|
الموت المجاني يلاحق الناس في مدن وقصبات وطن الحضارات
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الموت المجاني يلاحق الناس في مدن وقصبات وطن الحضارات مللنا الموت بمفخخاته وعبواته وانتحارييه ، مللنا كواتم الصوت وعمليات الخطف والذبح وعلى الطريقة الاسلامية ؟!!! مللنا الرعب والخوف والجوع والظلم والفقر والعهر الذي يضرب باطنابه كل شئ في وطننا الذبيح . مللنا رائحة البارود والجثث المحترقة والمتناثرة على قارعة الطرقات وعلى صطوح المنازل وفي السواقي والترع وعند المساجد التي من المفترض ان تكون في منئ عن هذه التراجيدية التي تتكرر مشاهدها وفي اوقات مختلفة من اليوم وعلى طول العام . مللنا التشكي والشفقة والأسى من الصديق قبل العدو، مللنا من كل شئ وفي كل شئ ومن اجل اي شئ !!....من البؤس والخنوع والذل والرهبة والانحطاط ...ومن حياة لا يمكن لاي مخلوق مفكر او مفتكر ان يطلق عليها اسم الحياة ؟.... نعم هذا هو حقيقة ما يجري منذ سنوات في وطن اسمه العراق !...ولكن رغم قتامة هذه الصورة المظلمة والبائسة والكارثية ...رغم كل هذا لن يمل الموت من ان يحصد العشرات من الارواح البريئة وغير البريئة ومن مختلف الاعمار ومن كل الوان الطيف العراقي وفي المكان والزمان الذي يشاء ، فلا مرد له ولا وازع وبالطريقة التي يشتهيها ، وبعرس دموي وبصور ستبقى عالقة في اذهان وعقول الملايين ، والذين هم شهود وضحايا لكل الذي جرى ويجري ، وقد نحتاج الى عقود من السنيين لمعالجة هؤلاء الشهود لتخليصهم من درن ما لحق بهم من امراض وعلل نفسية وجسدية واجتماعية ، ليعودوا اصحاء !...هذا اذا تمكنا من معالجتهم . كم غريبة هي الحياة التي عاشها ويعيشها شعبنا وخاصة خلال العقد الاخير من هذا القرن !...تصورو... تدار شؤون البلاد والعباد بأسم الدين والشريعة الاسلامية ، ومن قبل أحزاب وامراء اسلاميون ، وتقام الاحتفالات والمراثي والمهرجانات وعلى طول العام باسم الدين وتحت عبائة الدين ، وكل من ينبس ببنت شفة او يبدي رأي مخالف يعتبر زنديقا ومتهرطقا تحل عليه اللعنة ، ويحق عليه غضب وكلاء الله في البلاد! قبل ان يحل غضب الله عليه يوم يقوم الاشهاد ؟ ! . يتم نحر الناس وقتلهم بأسم الدين وتحت عبائة الدين !!، ومن قبل المتدينين والمتأسلمين من أمراء ومفتيين ودعات ووفقا للشريعة وكل على هواه !!!، حتى عندما يتم نحر هذا الذي يصدر عليه حكمهم الالاهي !!! فيتم الذبح على الطريقة الاسلامية !!!!!مقرونة بثلاث تكبيرات !!حتى تتم شرعة الله !! ، وعززوا نهجهم وسلوكهم هذا بفتاوى واحكام اصدروها وفرضوها على الناس !، والويل والثبور لمن يخالفها او ينكر الاقرار بشرعيتها !؟ . هذا الذي يجري في بلدنا ، وهو واقع مرير .....وجماعتنا النشاما والغيارا ، الاتقياء الورعين !..الذين تكاد لا تستطيع ان تسمع صوتهم اذا حدثوك من شدة ورعهم وتقواهم !، ويبدون اشد الحزن على كل الذي يجري ، فيصدرون الاستهجانات والاستنكارات والتأوهات !، ويتذرعون الى بارئهم يطلبون الرحمة للموتى والشفاء للمصابين ومواسات المتضررين !. دولة قائمة على عدد من الكانتونات العرقية والطائفية والمناطقية والعشائرية والحزبية ( في القاموس والعرف السياسي نحن ليس لدينا دولة قائمة ) ، لدينا عدد من السلطات ومراكز القوى والتي تشكل هيكل السلطة ، والمبنية على المحاصصة التي اهلكت الدولة والمجتمع على حد سواء ، تم قيام مؤسساتنا الامنية والعسكرية والمخابراتية بالطريقة نفسها ، بل أسوء من ذلك بكثير ، فأضيف الى الاسلوب ذاته ، الرشوة والقبول في صفوف هذه المؤسسات عن طريق شراء القبول والمراكز والتعينات ووفق فلسفة الطائفة والحزب والمنطقة ، وغاب الشرط المهم والاساسي ، وهي الكفائة والمهنية والوطنية ، وبمثل هكذا تشكيلة لا يمكن ان يستتب الامن حتى لو زدنا هذا العدد بأضعاف مضاعفة . المواطنة هي اس كل شئ في البلد المتحضر ، وغيابها يعني أقرء على الدنيا السلام . الفساد والافساد هو العنصر المدمر لحاضر ومستقبل البلاد والعباد ، فكيف اذا كان رب البيت هو الحرامي ! ..فما العمل ؟ ...علينا ان نقرْء كتاب ما العمل ! ، ان الفساد يدخل الى الدولة كل ما هو سيئ ورديئ ومدمر ، ويخرج من الدولة كل ما هو خير وسليم وحريص وامين ومخلص ، وشتان ما بين الثرى والثريا . التركيبة الفكرية والسياسية والتنظيمية للقوى السياسية المتربعة على دست الحكم ، هي تركيبة غير مؤهلة لادارة الدولة والمجتمع ،ولا يمكنها ان تكون مؤهلة طال الزمن ام قصر ، لأنها قوى متخلفة وضد منطق التأريخ والتطور الطبيعي للمجتمع ، وهي معادية للديمقراطية والتقدم ولحقوق الانسان وللمرأة ولكل ما هو انساني والتعويل عليها وعلى تغيير نهجها ودفعها لتبني الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات ، وتكون المواطنة هي الفيصل والمعيار في التعامل مع الناس ، فهذه اطغاث أحلام ( وعشم ابليس بالجنة !) . وهذه ليست سبة لقوى الاسلام السياسي ، ولا من باب التحريض او الدعاية الانتخابية !، ولكن جوهر وحقيقة الاسلام السياسي ( هي قوى معادية للتقدم والديمقراطية وللامن والسلم الاهليين ، ولحقوق الانسان وللمواثيق والاعراف الدوليين ، هذه فلسفتها وهذا هو فكرها ، ومن يعتقد عكس ذلك فليأتني بالدليل ، ,ولاكن قبل ذلك ان ينظر الى ايران والسودان وغزة وافغانستان والقاعدة وجبهة النصرة ، والاخوان المسلمون ، وما يجري في ليبيا وغير ذلك لوكان المتربعيين على السلطة ديمقراطيون !....لأنتجوا لنا مفوضية مستقلة للانتخابات بحق وحقيقة وليست مفوضية محاصصة وتشريف ؟، ولانتجوا لنا قانون انتخابي عادل ينصف الجميع ويشرك الجميع ؟ ولم يتم تفصيله على مقاسهم وحسب رغباتهم وأهوائهم ؟، لو كانوا حقا ديمقراطيون لقاموا بتشريع قانون للأحزاب ، ينظم عملها ويراقب ايراداتها وبرامجها بما ينسجم مع مصالح العراق العليا ، وليمنع التداخل بين الوطنية الحقة والارتباط بالاجنبي ؟، لو كانوا ديمقراطيون حقا لقاموا بالتعداد العام والذي هو مطلب ملح ويصب في مصلحة العراق وتقدمه وتطوره ، والذي من خلاله يتم وضع الخطط والبرامج التنموية والخدمية والمشاريع الكبرى لتقدم البلاد والعباد ، والذي يحدد كذلك عدد اعضاء مجلس النواب ؟ . لو كانوا حقا ديمقراطيين لرفعوا الحيف والظلم الذي يقض مضاجع الملايين من الارامل واليتاما والمعوقين والعاطلين عن العمل والمهجريين والمهاجرين الذين يجوبون ارض الله الواسعة بحثا عن الاستقرار والامان والعيش الكريم ؟ . سؤال قديم جديد متجدد يطرح نفسه !!....متى يتوقف مسلسل الموت والدمار ؟...ويسود الامان والسلام في بلد السلام؟ ...هذا السؤال يجب ان يجيب عليه القائمون على امن البلاد والعباد !....وأن أعياهم السؤال ، وضاقة الحيل بيدهم ، وخانتهم احابيلهم !..فما عليهم ألا طريق واحد ، ألا وهو المغادرة وترك السلطة لاناس قد يكون بمقدورهم النهوض بمسؤولية هذا البلد لانتشاله مما هو فيه . بعد ظهر هذا اليوم ضرب الموت اطنابه ناحية بهرز ، الناس كانوا يجلسون في مقهى لينالوا شئ من الراحة والاسترخاء ، ولنفض متاعب الحياة عن كاهلهم لبعض الوقت ، واذا بسيارة مركونة بالقرب من هذه المقهى ، فتنفجر , محدثتا دمارا وخرابا وموتا للجالسين والمستطرقين في الشارع العام والمتبضعين من المحلات القريبة ، وراح ضحيتها ما يزيد على العشرة من الضحايا وعشرات المصابين ، وقد اصيب الناس بالهلع والوجوم من شدة وهول الفاجعة ، ليس لدينا ما نقوله سوى المواسات لاهالي الضحايا والمصابين ، والرحمة للشهداء ، والشفاء للمصابين ، والاستنكار والشجب لهذه الاعمال المجنونة ( على كل عود صاحب وخليل ....وفي كل بيت رنة وعويل ، ..وفي كل عين عبرة مهراقة ...وفي كل قلب حسرة وعليل ). ان على الضمائر ان تفيق من غفوتها ، وتستعيد رشدها ، ويعمل الجميع لايقاف حمامات الدم وانهار الدماء الزكية التي تجري في كل مدن العراق ، وليعلم الجميع بأن الدماء العراقية ليست معروضة للسمسرة والتجارة بها في سوق النخاسة ، فأن هذه الدماء ستتحول يومما الى نار تلضى لتحرق سافكيها ، وكما قال سيد الشعر وأيقونة العراق الجواهري ( أتعلم أم أنت لا تعلم ....بأن جراح الضحايا فم). صادق محمد عبد الكريم الدبش 9/12/2013
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعليق حول اللقاء الذي جرى مع بعض الاعلاميين بالسيد عمار الحك
...
-
في ذكرى ميلاد القائد الشيوعي الشهيد وضاح حسن عبد الامير (سعد
...
-
هل من نهاية للوضع العراقي الكارثي
-
التلويح بالحرب ...ارهاب امبريالي وخرق للمواثيق الدولية
-
ليتوقف العبث بمصائر الشعوب في المنطقة
-
التلويح والتهديد .....بالتهجير هو غراب بين وشر مستطير
-
قانون الانتخابات المزمع التصويت عليه في مجلس النواب
-
تعليق على قصيدة (حزب الشيوعيين حزب القمر ) للشاعر خلدون جاوي
...
-
الاستعمار والامبريالية نمور من ورق
-
الاخوان المسلمين ....وأخونة مصر
-
قاطرات التاريخ وما يطلق عليه اليوم الربيع العربي
-
قاطرات التأريخ وما يطلق عليه اليوم بالربيع العربي
-
مجدا لأذار الخير والسلام
-
مجدا لأذار ألخير
-
لترتفع الأصوات لأيقاف غلات الامريكان من اللعب بمصائر الشعوب
...
-
لمصلحة من تقرع طبول الحرب
-
ايقاف حمام الدم في وطننا الجريح ضرورة وطنية ملحة
-
العداء للشيوعية والعلمانية حلف غير مقدس
-
الفاشية لم تكن يوما قدرا على شعب من الشعوب
-
الفاشية لم تكن يوما قدر لشعب من الشعوب
المزيد.....
-
-يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة
...
-
ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا
...
-
إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س
...
-
العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
-
أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
-
على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
-
ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
-
مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
-
-الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
-
مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|