أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب














المزيد.....

طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
ـــــــــ
في السودان, وعلى هامش حضورنا لمؤتمر الإتحاد العام لأطباء الأسنان العرب الذي اقيم في الخرطوم منتصف التسعينات رُتبت للوفود العربية المشاركة لقاء مع السيد حسن الترابي, وهو شخصية إسلاموية سياسية قضى نصف عمره في السجن ونصفه الآخر في مواقع القيادة والتأثير , وكان حينها في مقام المرشد لنظام الأخوان المسلمين بقيادة البشير قبل أن يحسم هذا الأخير حكاية المرشد حتى لا يصدقها الترابي ويبتلي على الطريقة الإيرانية في نظام ولاية الفقيه أو بعدها على الطريقة المصرية يوم إبتلى مرسي العياط مع مرشده وما عاد بمقدوره التمييز بين مهمته كرئيس للدولة أو واجبه كتابع للمرشد.
2
ـــــ
من لندن جاءنا أحد أطباء الأسنان العراقيين المنشغلين حد النخاع في المتاجرة, وأقول المتاجرة وليس التجارة لأن المعنى الأول يتسع ليشمل الإستعداد للإتجار بكل شيء من أجل المادة, وكان هذا الإنسان قد حسم أمر القدوم إلى السودان لا لغرض الفائدة العلمية, وإنما لآن المؤتمر سيوفر له فرصة أن يكون حاضرا في النشاطات ذات الصلة بالمقابلات مع المهمين من رجالات الدولة السودانية بوصفه عضوا في الوفد العراقي, مما قد يمنحه فرص الدخول المريح إلى السوق السودانية.
3
ــــــــــ
الترابي, الذي يسموه (ثعلب) السياسة السودانية, تحدث وحاور وأجاب طيلة ثلاثة ساعات متواصلة, وكانت الأغلبية من أعضاء الوفود العربية قد شاركته الدخول على خط الحوار, فالرجل لم يكن سهلا وكان له حضوره الدائم في المشهد السياسي السوداني وموقعا قياديا ورياديا في الحركة السياسية السودانية والعربية والإسلامية بوصفه أحد الرموز الإسلاموية الأممية, ونظرا لخزينه المعلوماتي ولتجربته السياسية فإن الجميع كان منشدا للإستماع إليه أو الحوار معه, أقول الجميع ناقصا واحد وهو أخونا طبيب الأسنان العراقي القادم من لندن, الذي إختفى لحظة دخولنا إلى قاعة اللقاء, غير أنه سرعان ما عاد إليها بعد أن أحس أن اللقاء شارف على نهايته.
4
ـــــــ
كالعادة في لقاءت كهذه كانت الفقرة الأخيرة هي الوقوف للتصوير مع الرجل, وقفنا جميعا دون أن يضيق أحدنا على الآخر أملا في الظهور في الصف الأمامي أو إلى جانب (الثعلب) مباشرة, إلا صاحبنا العراقي اللندني الذي كان عرض كتفيه قد أعانه على إزاحة العديدين منا لإحتلال موقعا ملاصقا للترابي راعى أيضا أن يكون إلى اليمين, ربما لإيمانا منه أن اصحاب اليمين هم أصحاب الجنة, وهو لم يكتفي بذلك الصيد فقط بل رأيته لحظة التصوير يمسك بيد الترابي ويسحبها إلى أمام لكي يظهر وكأنه صديق قديم له.
ورغم أن الموقف كان يدعو إلى الدهشة والإستغراب لدى البعض, والإستهجان لدى البعض الآخر, والهزء لدى البقية, غير إنني لم أكتفي بأي من تلك المواقف بل أردت أيضا أن أفهم السر الذي دعى صاحبنا لإلقاء القبض على يد الترابي. ولأن الرجل لم تكن ذا صلة بالوسامة وإمتداد القامة فقد إستثنيت من صفحة التفسير أن يكون دافع صاحبنا هو الإعجاب بوسامة الرجل وحبه لأن يسجل تلك اللحظة التاريخية تماما وكأنه يسجلها مع رشدي أباضة أو سعاد حسني. وما عرفت عن صاحبنا أنه كان مهتما بالسياسة ونجومها, أو أنه مشجعا من مشجعي فريق الإخوان المسلمين لذلك إستثنيت أيضا أن يكون قد إندفع في لحظة إنبهار ليزيح كل جماعته من أجل الوقوف إلى جانب حبيبه الترابي.
5
ـــــــــــــ
سألته, ياصديقي ما السر وراء الإمساك بيد الرجل قبل التصوير؟ أجابني (موشغلك), إلتهي بالعلم وباقي (القشمرات) أفضل لك, أما الجواب فسوف لن يتأخر عليك كثيرا.
فعلا لم يتأخر الجواب إذ أخبرنا أحد معارفنا بعد ذلك أنه زار صاحبنا طبيب الأسنان العراقي اللندني في مكتبه هناك ورأى صورة كبيرة له معلقة على الجدار وهو يمسك بيد الترابي, وفهمنا حينها أن صاحبنا بات يستعمل تلك الصورة لكسب ود بعض المستثمرين الذين يشجعهم للإستثمار في السودان بواسطة مكتبه, وكانت الصورة ومسكة يد الترابي تشي وكأن صاحبنا له تأثير ونفوذ كبير في الساحة السودانية.
6
ـــــــــــ
وقوف البعض من سياسي العراق أمام جدر الهريسة في عاشوراء, أو في مقدمة المواكب السائرة إلى حضرة الإمام الحسين(ع) ذكرني بمشهد صديقنا طبيب الأسنان العراقي اللندني, أو الرجل الذي غلب الثعلب, حينما لم يترك له خيارا سوى القبول بأن تخضع كفه الصغيرة لعملية الإغتصاب التي مارستها كفه الغليضة, وقد كفاه في حبه للترابي, أو في حبنا, لحظة التصوير لا أكثر



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية


المزيد.....




- فيديو يكشف عدد الحراس حول ترامب يثير تفاعلا بمؤتمر الحزب الو ...
- السعودية.. فيديو نص مسيء وخادش للحياء والأمن بقبض على يمني
- عدة إصابات في تحطم حافلة خارج نفق بالقرب من برشلونة
- -فتح- تعلن مشاركتها في -حوار الصين- لإنهاء الانقسام الفلسطين ...
- -أسوأ من مقدمي برامج تلفزيون-.. ماسك: بايدن لا يستطيع قراءة ...
- رصد طائرة تابعة للقوات الجوية البريطانية في أجواء أوكرانيا
- صور جوية تسلط الضوء على أماكن تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف بغزة ...
- Vivo تعلن عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
- -الأفعى الشريرة- تزور كوكبنا في العام 2029 مع رفيق -أرضي-
- -روس كوسموس- تطور مركبات تؤمن الاتصالات مع المركبات الفضائية ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب