التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة درس نضالي في زمن الانبطاح النقابي

عبد العاطي اربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة درس نضالي في زمن الانبطاح النقابي

لقد استطاعت التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة أن تخوض معارك نضالية بطولية، امتدت لسنتين متتاليتين، و التي عرفت أوجها في الأسبوعين الأخيرين و لازالت مستمرة في أسبوعها الثالث....

و رغم الهجمة الشرسة من طرف النظام المخزني المغربي عبر الحكومة في شقها النصف الملتحي على الشغيلة المغربية عموما، و الشغيلة التعليمية بشكل خاص. في محاولة منها لكبح جماح أي محاولة للمطالبة بحقوقها العادلة و المشروعة... سواء من خلال سياسة الاقتطاعات من أجور المضربين دون سند قانوني أو من خلال التهديدات بالتوقيف بدعوى الانقطاع عن العمل، أو من خلال لجوئها إلى سياسة القمع الممنهج في حق الشغيلة التعليمية. و هو ما أكده التدخل الهمجي العنيف في حق مربيي الأجيال على إثر التظاهرة السلمية التي نظمتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادات يوم الاثنين 02 دجنبر، وكذلك اعتقال 17 أستاذا من بينهم أستاذة، و تقديمهم للمحاكمة... في محاولة من النظام المخزني، لثنيها عن مواصلة نضالها دفاعا عن حقوقها العادلة و المشروعة في الترقية إسوة بالأفواج السابقة و اللاحقة...

لقد كانت الشغيلة التعليمية تعول على ما تبقى من مصداقية لدى المركزيات النقابية للدفاع عن حقوقها، هذه المصداقية التي اجهزت عليها القيادة البروقراطية التي حولت النقابات المغربية إلى ملكية خاصة، وأصبحت تستغل الملفات المطلبية للشغيلة المغربية إلى ورقة للضغط على المؤسسات الفاسدة التي تسير الدولة لتحقيق مآرب شخصية...

بل تعدت هذه النقابات كل الخطوط الحمراء في تعاملها مع الشغيلة التعليمية، حيث تحو لت من المطالبة بحقوقها إلى شن هجمات شرسة على مطالبها، ومدافعة عن السياسات اللاديقراطية للمؤسسات الصورية للدولة المغربية. و هو ما يمكن أن نلمسه من مقال من أوى إلى كهف بلمختار وزير التربية الوطنية و التكوين المهني الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل (عبد العزيز إيوي) في مقاله الذي نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي يوم الاثنين 02 دجنبر 2013 تحت عنوان : ملف المجازين التوقيت و المطلب و الأسلوب، حينما اعتبر بأن الأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشهادة لم يختاروا التوقيت المناسب للدفاع عن مطالبهم، و بأن مطالبهم غير واضحة، و بأن الوزارة مازالت لم تختر المنهج الذي ستسلكه في هذا القطاع الحساس. متناسيا ملابسات هذا الملف، و محاولا مغالطة الرأي العام ومعه الشغيلة التعليمية والالتفاف على مطالب فوجين تمت ترقية من سبقوهم ومن لحقوهم.

نريد أن نوضح لمن أوى إلى حضن بلمختار ومن خلاله إلى كل النقابات المنبطحة و معها كل المسؤولين على هذا القطاع مجموعة من النقط:
1) أنه تمت ترقية جل الأفواج السابقة، بعد نضالات ماراطونية استطاعت من خلالها انتزاع حقوقها.
2) أنه تم تعيين المتخرجين الجدد الذين لحقوا الفوجين المقصيين في السلم العاشر، و بالتالي لا يمكن تقبل أن يتم إقصاء هذين الفوجين فقط من الترقية.
3) أن النقابات الخمس الأكثر انبطاحا عفوا (تمثيلية)، وقعت على مرسوم العار القاضي باجتياز المباراة في غفلة من المعنيين بالأمر، هذا المرسوم الذي ترفضه التنسيقية جملة و تفصيلا، وتطالب بحقها في الترقية دون قيد أو شرط إسوة بالأفواج السابقة...
4) و الأهم من ذلك بأنه ليست الوزارة من يجب أن تضع المنهج الذي ستسلكه في هذا القطاع، بل إنما هو قطاع يجب أن تشارك في وضع منهجه كل القوى الحية بالبلاد، وعلى رأسها الشغيلة التعليمية باعتبارها المعني الأول بتغيير المنظومة التعليمية التي لم تعد تنتج إلا الجهل و التخلف، و أي حديث عن انفراد الوزارة بإصلاح هذه المنظومة لن ينتح إلا نفس الإشكاليات التي نود جميعا تجاوزها...
ومن هنا فإن صمود التنسيقية الوطنية يعتبر درسا نضاليا للشغيلة المغربية مفاده بأنه رغم الانبطاح النقابي الذي تشهده المرحلة الراهنة، فإننا كشغيلة لا يمكننا أن نركع أبدا، في وجه الهجمة الشرسة التي يشنها النظام المخزني على الشغيلة المغربية، بل سننتزع حقوقنا من خلال المرور من التنظيم (النقابات) إلى اللاتنظيم أي التنسيقيات...

#عبد_العاطي_اربيعة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات