|
غيرةً علي قوس قزح
محمد رفعت الدومي
الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 01:25
المحور:
الادب والفن
لا غيرةً علي الشاعر الجلل "سعدي يوسف" ..
فــ "سعدي يوسف" شاء ملحُ الساحة الشعرية من الأنصاف أم أبوا ، ربيبٌ لخرافة ترتفع بغابة من الأشجار البعيدة عن المطلق المحلِّي الذي أوشك أن ينسحب بفضل الأنصاف مجدداً إلي "مضارب كندة" وما بعد العشية من عرار ، حتي لا نكاد نتعرف فيه إلا علي حساسية الشاعر وحدها !!
كما أنَّ شعره كفيلٌ وحده بالردِّ علي لائميه ، فهو مسلَّحٌ بامتدادات منوطة ، وهو غير عاقد العزم ، بأن تعصف بالمقدمات مباشرة ، وتكشف مباشرة عن عورات خصومه !!
ومن المؤكد أنَّ "سعدي يوسف" ليس لديه أثرٌ للردّ ..
ومن المؤكد أيضاً ، أن انخراط "اتحاد كتاب مصر" في الهجوم العصبيِّ علي أطراف الشاعر الكبير ، تعقيباً علي قصيدة له ، انتهك بها بعض المسكوت عنه حول "عائشة" ، هو تعقيب ضروريٌّ علي ارتباك تسريحة مصر القومية من الجذور ، ومبرر كاف للاعتراف باختلال الطريق ، وانتشار أقواس الخسائر في لهجاتنا ، ودوائرنا غير المكتملة كبشر قبل كلِّ شئ !!
تكريماً لمن ، ثار "اتجاد كتاب مصر" ؟!
سوف ينزوي السؤال في شكوك هزيلة بمجرد العلم أن الثورة علي "سعدي يوسف" ، سبقتها بحزمة من الساعات ثورة أخري من الإشادة بتسلل اسم "عبد الله بن عبد العزيز" ، ملك السعوديِّة الذي لا يجيد القراءة ، في غفلة من "ماعت" ، ربة العدالة عند المصريين القدماء ، إلي لافتة أحد شوارع "مدينة الأقصر" ، أول مدينة في الكون تخثرت فيها البهيمية ، وَولِدَ الضمير !!
وهنا ، تجلد ذاكرتي أبياتٌ للمهلهل بن ربيعة ، قالها حين أرغم علي تزويج ابنته بمن هو أقل شأناً من الخدمة في بلاطها المنسحب ، وهي أبيات تزدحم بالمفردات الحوشية ، تقول :
أنكَحَها فقدُها الأراقمَ في / جنْبٍ ، وكانَ الحباءُ من أَدَم ِ/ لو بأبانين جاءَ يطلُبُها / ضُرِّجَ ما أنفُ طالبٍ بدم ِ/ ليسوا بإخواننا الكرام ِ ولا / يغنونَ من عيلةٍ ومن عَدَمِ ..
من المؤلم أن تحدث سقطة "اتحاد الكتاب" من جرَّاء أول اختبار لصحة مصر الثقافية التي يبشرون بها القطيع ، ويكون الشاعر الكبير "سعدي يوسف " في المنتصف ، ومن الأشدّ إيلاماً أن يتَّحد دور المثقفين بدور قضاة محاكم التفتيش في القرون الوسطي بشكل منذر بردة فاحشة ..
لماذا ، كما كان يحدث في عام الإخوان المسلمين ، لا تدقُّ أجراس الغيرة علي هوية مصر التاريخية ، التي ربحتها بفضل فسيفسائها الوطنية المتنوعة ، وقوس قزح ثقافاتها ؟ ، سؤال هزيل ..
إنَّ طريقاً يليق بشاعر لابدَّ أن يكون عكس طرق الأنبياء ، هذا هو الشرخ الذي فطن إليه الشعراء الممتازون في كلِّ زمان ، فكما أنَّ وظيفة الأنبياء هي تفتيت الواقع إلي رموز وإشارات ، فإنَّ تفتيت الرموز والإشارات إلي واقع هي وظيفة الشاعر ، وهذا لا أكثر ، ما فعله "سعدي يوسف" ..
لقد أراد الشاعر الكبير أن يحطم عن عمد ، ولقد اتخذت القصيدة هذا الشكل ، لأنه ببساطة أراد أن يعبِّر بهذه الطريقة عما أراد أن يقول ، وكما أنَّ المتلقي ليس مرغماً علي الإيمان بكلِّ ما يقول ، هو أيضاً ليس "عاقلاً" بما يكفي ليلهمه الإيمان بكلِّ ما وصل إلي المتلقي عن رمل لا تلتقي أبداً كثبانه ، وحواف الخلق الشهيرة !!
بالإضافة إلي هذا ، فإنَّ لكلِ ظنون الشاعر نبعٌ قديم فهو ليس برائد ، وبعضها وصل إلينا عن طريق "عائشة" نفسها ، وهو يتميز عن غيره من هذه الناحية بفراغ نيته من أيِّ دافع نفسيٍّ فشل في السيطرة عليه ، إنما قراءته للمشهد في ضوء عقله فقط ، وهو لم يقل هجراً ، كما قال "المجلسيُّ" مثلاً في بحار الأنوار :
(كانت عائشة تشوِّفُ جارية وتطوفُ بها ، وتقول : لعلَّنا نصطاد بها شباباً من قريش ) !!
وهذه روايةٌ كذبها واضحٌ أكثر مما ينبغي ، وأعتقد أن نقمة "المجلسيِّ" الخشنة علي "عائشة" ، قد أربكت كاتبَ وحيه ، وجعلته ينسي أن الذكورة ليست حكراً علي شباب قريش البعيدين عن "المدينة" !!
كما أن الشاعر الكبير ، وكما يليق بشاعر كبير ، تجاوز بقامته تماماً مرمي أحجار الرجم برغبته في تربية الضوء في اسمه أو استقطابه له ، وله شعرٌ أقرب للشعر من هذه القصيدة الحدث :
طِلْعَت الشُمّيسهْ على شَعَرْ عيشهْ عيشه بنت الباشا تِلْعَبْ بالخرْخاشةْ !!
..
لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ ، تقولُ لي : سعدي !! أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ ... والصبايا ؟ كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
..
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى لكنهم جاؤوا وقالوا : ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ !! " كان وجهي وجهَ طفلتكم ، وليس من معنىً لتطريةٍ " .. أجابوني : النبيُّ أرادكِ !!
..
طِلْعَت الشمّيسةْ على شعَر عَيشة عيشة بنت الياشا تلعب ْ بالخرخاشةْ
..
وعائشةُ ، الحـُـمَيراءُ ، الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، والشَّعْرُ أحمرُ ، يا عطاَ الله !! كان محمّدٌ ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ، ينوي يُباشرُها وأحياناً يرى ما بين ساقَيها ، صلاةً .. هكذا ، ذاقتْ عُسَيلَتَهُ وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها .. هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ عائشةُ الحـُمَيراءُ ، الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، صنمُ النبي ّ !!
..
طِلْعَت الشمّيسة على شَعَر عيشة عيشة بنت الباشا تلعبْ بالخرخاشة !!
..
لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلن أن ناعمَ شَعرَِها سيظلُّ أحمرَ سوف تُعْلِنُ أنها ، أبداً ، محاربةٌ ، لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .. إنّ عائشةَ الـحُـميراءَ النبيّةُ بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء !!
..
طِلعت الشمّيسة على شعَر عَيشةْ عيشة بنت الباشا تِلْعَبْ بالخرخاشة !! ..
#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الآلهة يجب أن تكون سوداء
-
الناشطة بيبسي
-
شيفرة الشيخة موزة
-
قصيدة الفاجومي الأخيرة
-
الفاجومي مات !
-
الله ، المعسكر ، الفسيخ !!
-
مريم الثيِّب .. وشِباك الآباء الأوائل*
-
لا مرحباً بمواسم الزحف الحرام
-
السيسي .. والرقص في درجة الغليان
-
-إسهار بعد إسهار- كتاب جديد ل -محمد رفعت الدومى-
-
اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية
-
ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
-
روعة
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|