صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 09:09
المحور:
الادب والفن
انحرافٌ نحوَ شرائعِ الغاب
7
... ... ......
وجهٌ كلّه هراء
هواياته مرتكزة على الشَّوشراتِ
مهترئُ الرُّؤيةِ
تجري في شرايينِه عُصيّاتُ الملاريا
يصبُّ عُصيَّاته البغيضة
على أسوارِ البساتينِ
على وهجِ النُّجومِ
على بتلاتِ الزُّهورِ
وجهٌ مكسوٌ بالخطايا
تسطعُ من عينيهِ
كلّ أنواعِ الشُّرورِ
كلّ أنواعِ الهمومِ
كلّ أنواعِ الفسادِ
الإنسانُ سببُ كلّ البلايا
مصدرُ كلّ الخطايا
لم يتركُ رقعةً من جغرافيّةِ الكونِ
إلا دشَّنها بالشَّظايا
الأرضُ حُبلى بالبراءةِ
تنمو فوقَ تلالِها أغصانُ الزَّيتونِ
ترفرفُ فوقَ سهولِها الفسيحة
أسرابُ الحمائمِ
الأرضُ مكحَّلةٌ بالوئامِ
تستقبلُ دفءَ الشَّمسِ
كلَّ صباحٍ
وعندَ المساءِ تغطّي جسدَها
بمنديلِ اللَّيلِ
تناجي ابتسامات النُّجوم
تغازلُ ضياءَ القمرِ
الأرضُ عاشقةُ الحبِّ والوفاءِ
أختُ الغيومِ
تقبِّلُ كلّ يومٍ قبّةَ السَّماءِ!
الإنسانُ بحرٌ مِنَ الهمومِ
حماقاتٌ هوجاء تتوالدُ من فكّيهِ
ليلَ نهار
لا يتَّعظُ من ملايينِ التَّجاربِ
من ملايينِ الحكماءِ
يسخِّرُ علومَ الحياةِ لجشاعتِهِ
لقهرِ ملايينِ البشرِ
لا يتوانى ثانيةً واحدةً
عن خلخلةِ نداءِ الطُّفولةِ
يقترفُ المعاصي بطريقةٍ بوهيميّة
يريدُ إعادةَ مجدَ الظُّلماتِ
تطوُّرٌ انزلاقيٌّ نحوَ حوضِ الخياناتِ
انحرافٌ لا يُصَدَّق نحوَ شرائعِ الغابِ
مَنْ يستطيعُ أَنْ يعيدَ توازنَ الرُّوحِ
في أصقاعِ المعمورةِ؟
... ..... .... ....يُتْبَعْ!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟