علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 11:55
المحور:
الادب والفن
أريدُ أن أسرقَ الله
أسرقُهُ من عار الفضيحة
وورطة الإنتظار .
أُفكرُ أن أستخدمَ نفوذي معهُ
كمواطن ٍ كوني ٍ يعيشُ في العصر الامريكي المرح
أنصحهُ بأن لايؤلفُ كتباً تمجدُ الموت
ولا يُهدي لنا أطفالاً جاهزين للقتل في كل دقيقة ٍ .
أريدُ أن أسرقَ الله
من الغرق في بحيرة الدم ِ .
أسرقهُ من الضباع
آكلي لحوم الملائكة .
أبحثُ لهُ عما يحميهِ
عما ينتشلهُ من الظلمة
من قاع الصمتِ
وزمهرير الأماكن المرتفعة .
أريدُ أن أتغلغلَ فيه ِ
أن أتركهُ يتسربُ كالدم في غصوني .
أريدُ أن أمنعهُ من ممارسة الإنتحارات بطرق ٍ عشوائية
أنصحهُ في أن يفكرَ بالإنتحار , أذا شاءَ بجدية ٍ
ولو لمرة ٍ واحدة .
أيها الله
أيها اليتيم الذي لا أب لكَ
ولكَ جميع الآباء
أريدُكَ أن تولدَ من جديد
بهياً ومحبوباً من الجميع .
أريدُ أن أراكَ كما أنتَ
مازجاً في جسدكَ الذكورةَ والإنوثة
وأن لايتزوجكَ أحدٌ سواكَ .
أريدُ أن أمنحكَ حرارةً
لاتمنحها صلاةٌ ولا قربان
أمنحكَ مرآةً بيضاء
لترى وجهَ العالم أبيضَ .
أريدُ أن أنقذكَ من الأساطير والرموز وقهقهات الكهان
أن أستلكَ كما تُستلُ شعرة الذبيح ِ
العالقة ُعلى حد السيف
أن أحرركَ من الجوقة
من سيف مسرور
وعمامة الحجاج
أن أنقذكَ من الندب واللطم والنواح
أنتزعكَ من بين الأسنان
ومجزرة الورد
من الحنان الذي يكبلكَ بسلاسل الدموع
أنقذكَ من العيون النهمةِ
من مخالب الكلمات ونواطير الجنة .
أحرركَ من مالك *
وكرسي الإعتراف
من الندم وصخرةَ الخطيئة الرابضة فوقكَ منذُ عصور .
لاتخجل مني يا الله
أنا طفلُكَ وحاميكَ
قرشُكَ الأبيض في الأيام الرعناء
أكسوكَ لا بكلماتي وبخار أنفاسي
أكسوكَ بالحقول والماء وضوء الشمس
أزينُ وجهكَ بالينابيع والغابات وأزهار النرجس البري .
أريدُ أن أسرقَك َ يا الله
أسرقك من اللصوص وقطاعي الطرق
من المرابينَ كي لايحنطوا جسدكَ
ولا يدفنونكَ في هاوية .
أسرقكَ من الملاكين والملوك الذين سرقوا عرشكَ ذات صدفة
جلسوا على كرسيكَ البسيطَ الذي صنعتهُ من قصب الهور
كرسيكَ الذي كان يطفو فوق الماء
كما تطفو مشاحيف فقراء الأرض
كرسيكَ لو تدري ماذا فعلوا به َ
كرسيكَ الذي غدا أعرجا ً
الذي غدا مهجوراً
الكرسي الذي غدا نفاية .
* مالك المكلف بشؤون سكان جهنم كما ورد في القرآن
علوان حسين
شاعر من العراق طاف تحت الماء
[email protected]
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟