صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 06:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نص: الرفيق طوني ناغري
منشورات: دار بايار، باريس، 2002
تعريب: صلاح الداودي
يتحاوز الألم المنطق ويفوق عقل العقل وحدود اللغة. ان الألم هو الفاتح لعرش الجماعة الروحية. فكل ذوات الجماعة العظماء كونتهم آلامهم. أولئك الذين يصارعون كل سلطة تخوض ضدهم حرب افتكتك وقت حياتهم هم في الأقل كذلك. أولئك الذين عاودوا اكتشاف الزمن كاقتدار، كرفض للعمل المُستَغَلّ وأنظمة الأمر والنهي التي قامت على الإستغلال. آلام المعاناة هي الأساس الديموقراطي للمجتمع السياسي في حين ان الخوف هو الأساس الديكتاتوري التسلطي. السيد هوبس مثلا وكل اولئك الذين تسميهم الفلسفة السياسية "واقعيين"، هم في الحقيقة وقبل كل شيئ خونة لكل أخلاق لانهم يضيفون الخوف إلى بؤس الحياة ويجعلون منه أساسا بطريقة لا أحقر منها على الإطلاق. لنا ما يكفينا من آلام الحياة وهي لا تحتاج الى هذه الزيادة الخانقة لمصيرها...
ان وجود المعية الذي تترافق فيه الحياة مع الموت وطاقة الاقتدار والفعل معا هو ابداع للجماعة وزخم امكانيات خارق. وانما لا نستطيع التعايش مع مفارقات أيوب كما هي إلاّ على هذه الحدود. فطاقة الاقتدار والقدرة على التحمل هما البعدان الذان يكمّلان الحياة القاصرة. ولذلك يُفتح في وجوهنا عرش الحياة جماعة أو باب جماعة الحياة وروح الحياة من جديد دما ولحما.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟