أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الهنود الفلسطينيون














المزيد.....

الهنود الفلسطينيون


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 13:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



فكر البيض القادمون من أنحاء القارة العجوز إلى القارة الجديدة أن هذه أرض كنعان التي وعدهم الرب بها. ولا بد أن البروتستنت بالذات لديهم الأسس التي تسمح بهذا الخيال اللطيف. وبسبب هذا الاعتقاد الطريف فقد أطلق المستوطنون الجدد أسماء توراتية على المدن والقرى والتجمعات التي تم تأسيسها في شمال الولايات المتحدة قبل أن تكون الولايات المتحدة. ولذلك تجد في أنحاء بنسلفانيا على سبيل المثال مدناً وبلدات كثيرة تحمل أسماء من قبيل فلسطين وبيت لحم والقدس والناصرة. وقد قاوم الوثنيون الكنعانيون (على ما يبدو) بعثة الرب الهادفة إلى قتلهم بالجملة وقتاً طويلاً استمر زهاء ثلاثة قرون إلى أن تمكن الرجل الأبيض من إكمال المهمة بنجاح تام في حدود منتصف القرن التاسع عشر. وعندها فقط بدأت عملية إنسانية ذات طابع سياحي للحفاظ على بضعة آلاف منهم تخصص لهم محميات مثل المحميات الطبيعية من أجل أن يأتي السياح من أرجاء المعمورة ويمتعوا النظر بمشاهدة أناس مختلفين استحقوا اسماً غريباً بسبب امتيازهم واختلاف ألوانهم وسحنهم عن كل ما كان متاحاً في العالم القديم. وذلك في الواقع هو السبب الرئيس في الاحتفاظ ببعض بقايا من سماهم كولومبس هنوداً حمراً مع أنهم ليسوا هنوداً وليسوا "حمراً" بطبيعة الحال.
إذا كان ذلك ديدن الرجل الأبيض مع "الكنعانيين" الذي لم يكونوا في أي يوم كنعانيين، ومع فلسطين التي لم تكن يوماً كذلك بسبب وقوعها على المحيط الهادي، فكيف يكون فعله مع الكنعانيين الذين يعيشون قرب المتوسط والذين آذوا موسى وداود وسليمان بمنعهم بحسب الرواية التوراتية من دخول أرض الميعاد؟ لا بد أن الرجل الأبيض يريد هذه الأرض التي تأخر تحقيق الوعد فيها طاهرة نقية من أي نجس كنعاني أو عربي أو فلسطيني. وهكذا تعمل إسرائيل الجديدة ولكن بإيقاع أسرع من القديمة. فإذا كان تطهير أمريكا من السكان الأصليين قد استغرق ثلاثة قرون، فإن تطهير فلسطين من سكانها قطع شوطاً بعيداً فيما يزيد على نصف القرن بقليل. وهذا مؤشر على نجاح واضح.
لسنا نظن أن اتفاقيات السلام التي توقعها إسرائيل بين الفينة والأخرى إلا استراحات صغيرة على درب إكمال مسيرة التطهير العرقي التام الهادف إلى أن تكون أرض إسرائيل أرضاً للرجل الأبيض وحده لا ينغص عيشه فيها أحد من العرب الفلسطينيين. وليس مهماً بالطبع أن يكون سكان إسرائيل الجديدة ومواطنوها يهوداً أو مسيحيون روس أرثوذكس أو حتى ملاحدة. المهم أن يكونوا بيضاً ما أمكن مع أن بعض الإثنيات المتدنية النوعية من قبيل الأفارقة التي قد تكون مفيدة من أجل اعتبارات العمل الشاق الذي تقتضيه السوق. وذلك بالطبع يسهم في التخفيف من الحاجة إلى شر العمال العرب الذين يقومون بالعمل الأسود في معظم الأحيان.
تثبت إسرائيل الجديدة مثل سلفها أمريكا أن الاتفاقيات مهما كانت إنما تهدف إلى ربح الوقت وإدارته من إنجاز الأهداف البعيدة في تنظيف البلاد من السكان الأصليين. وها هي إسرائيل تطالعنا بصفحة جديدة في هذا الكتاب تحت اسم مشروع برافر لترحيل البدو وتركيزهم (لنتذكر معسرات التركيز النازية) في تجمعات بغرض سلب ما تبقى من أرض في حوزة فلسطينيي النقب. تبلغ مساحة الأرض المنوي الاستيلاء عليها 800 ألف دونم. وهو رقم فلكي بالفعل بالقياس إلى مساحة فلسطين كلها وليس مساحة النقب أو الجزء المملوك من العرب فيه.
ليس بالوسع لوم إسرائيل، كما أن محاولة إثبات أن إسرائيل "شريرة" عملية عبثية تصب في خانة طحن الماء أو تحصيل الحاصل المنطقي أو الرياضي. ذلك أن المشكلة ليست في أداء إسرائيل، المشكلة هي في أداء العرب والفلسطينيين الذين يشيحون ببصرهم بعيداً عن الوقائع التاريخية السابقة والراهنة بغرض أن لا يضطرهم ذلك إلى الاعتراف بأن أية أوهام تتصل بالتسوية لا فائدة ترجى منها إلا لإسرائيل، لأنها تمثل المدخل السياسي الضروري لإكمال الخطة داليت التي لم تكتمل كما ينبغي في "نكبة" العام 1948. ولا بد أن ذلك الاعتراف مزعج جداً للفلسطيني والعربي لأنه سيتطلب منه أن يتوقف عن بناء الأبراج في دبي وعمان ورام الله، من قبيل برج الشيخ خليفة الشهير أو مدن روابي والياسمين. ذلك أن الأبنية الخرقاء لا تتوافق مع طلب مزعج آخر يتصل بتفعيل المقاومة بأشكالها المختلفة، وخصوصاً –لأسفنا الشديد- الشكل المسلح منها.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزمي بشارة وألعابه الأيديولوجية
- خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسط ...
- انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة
- أشباح 1929 تخيم في فضاء الكونغرس أو: أهي آلام ولادة الجديد؟
- كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست
- الجامعة العربية تترنح، لأنها دون جذور
- زيارة نجاد للعراق ووهم القنبلة النووية الايرانية
- الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي
- سندي شيهان تكتشف أن أمريكا بلد الحزب واحد
- العرب بين التمركز والتذرر
- بين وندي وإدوارد سعيد
- صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا


المزيد.....




- واشنطن تتهم إيرانيا بالتخطيط لقتل ترامب
- ترامب يستعين بالكلاب الآلية لتعزيز حمايته (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: اتهام طهران بالسعي لاغتيال مسؤولين أميرك ...
- تحديث.. فرز الأصوات بين ترامب وهاريس بالارقام والعدد الإجمال ...
- لقطات دارمية لانفجار مفاجئ لسيارة يتسبب بأضرار بمنازل ومركبا ...
- كيف نساعد أطفالنا في التغلب على التوتر؟
- خطة شاملة لوقف ذوبان -نهر يوم القيامة الجليدي-
- ضفادع تشيرنوبل تتكيف مع الإشعاع دون التأثير على الشيخوخة أو ...
- ديلي ميل: النظام العالمي الجديد لترامب وخططه
- مستشار سابق في البنتاغون يؤكد موقف ترامب من زيلينسكي فور نفا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الهنود الفلسطينيون