صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 06:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الفقرة الأخيرة وقبل الاخيرة من تمهيد الطبعة الفرنسية لكتاب لانْتو جونيه، محاولة حول أنطولوجيا جياكومو ليوباردي
نص: طوني ناغري
منشورات كيمي، باريس، 2006
تعريب: صلاح الداودي
وأنا أعيد قراءة ليوباردي في الثمانينيات وهي أتعس سنين اعادة البناء بعد أزمة 68. وبينما كنا غارقين في الاشتراكية الواقعة، منحتني هذه القراءة الجديدة فرصة اعادة بناء أساسات الخطاب الفلسفي السياسي الذي كان يقترح مشروع تغيير ما أبعده عن كل وهم ولَكَم كان قدرة على تخيل ذاتية جديدة والتحليق في سماوات أخرى. لم تكن هذه التجربة لتخصني لوحدي كتجربة فردية. هي كانت بالتأكيد فريدة ولكنها كانت بفعل فرادتها الخاصة متعددة كثيفة. هي لا تنهل من التجربة الليوباردية وحسب بل تعيدنا إلى كل أزمنة أزمة الحداثة. وهي تخص الوضع في ايطاليا وفرنسا وأوروبا وأمريكا بعامة. كم كان شعرك قويا ليوباردي. فأنت تعبّر في قصيدك الأخير وبكل الوضوح عن مشروع " ابداع الجماهير" كحركة اعادة تشكيل للذوات الحرة لمقاومة الطغيان. ولم يكن الأمر ليتعلق فقط بضم الشعر والايطيقا لبعضهما البعض وانما بابتكار أشكال جديدة من الحرية. تلك هي مهمتنا انطلاقا من اليوم واليوم الموالي.
لكل تلك الأسباب فإن صدور هذا الكتاب في اللغة الفرنسية لهو خبر جدّ مميز. أشكر كل الأصدقاء الذين جَدّوا في ترجمة هذا الكتاب العنيد. فلنحلم معا بتخيل مَخرج جماعي من الأزمة ومن الوحدة ـ العزلة.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟