علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 12:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانتخابات العراقية والتلميــــع بالطيـــــــــــن ..!!
من حق المرشحين لانتخابات مجلس النواب الجديد في الثلاثين من نيسان القادم , التحضير لحملاتهم الانتخابية وفق توقيتات الترويج المحكومة بتعليمات المفوضية وفق قانون الانتخابات الذي اقره أخيراً مجلس النواب العراقي , بعد مخاضات عسيرة تعود عليها الشعب , نتيجة الصراعات السياسية التي تحكم علاقات الاحزاب والكتل المكونه لطواقم سلطاته , لكن موجة الامطار التي تسببت في كشف المستور , يبدو أنها دفعت المرشحين الى التعجيل في أطلاق حملاتهم أملاً في حشد الاصوات , فكانت زياراتهم الى المناطق السكنية المنكوبة مع طواقمهم الاعلامية ( المدججة ) بالكاميرات , على طريقة ( القادة الافذاذ ) القريبين من جماهيرهم أوقات المحن , بعد أن تحسسوا خطورة مواقفهم أمام ( ذراع ) الامطار الذي يبدو أنه أدار بوصلة أهتمام الناخبين للجهة الاخرى .
أن مجاميع الصور المتداولة في الاعلام , وخاصةَ على مواقع التواصل الاجتماعي , والخاصة بالنواب الحاليين وبعض السياسيين وهم يرتدون بدلات العمل والخوذ والجزمات , لايمكن أن تؤدي الغرض الذي اجتهدوا لتحقيقه , بل هي دلائل أثبات ترقى الى ادانتهم بالتقصير في مهامهم التي أنتخبوا لتنفيذها , ولاتصمد كل التبريرات أمام الحقائق التي يعيشها المواطن على أرض واقعه المرير .
لقد تعرضت المدن العراقية في موسم الامطار الماضي الى نفس ماتعرضت له من مشاكل في موسم هذا العام , لكننا لم نشاهد أحداً من هؤلاء المتداولة صورهم الآن , لسبب بسيط هو أن موعد الانتخابات كان لايزال بعيداً وتأثير ( لقطة الكامرة ) سيكون ضعيفا ً ولايستحق الجهد والعناء الذي سيتعرض له النائب خارج مكتبه المريح .
اذا كان المتراكم من أداء السلطات خلال العشرة أعوام الماضية ليس كافياً للتمييز بين الصالح والطالح أمام الناخب العراقي , فأن ماتتعرض له البلاد منذ أشهر وماتزال وصولاً الى موعد الانتخابات , من تدهور أمني خطير وفساد ضارب في جميع مفاصل الحياة وبطالة متصاعدة ,لابد أن يكون سبباً كافياً للتغيير , حتى قبل أن يقصم خراب الامطار الذي لم ينفع معه الترميم ظهور المخادعين , فالمشهد كالح ومشوًه وقد زاده قبحاً التلميع بالطين .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟