|
طوني ناغري، مقولات حول الحب
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 18:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مقولات حول الحب
الكتاب كومن ويلث نص: طوني ناغري ومايكل هارت منشورات: ستوك، باريس، 2012 تعريب: صلاح الداودي
التفرد 1
الهوى غلاّب
"ولتكن قصص حبّكم كمثل حب الزنبور والسحلبية."
جيل دولوز وفيلكس غاتاري ـ ألْف المكان
ص. 243
إنني أخشى أن تبقى العناصر النظرية المتراكمة إلى حد الآن مشلولة رغم قوتها، بدءا بجماهير الفقراء وحتى مشروع الحداثة المغايرة ومن الانتاجية الاجتماعية للعمل البيوسْسِياسي إلى حدود هجرة الإفلات الجماعي من الغطرسة الرأسمالية. إنني أخشى ذلك في غياب عامل جامع لكل هذه العناصر ومنطم لها ضمن مشروع متماسك. هو الحب ما ينقصنا...
ص. 244 ليس من الحكمة أن نترك الحب لرجال الدين وللشعراء والمحللين النفسانيين.
ص. 245 وهكذا فإن الحب ليس عفويا ولا سلبيا مثلما يُحكى لنا دائما. إنه لا يتنزل علينا هكذا كحادث صوفي. هو على عكس ذلك فعل وحدوث بيوسْسِياسي يُعتنى به ويتحقق في المشترك. الحب كذلك مبدع بالمعنى الفلسفي؛ إنه يُبدع الوجود. وبما أنه يقطع مع ما يسود فهو حادث أنطولوجي وهو بذلك إبداع للجديد. فالوجود كله حب.
ص.ص. 46-47 ومثلما ماهينا بين الحب وإبداع المشترك لا بد علينا من أن نعترف أنه هو بدوره وفي أعماقه متناقض وقابل للإفساد. إن ما نسميه اليوم حبا في الفهم العادي والثقافة الشعبوية هو قبل كل شيئ تعبير عن أشكاله الفاسدة. وتكمن بؤرة الفساد في تحول الحب من حب المشترك إلى حب ماهو هو أو تحويله من إبداع المشترك إلى التكرار أو إلى مسار تطابق. فلا يميز الأشكال الموجبة والحيوية للحب إلا التفاعل الدائم بين المشترك والتفردات. يجدر أن نذكّر أنه من بين أشكال الحب الفاسدة ذلك الحب الهووي أو حب ماهو عينه هو هو، الذي يتأسس على سبيل المثال على تأويل ضيق لفرض حب كل إنسان لنا معه قرابة بفهمه كواجب حب الأقرب الأدنى الأكثر شبها... فالعائلة والعرق والوطن هي أشكال المشترك الفاسدة وهي أصل داء الحب الفاسد. نستطيع القول ههنا من هذا المنظور أن نقول أن الشعبويات والوطنيات والفاشيات ومختلف الأصوليات الدينية ليست غارقة في الحب غرقها في الحقد بل هي شكل حب هووي فاسد إلى درجة مريعة.
ص.248 يفرض الفهم المعاصر الغالب على الحب الرومنسي في ثقافاتنا، ذلك الأصل التجاري الذي تستغله هوليوود على مدار الساعة، يفرض على الزوجين الذوبان في واحد أوحد. ففي سلسلة الشريط الإضطراري لهذا الحب الرومانسي الفاسد - امراة ورجل - زواج - عائلة -، ويعثر الناس على أنصافهم كقطع ورق اللعب التائهة ويشكلون أو يرتقون منها كُلا أو قطعة كاملة تبدوا جديدة.
ص.249 يجب أن نعرف الحب على العكس بالتقاء وتجريب التفردات في المشترك وجعلها بدورها مبدعة لمشترك جديد ولتفردات جديدة. بينما يعرف في السياق الأنطولوجي كصيرورة حب أي كصيرورة بناء وأما في السياق السياسي فلا بد من أن نؤكد على طاقة الحب التركيبية. يؤلف الحب التفردات تماما كما تؤلف مقاطع التوليفة الموسيقية لا كوحدة وانما كشبكة علاقات اجتماعية. وبالتالي فاننا لا نفهم الحب كفعل مادي وسياسي الا بضم جناح تأسيس المشترك إلى جناح تأليف التفردات.
ص.255 فسحة (استراحة أو فاصلة)
هو قوة لمواجهة الشر
" وهنالك يا هوراتيو أشياء لا تحصى في الأرض وفي السماء أكثر مما تحلم به فلسفتك"
هامات، شكسبير
ليس يين يدي الفقير إلا سلاح الحب كي يتحرر من حياة البؤس والوحدة ويكرس حياته لمشروع بناء المشترك.
ص.259 أما فيما يتعلق بالأنتروبولوجيا السياسية فنحن نقترح تصور الشر كانحراف وافساد للحب وللمشترك.
ص.261 وعلى ذلك فان أول سؤال يطرح في مواجهة الشر هو: أيّ نوع من الحب تم افساده؟ أيّ حالة من حالات المشترك أُفسِدت؟ عادة ما ينشدّ الناس إلى الحب الذي انقلب إلى شر وإلى الأشكال الفاسدة من المشترك. وذلك للأسف كل ما يعرفونه عن الحب وعن المشترك. حبّ إيه...؟ إنتَ عارف...؟
ص.ص.262-263 ولذلك فليس الحب مجرد محرك أنطولوجي يبدع المشترك داخل المجتمع ولكنه أيضا ساحة معركة مفتوحة. فعندما نفكر في اقتداره لا بد من أن لا ننسى أبدا أن حياته ونتائجه غير مضمونة آليا. فالحب يمكن أن يضعف أو يتوقف أو يدمر الصيرورة. ولأجل ذلك فان معركتنا ضد الشر تستحق منا كل تضحيات التدرب على مشقة الحب وتعلم أسراره. يأخذ الحب كذلك شكل الغضب والعصيان والتضاد... هكذا تُبْدَع الجماهير...
ص.264 يمكن للحب أن يكون ملاكا، ملاكا مسلحا.
ص.265 يحيّي ليوباردي صراع الحب الدائم الذي لا يعير أي اهتمام لما ينتظرنا من قوى البؤس الهائلة. ولكن الإنتصار محدّق واخماد البركان لا يكون الا بتنظم الأمل المبدع خلاّق الجماعة البشرية.
ص.267 عندما يكون الحب أقوى من الموت يمكننا حينئذ مواجهة الشر بالحب...المعركة متواصلة ولا بد من النصر.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طوني ناغري، مشهد مقتطع من -ثلاثيّة الاختلاف-
-
من الصفحة ما قبل الأخيرة و الاخيرة من كتاب أيوب، قوة عبد الل
...
-
طوني ناغري، تمهيد الطبعة الفرنسية لكتاب لانْتو جونيه، محاولة
...
-
طوني ناغري، ثمان فقرات في عمود الحب
-
عدا الفن لا شيئ عظيم يا احمد مانديلا أو نيلسون نجم
-
الأسير البطل مروان البرغوثي ينعى مانديلا مقتطف
-
هُوتْ فورّيرْ
-
حول أحمد فُؤاد نجم؛ سؤال اخير موجه إلى اللّه: ما مدى ايمانك
...
-
سؤال موجه إلى اللّه: هل تؤكّد موت أَ.فَ.نَ؟
-
أحمد ماتْ، فؤاد ماتْ، نجم ماتْ اللّه غاضب اللّه غاضب اللّه غ
...
-
الصندوق الأسود، لا الكتاب الأسود إلى كل سياسي تونس جميعا
-
ستة دروس بين جناح الوالدة
-
سُوريز الشتاء
-
لتسقط عيون الجبناء
-
باردة سوداء
-
انتهى الشعر-الكذب
-
أول وهلة/آخر وهلة
-
دراماتيك كولاكْشن
-
وجدتها
-
إلَهِي أكثر من إلهي
المزيد.....
-
دانيل ليفي لـCNN: إذا كان ترامب يعتقد أن دول الخليج ستدفع تك
...
-
خبير إسرائيلي يقوّم خطة ترامب للسيطرة على غزة وترحيل الفلسطي
...
-
حديقة حيوانات أوريغون تحتفل بولادة فيل صغير جديد بعد 20 شهرً
...
-
الأمن الروسي: احتجاز 4 نساء جندتهن المخابرات الأوكرانية لتنف
...
-
بريدنيستروفيه تؤكد استمرار عملية حفظ السلام الروسية
-
جندوا الثعابين والعقارب وجعلوا الأرض تطلق النار على الغزاة!
...
-
الرئيسان الإماراتي والفرنسي يبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيج
...
-
هيئة الإذاعة البريطانية تعترف بتلقي تمويل من الـUSAID
-
مباشر: خطة إسرائيلية لتسهيل مغادرة سكان غزة وروبيو يزور تل أ
...
-
غالانت يكشف تفاصيل هجوم البيجر على حزب الله وإدارة الحرب بغز
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|