أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - ضرب الله بالحذاء














المزيد.....

ضرب الله بالحذاء


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 07:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلنا نعرف قصة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي. وخلال ثورات الربيع العربي، رأينا متظاهرين يرمون الأحذية على الشاشة التي تنقل خطاب الرئيس. ويظهر أن الله ذاته اصبح الآن مهددا بالضرب بالحذاء. فقد استوقفتني جملة لوفاء سلطان تقول فيها: "الإله الذي يأمر بقتلي سأضربه بفردة حذائي".

ولا اخفي عليكم بأني صدمت عند قراءة هذه الجملة. فعندما كنت صغيرا علمني اهلي بأنه يجب وضع الحذاء بحيث لا يكون نعله إلى فوق. وشرحوا لي بأن ذلك احتراما لله باعتبار ان الله في السماء، وادارة نعل الحذاء إلى فوق اهانة له. ورغم اني تعديت عمر الستين، فإني ما زلت احرص كل الحرص على هذه القاعدة، احتراما للعزة الإلهية. فما بالك بضرب الله بالحذاء! استغفر الله، استغفر الله.

ولكن جملة وفاء سلطان اجبرتني على التفكير. يا ترى إذا كان الله يأمر بالقتل، الا يستحق ألف حذاء على رأسه؟ ودون أي تردد حملت حذائي وتوجهت لعرش العزة ومعي الكتب المقدسة متوعدا الله بأني سوف اضربه بالحذاء. وفتحت باب الجنة واندفعت نحو العرش الإلهي وبيدي الحذاء. عندها استوقفني الملائكة صائحين: "شو صار فيك؟ انجنيت؟ إنت عارف فين إنت؟ وكيف تدخل الجنة دون ان تستأذن؟" عندها استيقظ الله من سباته واستفسر عن سبب هذا الهرج. فأخبره رئيس الملائكة مشيرا إلي: "هذا المجنون دخل الجنة دون استئذان يريد أن يرشقك بحذائه".

فأشار صاحب العزة على الملائكة لكي يحضروني امامه حتى يتبين الأمر بذاته. ودار بين وبينه هذا النقاش:

الله: لأي سبب تريد أن ترشقني بالحذاء؟
العبد الفقير: لأني قرأت في كتبك المقدسة بأنك أعطيت أمرا بقتلي وقتل أمثالي من البشر.

الله: انا أعطيت أمر بالقتل؟ هات برهانك.
العبد الفقير: كتبك المقدسة مليئة بأوامر القتل. وعبادك في الأرض يتذرعون بها ليعيثوا في الأرض القتل باسمك تنفيذا لأوامرك وهم يصيحون "الله أكبر". ألا تسمعهم؟ ألا ترى الأخبار؟

الله: مهلا مهلا. كتبي المقدسة؟ عن ماذا تتكلم؟ انا لا علم لي بهذه الكتب. هذه أول مرة اسمع بشيء اسمه كتب مقدسة. هل يمكنك أن تريني هذه الكتب؟
العبد الفقير: خذ وانظر. هذه هي كتبك. وقد وضعت اشارات كثيرة على الفقرات التي جاء فيها أوامر بالقتل.

تناول الله الكتب وأخذ يتصفحها وهو يفرك عينيه ويردد: لقد افتروا علي. هذه ليست كتبي، من أين لك بهذه الكتب؟
العبد الفقير: هذه هي الكتب التي انزلتها انت على انبيائك ورسلك.

الله: انبياء؟ رسل؟ انا لا علم لي بهم. فأنا لم ارسل أحدا. لقد افتروا علي. هذه كذبة اخرى.
العبد الفقير: ولكن هم قالوا ذلك. قالوا بأنك ارسلتهم وارسلت معهم هذه الكتب. وهناك عدة مليارات من البشر منذ آلاف السنين يعتقدون بذلك. فأنا لست وحدي الذي يقول بذلك.

الله: هون على نفسك. ضع الحذاء جانبا واستمع لي. هل ما تقوله حقا بأن مليارات من البشر يعتقدون فيما تقوله أنت؟ اريد منك جوابا صريحا. فأنا لا علم لي بذلك. هذه أول مرة اسمع بهذه الخبرية. خبرني. طمني. هذه أخبار مزعجة للغاية. إذا كان الأمر كذلك، فقد شوهوا صورتي. ألا تعلم يا بني بأنه إن جاءك فاسق بنبأ كان عليك أولا ان تتحقق منه؟ أليس هذا ما علمك المدرسون في المدرسة؟
العبد الفقير: ليس هذا ما علموني. كل ما علموني هو: اسمعوا واطيعوا، وأن بعض الظن اثم، ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.

الله: الآن فهمت مصيبتكم على الأرض. انا اعطيتكم عقل تستعملوه، ورجال الدين صادروا عقولكم وافتروا علي الكذب. خذ حذاءك وارجع الى ربعك واعمل بنصيحتي إذا رأيت رجال الدين: "اذن من طين واذن من عجين".

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]





#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أي مدى الصراحة مع المسلمين؟
- الدين الفنكوش والخطر الداهم
- ما فائدة الحوار مع المسلمين؟
- أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟
- اعتراف محمد الأخير
- قاعات مشتركة للعبادة وحل مشكلة المسجد الأقصى
- حوار حول طبعتي للقرآن
- القرآن بين الفهم والبصم
- قرآن سعودي للببغاوات
- القرآن: طبعة علمية منقحة
- نكتة مؤلف القرآن رقم 3
- نكتة مؤلف القرآن رقم 2
- نكتة مؤلف القرآن
- آيات القرآن المحرفة وفقا للشيعة
- القرآن كتاب محرف
- عقوبة تحريف القرآن عند وزراء العدل العرب
- اعادة طبع القرآن
- الشيعة يهملون القرآن
- طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا
- قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - ضرب الله بالحذاء