرض القادم من الرمزي ، والفرق قاتل مابين الأثنين فالنوع الثاني يستبد بالعقل كمفهوم عام ، فالعقل العربي يختلف عن العقل الفرنسي الذي يختلف بدوره عن العقل الأمريكي ، وهكذا عندما نتحدث عن الغباء في عقل معين فنحن لانقصد الغباء كمفهوم عام أنما نقصد الغباء التكويني في ذلك العقل ، أي الغباء الكامن في لاشعور ذلك العقل ، وهذا واضح في العقل الشرق الأوسطي الذي نستطيع أن نقول عنه أنه عقل غبي ، وأدق من ذلك هو ( غباء عقل الشرق أوسطي ) ، الثانية إن الرمزي يتضمن الصفة الشمولية البنيوية ويتحاشى التحليل الذاتي الشخصي ، إلا أللهم لتوضيح الرؤيا ، بعكس الرمز الذي قد يتصف بالشمولية لكن ليس بالبنيوية ، والبنيوية على نوعين ، النوع الأول هو الذي يختص باللاشعور فقط ، أي في منطقة اللاشعور ، أو في عمق اللاشعور ، ومن ثم يؤثر في كافة المناطق الأخرى ، وهذا هو الرمزي ، والنوع الثاني هو الذي لايختص بأي منطقة أو فضاء أو عمق وقد يستقر في منطقة الشعور ، وقد يؤثر في منطقة اللاشعور ومن حقه أن يؤثر فيها ، وهذا هو الرمز ، الثالثة الرمز لايخلق أشكالية أو علاقة ذات أشكالية مع الخيالي والواقعي ، بينما الرمزي يستبد بهما ويقهرهما في مجال معين وبأدوات خاصة به ، لذلك فإن الخيالي والواقعي يتأثران بالرمز ويعانان منه ، لكنهما مضطران للرضوخ للرمزي والأعتراف بمعادلته الفيزيائية في الجاذبية ، أي بمعنى آخر إن العقدة البورومية تخص ( الرمزي والخيالي والواقعي ) وتجعل أنفكاكها وأتحادها حالة وحدوية ، بينما هي لاتربط مابين الرمز والخيالي والواقعي أي رباط تفكيكي جماعي أو وحدوي مشترك .
ثانياُ : في حديثه ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، وفي اللحظة التي يظهر فيها ( يكون ) هنالك عالم من الرموز ) ، هو لايقصد ، ولايستطيع أن يقصد ، الرمزي إنما قصد الرمز ، لسبب بسيط هو : لو كان الرمزي لاينبني رويداُ رويداُ ، لكان على هيئة دفعة واحدة ، وجود أزلي ، حضور صامت جاف ، ولبرز ، حينها ، تساؤل جوهري وهو ماالذي جعله أن يكون على تلك الشاكلة دون غيرها ، فهل نحن إزاء حكم ألهي أم قدري أصم وأعمى ، أم حكم تعسفي أعتباطي ، فلاجواب إلا أللهم إذا قلنا أنه تكون تكوينياُ ، والتكويني هو الذي يحدد البعد الخاص للرمزي .
ثالثاُ : هو يركز على مفهوم أكتساب اللغة ، الموضوع الأصلي ، وهذا مفهوم قاصر وهو تطوير الرؤيا الفرويدية من الناحية الشكلية فقط ولايرتقي إلى مستوى الأنتقال من الفرويدية إلى اللاكانية ، والأصل هو ممارسة اللغة ، ممارسة اللغة كحالة ، وذلك لثلاثة أسباب ، السبب الأول أننا نتحدث عن اللاشعور الذي ينسجم مع الممارسة دون الأكتساب ، والذي له دور بنيوي في ممارسة اللغة في حين أن الأكتساب لايخلق ذلك الدور البنيوي مع اللاشعور ، وإذا أنبرى أحدهم ودافع عن لاكان بقوله أنه ليس من الضروري أن يكون لللاشعور دوراُ في تكوين اللغة ، سنقول له ، عندئذ ، ثمة أمران ، الأول إذا أنتفى هذا الدور فهذا يعني إن اللغة هي كلياٌ خارج اللاشعور ، وهذا التخارج لايمكن أن يحدث إلا من خلال ( العقل ودوره ) ، وإذا كان هذا هو واقع الحال فنحن إزاء حالة تدمر ( لاشعورية ) لاكان ولاتسمح لها بالبناء لأننا سندنوا عندها من محتوى ( الخيالي ) ، والثاني إذا أنتفى هذا الدور وأفترضنا حالة حيادية في دور العقل ، أصحبنا إزاء حالة لغوية جاهزة ، حالة جافة هناك موجودة في ( الواقعي ) هذه المرة ، وهذا مايجعل لاكان يتخلى عن تصوره وحتى عن تصور فرويد ،والسبب الثاني يزعم لاكان إن الإنسان وهو يكتسب اللغة ينغرس في نظام رمزي سابق الوجود ، إذا نحن إزاء ثلاثة أمور اللغوي والرمزي ونظام سابق للوجود ، وهذا يستحيل أن يصدق إلا في حالة الممارسة ، والسبب الثالث إذا كنا إزاء حالة أكتساب فأننا أمام وظيفة العقل ، والعقل هو حالة شعورية ، وإذا كنا إزاء حالة الممارسة فإننا أمام ( اللاعقل ) ، واللاعقل هنا حالة لاشعورية ، وإذا ما حذفنا محتوى الحالة ، أي أسقطنا جدرانها ، لحصلنا على مفهوم اللاشعوري وهو المطلوب . وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة والأربعين .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض آركيولوجية ميشيل فوكو
- نقض الإبستمولوجية التكوينية لدى جان بياجيه
- نقض مفهوم القطيعة الإبستمولوجية لدى باشلار
- نقض مفهوم التفكيك لدى جاك دريدا
- الثورة ومرحلة مابعد العولمة
- نقض مفهوم الصورة لدى أرسطو
- نقض مفهوم المادة لدى أرسطو
- نقض مفهوم الإحساس لدى أبيقور
- جنيف 2 أم أنهيار سايكس بيكو ؟
- نقض مفهوم الوجود لدى أفلاطون
- نقض مفهوم المثل الإفلاطونية
- نقض النوس ( العقل) لدى أناكساغوراس
- نقض مفهوم العقل لدى هيراقليطس
- نقض أنطولوجية بارمنيدس
- نقض المنظومة الفلسفية لدى القديس أوغسطين
- نقض مفهوم الزمن لدى القديس أوغسطين
- نقض المنظومة الفلسفية لدى سبينوزا
- نقض مفهوم العلل العرضية لدى مالبرانش
- نقض مفهوم الإرادة لدى شوبنهاور
- نقض مفهوم الفيض لدى أخوان الصفا


المزيد.....




- خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته ...
- شولتس يشتم أحزاب ألمانية بكلمات جارحة بسبب مقاطعتها لكلمة زي ...
- المغرب: رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة يثير موجة من الجدل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أردوغان مجرم حرب
- هولندا تحث رعاياها على مغادرة لبنان
- طريقة جديدة لخداع الجيش الإسرائيلي على حدود مصر
- أسانج في أستراليا أخيرا: عانق زوجته بلهفة ووالده تنفس الصعدا ...
- تواصل احتجاجات كينيا ردا على عنف الشرطة أمام -البرلمان-
- مقتل جندي تونسي على الأقل في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدو ...
- اتهامات بالتخوين.. ما سبب الغضب من رؤساء إيران السابقين؟


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض اللاشعور لدى جاك لاكان