حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 13:15
المحور:
القضية الفلسطينية
إلتقت قناة العربية الفضائية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ( أبو مازن ) ، وحاورته حول القضايا
والشؤون الفلسطينية المختلفة ، عند زيارته الى الأردن لإجراء بعض الفحوصات الطبية ، وسألته عن ما مدى صحة، ما تناقلته وسائل الإعلام حول نية الرئيس محمود عباس لإختيار نائبا له ، فأجاب السيد أبو مازن، نعم إننا سنقوم بذلك عبر الإطر الشرعية لتنصيب نائب لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية .
أن من يسمع جواب السيد أبو مازن يستبشر خيرا بما قاله ، لكي لا تتكرر التجربة مرة إخرى مثلما حدث في فترة حكم الرئيس الراحل ياسرعرفات والذي رفض الى آخر يوم في حياته إختيار نائبا له ، وهذا ينطبق على البعض من الزعامات العربية ، التي لا تتحمل حتى مشاركتها في بعض القرارات والسياسات المصيرية من قبل نائب لهم ، فكيف بهم أن يتحملوا القيادة الجماعية !! .
ولكن للإسف الشديد بعد كلمة نعم التي قالها الرئيس الفلسطيني أضاف مباشرة ، أن الأعمار بيد الله، ولا يعرف المرء متى يفارق الحياة، فلذلك يتطلب منا إختيار نائبا للرئيس ، فمن يسمع كلام السيد أبو مازن هذا يشعر بالإحباط بعد لحظات التفائل لإختيار نائب له في المستقبل القريب .
لأن يبدو أن السيد أبو مازن يفهم أن ممارسة مهام نائبه ونشاطه، لا يمكن أن تبدأ إلا في حالة وفاته، نتمنى له العمر الطويل طبعا ، حيث يبقى هذا النائب مجمدا وبدون نشاط فعلي يذكر حتى غياب الرئيس الأبدي ، ومن هنا يمكن أن نقول، فلا ضرورة ولا أهمية للنائب إذن ، إذا كان مجرد إسما وظيفيا فقط ، لا يستطيع أن يقدم ولا يؤخر كنواب بعض القادة العرب .
أن صلاحيات ونشاطات نواب الرئيس ينبغي أن تكون جزء لا يتجزأ من صلاحيات ونشاطات الرئيس نفسه ، وأن يحل محله في حالة غيابه لأي سبب من الأسباب، وأن يقوم بمقام الرئيس ، وإلا مامعنى أن يكون هناك نائبا للرئيس؟ ، فهل المطلوب منه أن يكون إحتياطا ليوم من الأيام ؟، أو يبقى بالإنتظار حتى غياب القائد نهائيا .
ونحن الذين أدرى بقادتنا من غيرنا، ونعرف جيدا إنهم باقون في السلطة مدى الحياة ، حتى أن يغيبهم الموت ، ولم تشهد منطقتنا أن إستقال أو تنازل قائد عن السلطة طواعية ، إلا بعد الوفاة أو كما حدث للدكتاتور صدام في التاسع من نيسان عام 2003 وهروبه المخزي الى الأبد .
نتمنى على القائد الفلسطيني محمود عباس، أن يكون نائبه شريكا فعليا له، لكي يجسد بداية طريق الإنتقال الى مرحلة العمل الجماعي من خلال القيادة الجماعية ، ومن ألأفضل أن يكون هناك أكثر من نائب للشؤون الفلسطينية المختلفة، لأن القضية الفلسطينية ينبغي أن تدار من قبل العقل الجماعي، والذي لا يمكن أن يتحقق هذا إلا من خلال مشاركة الجميع ، ونأمل أن لايكون نائب الرئيس المنتظر كباقي بعض نواب الروؤساء العرب إن وجدوا أصلا !! .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟