علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 13:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!
يستمر مسلسل الحرائق في مؤسسات الدولة تحديداً , بتوقيتات ومواقع غالباً ماتكون مدروسة , وتنتهي التحقيقات فيها الى ما أصبح متعارف عليه حتى قبل حدوثها ( التماس الكهربائي ) !.
أحدث هذه الحرائق كان يوم أمس في الطابق الخامس للشركة العامة للزيوت النباتية في بغداد , حيث أعلن مديرها العام أن الحريق في ( قاعة التدريب ) , ونجمت عنه خسائر مادية طفيفة فقط , وكان بسبب ( تماس كهربائي ) , فيما أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأنه في ( غرفة مدير الشركة ) وتسبب في حالات اختناق لخمسة من الموظفين !.
بالرغم من محدودية الحريق , جاءت المعلومات عنه متضاربة بين ادارة الشركة ووزارة الداخلية حول التحديد الدقيق لموقع حدوثه , هل هو فعلاً في ( قاعة التدريب ) ام في ( غرفة المدير ) , الا اذا كان المدير العام استغل قاعة التدريب مكتباً له لسعتها أولاً ولعدم وجود ضرورات للتدريب في الشركة ثانياً !, لكن الأهم من ذلك هو غياب الشفافية في ايصال المعلومة للصحافة , وهو جزء مهم وفاعل في عرقلة الوصول للنتائج الحقيقية للتحقيقات في هذه الحوادث .
وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أصدرت ، في الـ25 من أيار2013، مجموعة توصيات للحد من تكرار "حوادث الحريق" في المباني الحكومية، بعد تقاريرالدفاع المدني التي تعزو أسباب غالبية الحرائق الى ( التماس الكهربائي ) , بسبب ( ضعف الشبكات الكهربائية وتقادمها ) , فيما شددت على رفع التجاوزات عن الشبكات الكهربائية، مطالبة بضرورة الإسراع بتشريع قانون الدفاع المدني .
توصيات مجلس الوزراء تشير الى أن البلاد لازالت بلا قانون للدفاع المدني !, رغم كل ماتتعرض له من مخاطر منذ عشرة أعوام ومنها الحرائق , في الوقت الذي نحن مقبلون بعد أشهر لانتخاب مجلس نواب جديد , دون أن نجد مبرراً واحداً للمجالس القديمة يخص عدم تشريع القانون , الا اذا كان تشريعه يشكل ( خطورة ) على الاطراف السياسية المتحكمة في خارطة أداء المجلس كما هو الحال في قوانين ( الاحزاب والنفط والغازوالتقاعد والتعداد العام للسكان ) , في الوقت الذي أنجز المجلس في دوراته السابقة جميع القوانين الخاصة بمنافع النواب وبالنصاب الكامل للتصويت .
لقد أوضحت خارطة ( الحرائق في المؤسسات الحكومية ) بشكل لاغبار عليه , أن ( التماس الكهربائي ) المتسبب في حدوثها , أذا كانت في مواقع محدده وبتوقيتات مدروسة , هو ( بفعل فاعل ) ومع سبق الأصرار , وان الاطراف التي قامت بها معروفة وان غنائمها موزعة بطرق ساهمت بأغلاق ملفاتها بختم ( التماس الكهربائي ) , لكن ذلك لايمنع من السؤال الأهم , من هي الأطراف المتسببة في بقاء المنظومة الكهربائية في العراق ضعيفة ومتهالكة وتتسبب في حدوث الحرائق في المؤسسات الحكومية تحديداً ؟؟.
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟