هل أنت صندوق مغلق أم مفتوح ؟ رؤية في إدارة الذات .

علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 14:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يشير علماء نفس الشخصية أن قدرة الفرد على أدارة نفسه وقدراته في مواقف التفاعل الاجتماعي يظهر بدرجة كبيرة من خلال ما يبديه الشخص من استجابات وأفكار ومشاعر وألفاظ للآخرين ، إذ وفق هذه الاستجابات نستطيع أن نحكم مدى سيطرة الشخص على بيئته الاجتماعية أو أنه قادر على حل المشكلات التي تواجهه ، وما مقدار صلابته النفسية وعزيمته في تحدي المواقف الشخصية الصعبة ، والمثيرات المزعجة مثل تخطي عقبة دراسية أو فشل معين في مهمته الوظيفية أو سخرية الأخرين ونقدهم له ، أو ظلمهم وعدم أنصافهم ، أو محاولة الاعتداء عليه .
وعلى العموم عند تحليل الدراسات النفسية الحديثة ومنها دراسة (Timm,2001) بشأن الإدارة الناجحة للذات ودراسة (Mayer et.al ,2001) بشأن أدارة الانفعالات و (Covey,2000) بشأن السيطرة على الذات و (Kopasa,1979) بشأن الصلابة النفسية . نجد أن هناك ثلاثة أنواع من الاشخاص ، يختلفون في قدرتهم وسيطرتهم على ضبط صناديقهم النفسية ، ويقصد بالصناديق النفسية ، بأنها المخزن النفسي الذي يودع فيه الفرد الذكريات والخبرات الشعورية المؤلمة تجاه أحد الاشخاص في البيت او المدرسة او العمل . لذا فأن كيفية تصرفك حيال الاشخاص الذين يودعون هذه الخبرات في صندوقك النفسي والتحكم فيها سيعكس مدى أرادتك وتحملك لهم .
ويؤكد علماء النفس إن لإدارة الفرد صندوقه النفسي أثرا كبيرا على حياته الشخصية والاجتماعية لأن على أثره ستتحدد استجابته السلوكية (كالغضب مثلا) وما ستؤول إليه نتائج العلاقات مع الآخرين، فضلا عن ذلك ستظهر هذه الإدارة قدرة الفرد في حسن التحكم بنفسه ، وسيطرته على عواطفه ومشاعره ، وإذا ما كان سينجح أو يفشل في حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية .
- نمط الصندوق المغلق : وهو ذلك الشخص الذي يحتفظ بنقد الاخرين وأساءتهم إليه ، ومشاعرهم السلبية اتجاهه في صندوقه النفسي من دون محاولة الرد عليها ، او مقاومتها ، بل كل الذي يظهره هو الخضوع والاستكانة ، والتقبل لما يُقال او يُفعل بحقه . ونتيجة لذلك فأن هذا الشخص من وجهة نظر (Covey,2000) معرض لأخطار الاصابة بالمشكلات النفسية ، مثل تدني مفهوم الذات ، والتعرض للاضطرابات النفسية الجسمية كقرحة المعدة والصداع ، وفقدان الثقة بنفسه ، والقلق والخوف من الآخرين ، ويخسر الكثر من الامتيازات في الحياة لأنه لا يدافع عن نفسه أبدا .
- نمط الصندوق المفتوح : وهو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يحتفظ بالخبرات المؤلمة التي توجه اليها بل سرعان ما يفتح صندوقه النفسي ليرد هذه الخبرات المؤلمة بمثلها سواء كانت الفاظ او مشاعر او تصرفات ، لذا يعاب على هذا النمط كما يرى (Timm,2001) بأنه لا يقاوم نقد الناس إليه ، ولا يظهر أي تسامح معهم ، بل يرد عليهم بصورة مباشرة وسريعة حتى من دون فهم الاسباب التي دفعت الاخرين لنقده أو لومه . وبذلك فأن هذا النمط غير حكيم ، ودائما ما يخسر أصدقاءه او شركاءه في الحياة ، ويعاني من متاعب وعقوبات كثيرة ، ويدخل في نزاعات وصراعات غير مجدية .
- نمط مدير الصندوق : يتصف هذا النمط كما يصفه علماء النفس بالنجاح ، وذلك لأنه حكيم في تصرفاته ، ويعرف متى يغلق صندوقه النفسي فيما أذا تطلب الموقف الحالي سمات الحلم والصبر والتحمل لفترة من الوقت حتى يستطيع الشخص أن يحقق أهدافه ، وكذلك يعرف متى يفتحه كي يستطيع أن يرد الاعتبار لنفسه ، او يصحح نقد الأخرين له ، او يوضح وجهة نظره ويدافع عنها . لذا فأن هذا الشخص من وجهة نظر (Kopasa,1979) يظهر قدرة على تحدي ضغوط البيئة وأحداث الحياة ، وتحويلها الى خبرات ممتعة ومشوقة ، وهو دائم النجاح في حياته وحل المشكلات التي تواجهه . وكذلك يحتل الاشخاص من هذا النمط مراكز عليا في التعليم والادارة وفي قلوب الاشخاص الآخرين .

#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات