عبد اللطيف عبد الرحمن مراد الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية
عبد اللطيف عبد الرحمن الوندي
أينما يولي العراقيون وجوههم يجدون الفساد الإداري والمالي وهو ينتشر في جميع أوصال الوزارات والمؤسسات العراقية ولم تعصم أي وزارة أو مؤسسة حكومية أو مرتبطة بالحكومة من هذه الآفة التي ترسخت في الذهنية الجمعية الحكومية فالوزير أو مدير مؤسسة الذين ينأى عن الفساد يطلق العنان لأشقائه وأقاربه ليفسدوا في الأرض ، والمستفيد هو في نهاية المطاف ، كم من مريض معلول يبحث عن مال لإجراء عملية جراحية في جسده وهي في الغالب تكلفه مالا يعجز عنه وحين يلجأ لغيره لا يجد جوابا" يشفي روحه المعذبة وحين يجد فهو قليل لا يسد الحاجة بينما الرحمة أصبحت شعار الكذابين والدجالين وأهل الثروات والمصالح في حين تحولت المستشفيات العامة والخاصة إلى محلات جزارة تقطع الأوصال وتعجل الآجال ولا سبيل إلى الشفاء إلا مع العناء وياله من عناء يخترق الروح ويدمي القلب فهو ذل راتب وعذاب ناصب ولقد جربت الحاجة فوجدتها عاهر لاترضي بسوى الفضيحة حين تكشف عن عورتها ولا ترتدع وتبغي الفساد وتهلك اشد العباد بأسا وأقواهم شكيمة يمضي الوالد إلى عالم الفناء بقتل أو وباء أو علة دهماء وتظل الزوجة حيرى في عالم يحكمه الوحوش ومعها صغارها الذين تزداد متطلبات معيشتهم وتعليمهم وتغذيتهم وكسوتهم يكون الأذى لا يطاق والحمل أثقل من أن تنوء به ظهر ولا من معين وحين لا يجد الرجل عملا فهو كالمرأة العاقر لا خير فيه لأهله وقد يمضي في طريق ضلاله تهلكه وتطيح بحياته إلى هاوية الإذلال والهوان وربما جرفته سيول الفاقة إلى طريق غير سوي يبحث فيها عن بغيته فيرتكب المعاص ويقهر الناس ويسلب حقوق سواه ويكون ماله إلى التهلكة يالها من صورة هي ذاتها التي انتفض بسببها العرب في بلادهم وحطموا عروش حكامهم وربما خربوا غير آبهين بسلطة ولا بغد يندمون فيه على فعل حين وجدوا الوطن مرتعا للفاسدين وسجنا للمستضعفين فصار الدمار عمرانا بنظرهم والخراب بنيانا شامخا بحساباتهم
#عبد_اللطيف_عبد_الرحمن_مراد_الوندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟