أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - ابو الاوٌلة ما ينلحك














المزيد.....

ابو الاوٌلة ما ينلحك


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 11:52
المحور: كتابات ساخرة
    


في اوائل اب 1990 انقلبت اميركا فجأة على صديقها القديم صدام حسين, الذي خدع بضوئها الاخضر ودخل الكويت محتلا ومخربا. وقتها كان الحماس الامريكي للحرب ونتائجها الرابحة على كل الاصعدة ينشط لمنع اية تسوية دبلوماسية, حتى ان باول برر رفض الولايات المتحدة قائلا: "نحن نخشى ان ينسحب صدام حسين من الكويت, تاركا حكومة دمى يحركها كيفما يشاء. ويكون العرب سعداء بذلك"
على ذلك علق البروفسور نعوم جومسكي قائلا: "معنى ذلك انهم (الحكومة الامريكية) يخشون ان يكرر صدام ما فعلوه قبل بضعة اشهر في بنما, حينما احتلوها ليتركوها بيد حكومة دمى يحركوها كيفما يشاؤون"

يضيف جومسكي: "الحالين متشابهين تماما, مع فارق واحد, وهو ان احدا لم يكن سعيدا في دول اميركا الوسطى والجنوبية بالطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة مع بنما, بل عم الغضب المنطقة."

صدام حسين كان خارجا عن القانون الدولي, لكنه لم يكن اول من فعلها, بل استرشد واستقوى بالاكبر منه, الذي فعلها قبله ببضعة اشهر فقط.

تذكرت هذا التعليق لجومسكي وانا اقرأ خبر رفض السودان لمحاكمة مواطنيها امام لاهاي, لجرائم الحرب والجرائم الانسانية في دارفور, في اول رد فعل للخرطوم على قرار المحكمة بدء تحقيق رسمي في انتهاكات ارتكبت في الإقليم المذكور.

وهنا بالطبع نتذكر ان اميركا هي الدولة الاولى التي رفضت ان يحاكم مواطنوها المتهمين بجرائم ضد الانسانية في لاهاي, متذرعة بذرائع مشابهة عن السيادة والتدخل الخارجي بشأن مواطنيها, لتلك الذرائع التي تسوقها الحكومة السودانية اليوم لحماية مجرميها.

لكن هنا ايضا توجد بعض الفوارق الجديرة بالاهتمام. اول الفوارق ان السودان بدأ بالفعل محاكمة بعض المتهمين في درافور, اما مجرمي الانسانية الامريكان فلم يحاكمهم احد. قد تحاكم اميركا بضعة ضباط صغار وجنود, ومجندة متخلفة عقليا, اما الكبار امثال كيسنجر المسؤولين عن تمديد الحرب ومقتل مئات الالاف في فيتنام, وحتى بالتأمر من وراء ظهر الحكومة الامريكية ليضمن لنكسون الفوز بالانتخابات, وعن مذابح شيلي الموجهة ضد حكومتها المنتخبة وشعبها, فهؤلاء لايحاكمهم احد...انهم يحصلون بدل ذلك على جائزة نوبل للسلام!

الفارق الاخر المثير للاهتمام بين الدولتين الخارجتين عن نفس القانون, ان السودان رفض تسليم رعاياه, وراح يحاول اثبات حسن نيته, معلنا ان "حكومته منفتحة على الأسرة الدولية وليس لديها ما تخفيه، وستستقبل أي جهة تريد مراقبة الجهد الذي تقوم به الحكومة السودانية في هذا الإطار."

اما حكومة بوش فلم تكتف بالتهرب من القانون بل هاجمته. لم تكتف برفض تسليم رعاياها بل راحت تبتز دول العالم بالتهديد والترغيب حتى اشترت عددا منها كان للعرب حصة فيها بالطبع. ولم تكتف بذلك بل وقع بوش على قانون "الاحتلال" الذي يتيح للقوات الامريكية استخدام القوة لمهاجمة لاهاي (العاصمة السياسية لهولندا, اقرب اصدقاء اميركا في اوروبا الغربية) لان المحكمة تقع فيها, لانقاذ اي امريكان قد تحتجزهم المحكمة.

قبل اسابيع كان بوش هنا في هولندا. هل تتصورون ان الحكومة الهولندية فاتحته بالغاء هذا القانون المخجل؟
بالطبع لا, فليس ذلك من اصول الضيافة, ولعل بوش يخجل من نفسه ويفعلها.

لدى البدو العراقيين مقولة لطيفة. فاذا اكرم احدهم ثانيا, ثم رد الثاني بكرم اكبر, وشكره الاول, قال له الثاني: "انت ابو الاوٌلة, وابو الاوٌلة ما ينلحك". اي انك صاحب الكرم الاول وصاحب الكرم الاول سباق في جميع الاحوال. وهذا كلام حق, فمن بادر الى الكرم, استحث الكرم.

لكن ليس الكرم وحده ما يمكن ان يستحث, بل الخروج عن القانون, وهنا ايضا: ابو الاوٌلة ما ينلحك!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترحات ضامنة للديمقراطية وادامة الدستور
- هولندا في دوامة التصويت على الدستور الاوربي
- الفتنة- لادواء لها سوى المبادرة
- اكتب لتقرأ جيدا
- ما رأيك بهذا اللون الناشز القبيح الخالي من الذوق؟
- لقاحات ضد الجنون: 1- الكلمات المفتاحية – التطبيع مثالا
- الديمقراطية والصدامية - من يجتث الاخر اولا؟
- دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة
- حكمة من روما القديمة الى بغداد الجديدة
- القطيع والراعي الجديد
- انليل: ذات صباح رطب في روتردام
- لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون
- سيف ديموقليس الجديد
- مسرحية يارة الصامتة
- بياع الخواتم وصحبه الكرام
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - ابو الاوٌلة ما ينلحك