وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 22:05
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
نوري السعيد يزداد قوة
التغيير الذي حصل في القصر أدى إلى تقوية نوري في السنة التالية مباشرة , إذ أصبح الوصي البالغ السابعة والعشرين من عمره , والعديم الخبرة , خاضعاً كلياً له . وإضافة إلى هذا فإنه كرر ما فعله في المرة الأولى التي تسلم الحكم فيها , إذ ملأ المراكز الهامة في الحكومة برجاله , ولكن من الواضح أن هذا خلق موجة من الاستياء . وفي هذه الفترة , وخصوصاً بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في أيلول ( سبتمبر ) 1939 , دعمه البريطانيون إلى حد فاق كثيراً ما فعلوه سابقاً . ولكنهم لم يقدموا له دعماً غير مشروط . وهذا واضح من الموقف الذي اتخذوه في شباط ( فبراير ) 1940 , عندما بدا و كأن نوري يحاول توريط معارضين أبرياء في مقتل وزير ماليته رستم حيدر . وجاء في مذكرة معاصرة للخارجية البريطانية : (( من ناحية , أن اللواء نوري هو الأكثر صداقة ( لنا ) على الاطلاق بين سياسي العراق , وإذا كانت الأمور الأخرى متساوي , فإن لنا أن نرغب في بقائه في السلطة أطول مدة ممكنة , وخصوصاً في الظروف الراهنة . ومن ناحية أخرى , إذا سمحنا له بالتخلص من كل معارضيه بوسائل تدعوا للشك فإننا سنواجه خطر أن ينظر إلينا كشركاء له في القمع أو حتى في الجريمة )) . ولكن الدعامة الحقيقية لموقع نوري في ذلك الوقت كانت تقدمها مجموعة الصباغ العسكرية , التي استمرت في العمل عن قرب معه ومع حليفه وزير الدفاع طه الهاشمي حتى هزيمة فرنسا في حزيران ( يونيو ) 1940 , عندما تطور عند المجموعة اعتقاد بأن توجه نوري الشديد الموالاة للبريطانيين لم يعد يخدم المصلحة الوطنية . ويبدو أن نوري حاول تغيير رأي الصباغ . ويقال أنه أخبره مرة أنه لو كان يعرف أن الانجليز سيخسرون الحرب سيكون أول من يسحب مسدسه ويطلق النار عليهم . وسعى نوري كذلك إلى جر البلاد رسمياً إلى الحرب . ونظراً لأنه كان يأمل , كما هو واضح أن يكسب رشيد عالي إلى جانبه , فإنه أخلى قبل ذلك بثلاثة أشهر منصب رئيس الوزراء لصالحه , محتفظاً لنفسه بحقيبة الشؤون الخارجية فحسب , ولكن ليس قبل أن يحيل إلى التقاعد قائمة من المتعاطفين مع رشيد عالي في الجيش , وأرادوا له يداً حرة أكثر مما كان نوري يرغب في منحه . يتبع
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟