|
نقض اللاشعور لدى جاك لاكان
هيبت بافي حلبجة
الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 06:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نقض اللاشعور لدى جاك لاكان هيبت بافي حلبجة يقول فون هارتمان ، الفيلسوف والعالم الألماني المعروف ، في مؤلفه ، فلسفة اللاشعور ، إن اللاشعور يؤسس الحياة العقلية كما يؤسس الحياة الجسدية ، فكل النشاطات العقلية والجسدية والشعورية مدفوعة بالفاعلية اللاشعورية ، وكأنه يؤكد على مقولة كارل غوستاف كروس التي تزعم وتفترض إن معرفة الحياة العقلية والشعورية كامنة ومستقرة في منطقة اللاشعور ، وهكذا تتحول إرادتنا إلى إرادة لاشعورية كما أدعى نيتشه ، وهكذا ننتقل ، على الصعيد الفلسفي ، إلى ميدان الميتافيزيقيا الصرف ، تلك الميتافيزيقيا التي تنتمي إلى حالة لاشعورية ، إلى حياة لاشعورية ، ونصادر العقل والمنطق والتحليل الموازي ، ونلج في فضاء أسميه لاعقلانية العقل أو عقلانية اللاعقل ، فالنتيجة واحدة . ولم ترق هذه الفكرة للعالم النفسي النمساوي ، سيجموند فرويد ، فهاجم هذا ( اللاعقل ) وحاول أن يفنده من خلال دراساته وتجاربه على مرضاه العصاميين ، وعبر مفهوم أسميه هنا بالثالوث ( العصبي ، الجنسي ، التحليلي النفسي ) ، وأكد على إن مجال النشاط الإنساني ( أخفاقاته وأبداعاته وهواجسه وأعراضه الأجرامية وسلوكه المنحرف ) يكمن في اللاوعي واللاشعور حيث مكمن الكبت الشخصي والتاريخي ، وكذلك إن فكر الإنسان الواعي لايسيطر على تصرفاته وسلوكه ومواقفه إلا ضمن حدود وأقنية جزئية ، وهكذا ننتقل من ( العقل ) الذي لانحس به إلى ( الحس ) الذي لانعقله . وجاك لاكان ( 1901 – 1981 ) الفيلسوف والعالم النفس الفرنسي ، والذي أنتقل ب( فرويد ) من عالم التحليل النفسي إلى عالم الأيديولوجيا بارزاُ العلاقة المحمودة ما بين الأول والثاني ، درس لاشعوره من خلال مفهوم الخطاب اللغوي ، من خلال اللغة ، ومن خلال مفهوم الآخروي ، من خلال الواقع المرمي هناك ، من خلال الواقعي . جاك لاكان ينادي بالعودة إلى فرويد ، وينطلق من الأسس الأولية لمحتوى اللاشعور لدى هذا الأخير ، ويعيد قراءته ويكمل صياغته ، ويحول فرويد إلى لاكان ، حتى أصبحنا إزاء اللاكانية التي حلت محل الفرويدية وكإن الأولى ورثت الثانية ، فاللاشعور الفرويدي الذي يتضمن ، من جملة مايتضمن ، عمليتين أساسيتين هما التكثيف والتحويل ، منحت الفرصة ل (لاكان ) لكي ينطلق منهما في تأصيل مفهوم اللغة في اللاشعور بأسلوب علمي مميز ، ولبلوغ النتيجة الجوهرية والتي هي ( إن بنية اللاشعور هي بنية لغوية بالدرجة الأولى ) . دعونا نعترف منذ البداية إن هذا الموضوع له خاصية معينة في درجة الصعوبة لإننا لسنا أمام جاك لاكان لوحده ، إنما هناك فرويد ، وهناك التحليل النفسي التابع بصورة مستقلة نسبية لكل منهما ، ومن هنا تحديداُ لن نلتزم إلا بالمخطط العام للاشعور لدى فرويد ، تاركين أنتقادنا له في حلقات قادمة ، ومستكفين بالولوج الفعلي في بنية اللاشعور لدى جاك لاكان . ولكي نحدد بعض المرتكزات الضرورية ، وأن نتفادى الحديث الجاف والعام والمرتبك والمتكاثر لدى كل من سيجموند فرويد وجاك لاكان ، لامندوحة من الدقة في أختيار المفاهيم التي هي ، حسب رؤيتنا ، مصطلح الأنا الأعلى ثم الأنا ثم الهو ( مع علمنا إن كلمة الهو لاتعبر بالضبط عن الكلمة المترجمة عنها ، لكن بما إنها دخلت المجال العربي هكذا فلنبق عليها ) من جهة أولى ، الرمزي والخيالي والواقعي من جهة ثانية ، الأب الرمزي والأب الخيالي والأب الواقعي من جهة ثالثة ، والأب والأم والطفل الذكوري والأنثوي من جهة رابعة ، ثم محتوى اللاشعور اللاكاني عبر محتوى مفهوم الآخر ، وكذلك محتواه عبر الخطاب اللغوي من جهة خامسة ، ثم المحتوى الذي يتحرك ما بين كافة هذه المفاهيم من جهة سادسة ، وماينتج عن كل ذلك من خلال مفهوم الخصاء الرمزي من ناحية سابعة . وهكذا نفتح أبواب جهنم على أنفسنا على مصراعيها ، ولابد أن نفتح الباب الأكثر توهجاُ والأكثر تلظياُ ، وهو الباب الذي يتعلق بثلاثة مفاهيم تقود الصراع الداخلي في فكر جاك لاكان ، وهي الرمزي واللغوي والقضيبي الذكوري ، والتي تؤكد شروطها على تكوين محتوى الرغبة . والرغبة هي ليست رغبتك ولارغبة أحد ، ولاهي رغبة فردية ، ولارغبة ذاتية ، ولاحتى جماعية كما توهم كبار شراح جاك لاكان ، إنها الرغبة كما لو أنها تتكون درجة درجة وتحصل على خاصيتها على قدم وساق في علاقة الجميع بالجميع ، في علاقة الكل بالكل ، دون أن ننسى ، ولو للحظة واحدة ، إنها تتمتع بثلاثة خصائص ، الأولى هي لاتخضع لقواعد مسبقة معينة في تكوينها ، ولاترضخ لمفهوم (السليم) أو ( السقيم ) في المجتمع ، وكإنها تسرق وجودها وطبيعتها وبنيتها من الكل لكنها تلون ذاتها على خفية من الجميع بل وعلى درجة كبيرة من الخفاء دون أن تدرك قوة الخفاء في خواصها ، الثانية هي متأصلة في اللاشعور ، في اللاوعي ، هي كامنة فيه كجزء عضوي منه ( نحن نستخدم الكلمتين حسب رؤية جاك لاكان ، مع تاكيدنا أننا نفضل استخدام كلمة اللاشعور لإنها تعبر أكثر عن ذاتها من كلمة اللاوعي ) ، الثالثة هي لاتعبر عن حقيقتها أبداُ ، إنما نستلمح تلك عن بعد وبصورة جزئية ، وكلما عانت من ظروف قاسية ، كالمرض أو حالة قهرية أضطرارية ، كلما دنونا أكثرمن بنيتها . ( ونؤكد هنا أننا ننأي بأنفسنا عن معركة تشخيص الأمراض كالعصامي والذهاني والهيستري وغيرها لأننا لانملك أدوات السيطرة كما إنها خارج نوعية هذا التحليل ) . ومن الواضح أننا بدأنا بما كان من المفروض أن ننتهي إليه ، لكننا أرتأينا ذلك ، أي السير بالعكس ، لأعتقادنا إن مفهوم الرغبة سيسهل الأنتقال السلس مابين المفاهيم الأخرى ، فالرمزي ، الذي يقترب من سيطرة ومقومات وسطوة الأنا العليا اكثر من أقترابها من الأنا ومن الهو ، يستبد بنفس الدرجة بالعناصر الأخرى ، الخيالي والواقعي ، مثلما تستبد الأنا العليا بالأنا وبالهو . والرمزي ، الذي لايستطيع الأنفكاك عن الخيالي والواقعي ، يشكل معهما حالة أطلقت عليها ، العقدة البوروموية ، التي تجسد التشابك ما بين ثلاثة حلقات ، بحيث إما أن توجد معاُ أو أن تنفك معاُ ، وعلى الرغم من هذه العلاقة الأبدية ينبغي أن ندرك إن الرمزي لاينطلق من الواقعي ، او على حد تعبير لاكان نفسه ( ينبغي ألا نفكر إن الرموز أتت حقيقة من الواقعي ) ولاكذلك من الخيالي ، وإن كان يتغذى منهما ، إنما ينطلق من أساس تكوين اللاشعور ، فبدون محتوى اللاشعور لانحصل على القيمة الكامنة في الرمزي ولاحتى على معناه ، لذلك أرجو أن نأخذ مفهوم الرمزي ، هنا لدى جاك لاكان ، على نطاقين ، نطاق المعنى الأصلي الترميزي ، ونطاق المعنى المجازي التكويني . مع تأكيدنا إن جاك لاكان نفسه عانى من عدم القدرة على التمايز فيما بينهما ، وهاهو يقول ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، ففي اللحظة التي يظهر فيها هنالك عالم من الرموز ) . ومن الواضح إن هذه هي أحدى حماقات جاك لاكان الذي يؤكد أكثر من مرة ، وعلى عكس ذلك ، إن الرمزي هو الطرف الخفي في اللاشعور ويتمازج مع الأنا العليا ( القانون ، السلطة ، الأب ، عقدة أوديب ، النظام ) ، ثم يجنح نحو الخيالي من خلال مبدأ اللذة ، ذلك الخيالي ( الوهمي ، وهنا دائماُ التسميات غير دقيقة ) الذي يقترب من الأنا ، لنحصل في النهاية على مبدأ اللذة والأنا والخيالي ، ثم ليتخطى الرمزي مفهوم هذا الثالوث المركب ويصل إلى ثالوث من نوع آخر هو مابعد مبدأ اللذة ، والهو ، والواقعي عبر مفهوم التكرار حيث تكمن أشكالية الوعي بمراحلها الثلاثة ، مرحلة ماقبل الوعي ، مرحلة اللاوعي ، مرحلة مابعد اللاوعي ، مع تأكيدنا إن أشكالية الوعي لاتتضمن مرحلة الوعي . ومن هنا تحديداُ ندرك تكوينية الرمزي ، واللاشعوري ، واللغوي ، والآخروي من جهة ، وكذلك تكوينية اللاشعوري في الرمزي ، واللغوي ، والآخروي من جهة ثانية ، وإلا لما كان هناك داع للحديث عن اللاكانية أطلاقاُ ، تلك اللاكانية التي من أبرز سماتها قول لاكان ( إن اللاشعور يبنى كلغة ) أو ( إن اللغة تخلق اللاشعور ) . وهذا اللاشعور في ذلك الرمزي الذي أشرنا إليه ، يتمايز بعاملين متداخلين ، الأول عامل الآخروي ، والثاني عامل اللغوي ، مع تأكيدنا إن كلا العاملين موجودان في الرمزي والخيالي والواقعي بأفق معين ودرجات خاصة ، لإن العامل الآخروي ، مثلاُ ، لايتكون لأنه يمثل قانون الحاجة بل لإنه يجسد حالة الوظيفة الرمزية ويشارك في بنيتها أو هو أحد عناصر خطها البياني ، أي أنه يظهر من خلال مفهوم الكلام ومن خلال محتوى الرمزي . وأما فيما يخص العامل الثاني اللغوي ، فهو يرى إن الأنسان عندما يكتسب اللغة ، وعندما تصبح اللغة بحد ذاتها مصدراُ مميزا للتعبير ، فأننا نلج في نظام رمزي سابق للوجود ، نظام رمزي يتكاثف حول محتوى الخيالي والواقعي ، نظام رمزي خاص بالإنسان ، نظام يستبد بمحتوى الرغبة التي تخضع ، في مطلق الأحوال ( وهذا كان حديثنا في البداية ) ، للضغوط النسقية لهذا النظام الرمزي تحديداُ ، أي ، وحسب تعبير جاك لاكان ( إن الإنسان يتيح للغة وهو يتبناها أن تؤثر على طاقاته الغريزية الحرة ، وأن تنظمها ) ويردف ( أن يبقى غافلاُ – أي الإنسان – وهو يصنع الأشياء بالكلمات ، عن المدى الذي ساهمت ومازالت تساهم به الكلمات في صناعته ) . نكتفي بهذا القدر رغم الحديث الشيق والجذاب في هذا الموضوع ، ونسجل الملاحظات الآتية على هذا التصور اللاكاني : أولاُ : في ذات الوقت الذي ينتقد جاك لاكان سيجموند فرويد في تصوره ( غير العميق ) عن اللاشعور يرتكب نفس ( الموقف ) ، فهو وإن يأخذ عليه موقفه من ( سطحية ) محتوى الأب ، وليضيف إلى تصوره بعداُ جديراُ بالأهتمام وهو الأب الرمزي ، والأب الخيالي ، والأب الواقعي ، إلا أنه لم يتخلص أطلاقاُ من ذات الأشكالية في التحليل العام ، لإنه على الصعيد الرمزي أستغرق أستغراقاُ منقطعاُ النظير في مشكلة الرمز ، ذلك الرمز الذي أعتمد ، أساساُ ، فرويد في مجمل تحليلاته ( أبليس في التحليل النفسي ، الطوطم والحرام ، الطوطم والتابو ، الحياة الجنسية ) . والرمز يتباين عن الرمزي في ثلاثة مناطق حساسة ، الأولى الرمزي نظام حقيقي وفعلي بعكس الرمز الذي يبقى في قشور الأشكاليات وفي بعض المناطق الحساسة ، أي بمعنى إن الرمز ينتقل من الخارج إلى الداخل ، في حين إن الرمزي لاينتقل أبداُ ، إنما يتكون في منطقته الأصلية ، ومن هنا علاقته الحميمية باللاشعور وأشكالية الوعي ومسألة الكبت الشهيرة التي أبدع فيها سيجموند فرويد أبداعاُ أيما أبداع ، ولذلك يسهل تجاوز الرمز دون الرمزي ، وفي الحقيقة نحن لانستطيع أن نتجاوز الرمزي ، ومن هنا نستشف مفهوم المرض الذي نقسمه إلى نوعين ، النوع الأول المرض القادم من الرمز ، والنوع الثاني المرض القادم من الرمزي ، والفرق قاتل مابين الأثنين فالنوع الثاني يستبد بالعقل كمفهوم عام ، فالعقل العربي يختلف عن العقل الفرنسي الذي يختلف بدوره عن العقل الأمريكي ، وهكذا عندما نتحدث عن الغباء في عقل معين فنحن لانقصد الغباء كمفهوم عام أنما نقصد الغباء التكويني في ذلك العقل ، أي الغباء الكامن في لاشعور ذلك العقل ، وهذا واضح في العقل الشرق الأوسطي الذي نستطيع أن نقول عنه أنه عقل غبي ، وأدق من ذلك هو ( غباء عقل الشرق أوسطي ) ، الثانية إن الرمزي يتضمن الصفة الشمولية البنيوية ويتحاشى التحليل الذاتي الشخصي ، إلا أللهم لتوضيح الرؤيا ، بعكس الرمز الذي قد يتصف بالشمولية لكن ليس بالبنيوية ، والبنيوية على نوعين ، النوع الأول هو الذي يختص باللاشعور فقط ، أي في منطقة اللاشعور ، أو في عمق اللاشعور ، ومن ثم يؤثر في كافة المناطق الأخرى ، وهذا هو الرمزي ، والنوع الثاني هو الذي لايختص بأي منطقة أو فضاء أو عمق وقد يستقر في منطقة الشعور ، وقد يؤثر في منطقة اللاشعور ومن حقه أن يؤثر فيها ، وهذا هو الرمز ، الثالثة الرمز لايخلق أشكالية أو علاقة ذات أشكالية مع الخيالي والواقعي ، بينما الرمزي يستبد بهما ويقهرهما في مجال معين وبأدوات خاصة به ، لذلك فإن الخيالي والواقعي يتأثران بالرمز ويعانان منه ، لكنهما مضطران للرضوخ للرمزي والأعتراف بمعادلته الفيزيائية في الجاذبية ، أي بمعنى آخر إن العقدة البورومية تخص ( الرمزي والخيالي والواقعي ) وتجعل أنفكاكها وأتحادها حالة وحدوية ، بينما هي لاتربط مابين الرمز والخيالي والواقعي أي رباط تفكيكي جماعي أو وحدوي مشترك . ثانياُ : في حديثه ( في النظام الرمزي تدعى الشمولية عالماُ ، ويحصل النظام الرمزي على صفته العالمية منذ البدء ولاينبني رويداُ رويداُ ، وفي اللحظة التي يظهر فيها ( يكون ) هنالك عالم من الرموز ) ، هو لايقصد ، ولايستطيع أن يقصد ، الرمزي إنما قصد الرمز ، لسبب بسيط هو : لو كان الرمزي لاينبني رويداُ رويداُ ، لكان على هيئة دفعة واحدة ، وجود أزلي ، حضور صامت جاف ، ولبرز ، حينها ، تساؤل جوهري وهو ماالذي جعله أن يكون على تلك الشاكلة دون غيرها ، فهل نحن إزاء حكم ألهي أم قدري أصم وأعمى ، أم حكم تعسفي أعتباطي ، فلاجواب إلا أللهم إذا قلنا أنه تكون تكوينياُ ، والتكويني هو الذي يحدد البعد الخاص للرمزي . ثالثاُ : هو يركز على مفهوم أكتساب اللغة ، الموضوع الأصلي ، وهذا مفهوم قاصر وهو تطوير الرؤيا الفرويدية من الناحية الشكلية فقط ولايرتقي إلى مستوى الأنتقال من الفرويدية إلى اللاكانية ، والأصل هو ممارسة اللغة ، ممارسة اللغة كحالة ، وذلك لثلاثة أسباب ، السبب الأول أننا نتحدث عن اللاشعور الذي ينسجم مع الممارسة دون الأكتساب ، والذي له دور بنيوي في ممارسة اللغة في حين أن الأكتساب لايخلق ذلك الدور البنيوي مع اللاشعور ، وإذا أنبرى أحدهم ودافع عن لاكان بقوله أنه ليس من الضروري أن يكون لللاشعور دوراُ في تكوين اللغة ، سنقول له ، عندئذ ، ثمة أمران ، الأول إذا أنتفى هذا الدور فهذا يعني إن اللغة هي كلياٌ خارج اللاشعور ، وهذا التخارج لايمكن أن يحدث إلا من خلال ( العقل ودوره ) ، وإذا كان هذا هو واقع الحال فنحن إزاء حالة تدمر ( لاشعورية ) لاكان ولاتسمح لها بالبناء لأننا سندنوا عندها من محتوى ( الخيالي ) ، والثاني إذا أنتفى هذا الدور وأفترضنا حالة حيادية في دور العقل ، أصحبنا إزاء حالة لغوية جاهزة ، حالة جافة هناك موجودة في ( الواقعي ) هذه المرة ، وهذا مايجعل لاكان يتخلى عن تصوره وحتى عن تصور فرويد ،والسبب الثاني يزعم لاكان إن الإنسان وهو يكتسب اللغة ينغرس في نظام رمزي سابق الوجود ، إذا نحن إزاء ثلاثة أمور اللغوي والرمزي ونظام سابق للوجود ، وهذا يستحيل أن يصدق إلا في حالة الممارسة ، والسبب الثالث إذا كنا إزاء حالة أكتساب فأننا أمام وظيفة العقل ، والعقل هو حالة شعورية ، وإذا كنا إزاء حالة الممارسة فإننا أمام ( اللاعقل ) ، واللاعقل هنا حالة لاشعورية ، وإذا ما حذفنا محتوى الحالة ، أي أسقطنا جدرانها ، لحصلنا على مفهوم اللاشعوري وهو المطلوب . وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة والأربعين .
#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقض آركيولوجية ميشيل فوكو
-
نقض الإبستمولوجية التكوينية لدى جان بياجيه
-
نقض مفهوم القطيعة الإبستمولوجية لدى باشلار
-
نقض مفهوم التفكيك لدى جاك دريدا
-
الثورة ومرحلة مابعد العولمة
-
نقض مفهوم الصورة لدى أرسطو
-
نقض مفهوم المادة لدى أرسطو
-
نقض مفهوم الإحساس لدى أبيقور
-
جنيف 2 أم أنهيار سايكس بيكو ؟
-
نقض مفهوم الوجود لدى أفلاطون
-
نقض مفهوم المثل الإفلاطونية
-
نقض النوس ( العقل) لدى أناكساغوراس
-
نقض مفهوم العقل لدى هيراقليطس
-
نقض أنطولوجية بارمنيدس
-
نقض المنظومة الفلسفية لدى القديس أوغسطين
-
نقض مفهوم الزمن لدى القديس أوغسطين
-
نقض المنظومة الفلسفية لدى سبينوزا
-
نقض مفهوم العلل العرضية لدى مالبرانش
-
نقض مفهوم الإرادة لدى شوبنهاور
-
نقض مفهوم الفيض لدى أخوان الصفا
المزيد.....
-
تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس
...
-
مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن
...
-
فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد
...
-
كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
-
اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب
...
-
يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا
...
-
إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب
...
-
تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال
...
-
عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط
...
-
ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|