أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - المواطن الإيجابي














المزيد.....


المواطن الإيجابي


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المواطن الإيجابى ليس تعبيرا إنشائيا يعبر عن الأمنيات ولا يمثل الواقع، ولكنه تعبير موضوعى عن حالة المصريين الآن اخترته لأنه يعكس مردود ثلاث موجات ثورية عارمة بدأت فى الخامس والعشرين من يناير 2011 وصولا إلى الثلاثين من يونية 2013 ثم السادس والعشرين من يوليو من هذا العام نفسه.

وقبل هذه الموجات الثورية الهائلة كانت البلاد قد دخلت فى سلسلة من الاحتجاجات التى تنوعت أشكالها من الإضراب للاعتصام للتظاهر لتقديم العرائض، ومهدت هذه الاحتجاجات الأرض لثورة 25 يناير، وتراكم معها الوعى الثورى لدى جماهير تتزايد يؤكد الحاجة إلى التغيير لا مجرد الإصلاح، وهكذا استطاعت هذه الجماهير عبر الوعى المتنامى والعمل الجماعى أن توسع أفق مطالبها فى ظل الثورة بعد أن تحول الشأن العام إلى شأن شخصي، فبدأت بالعيش إذ كان تدهور المعيشة قد بلغ حدا شائنا، وكان العيش تعبيرها الرمزى عن هذا التدهور، لتنتقل بعد ذلك إلى الحرية ثم العدالة الاجتماعية وصولا إلى الكرامة الإنسانية فى منظومة متكاملة هى تلخيص عبقرى لشخصية الثورة التى اتسمت بطابعين معا، أحدهما ديمقراطى “الحرية”، والآخر اجتماعى “العدالة الاجتماعية”، وتوجتهما معا بالكرامة الإنسانية والتى صممت الجماهير المصرية على الذود عنها وإعلائها بعد المقتل الوحشى والمأساوي للشاب “خالد سعيد” فى الإسكندرية.

لهذا كله ولمئات الأسباب الأخرى أرى أن وصف المواطن المصرى الذى أنضجته الثورة بـ “المواطن الإيجابي” هو وصف موضوعى وتعبير عن حالة عامة دخلت فيها الجماهير المصرية بكل ثقلها، وصممت على ألا تغادرها لأنها وسيلتها الأولى لإنجاز أهداف الثورة.

وتصب كل جهود الثورة المضادة الآن فى محاولة منظمة لتشويه هذه الحالة، لكى تصل بالجماهير فى آخر المطاف إلى فقدان الثقة فى خريطة المستقبل بالارتداد إلى حالة من اللامبالاة بالشأن العام، واللامبالون فى مثل هذا الوضع هم أشد خطرا من الأعداء، وتجعل بعض الممارسات الحكومية فى بطئها وترددها مثل هذا الخطر واردا، مثلما حدث مع الامتناع عن إجراء تحقيقات عاجلة مع المتهمين بقتل المتظاهرين، وإذ تبين دلائل كثيرة أن جماعات الإخوان وحلفاءهم متورطون فيها، ولا يبالغ من يقولون إن هناك “لوبي” داخل الحكم يفرض نوعا من الحماية لهؤلاء المجرمين بتكرار الدعوة للمصالحة مع الإرهاب، والامتناع عن تنفيذ حكم المحكمة بحظر الجماعة ومصادرة ممتلكاتها وحل منظماتها.

ولا ينتبه هذا “اللوبي” الذى يعمل بسوء نية أو بحسن نية إلى هذه الحملة المسعورة المنظمة الممولة تمويلا جيدا الذى يشنها الإرهابيون لحشد المواطنين للتصويت ضد الدستور مستغلين أخطاء الحكم وعلى رأسها المسارعة بإصدار قانون التظاهر دون توافق مجتمعي.

ويقع العبء الأساسى الآن للحشد من أجل الموافقة على الدستور كخطوة أولى فى بناء خريطة المستقبل، على كل من مؤسسات الدولة والقوى السياسية الديمقراطية كافة، المطالبة جميعها بأن تقوم بعمل علمى منظم طويل النفس وصبور لشرح الدستور، والبناء فى هذا السياق على حالة المواطن الإيجابى وتحرير هذه الحالة من الشوائب التى لحقت بها نتيجة ممارسات الحكم وصعوبات الواقع.

أكاد أكون على ثقة أن المصريين سوف يصوتون بنعم للدستور، ولكن علينا ألا نترك هذه النتيجة للمصادفات، بينما تعمل الثورة المضادة لإحباطها، تساندها أطراف إقليمية وعالمية قوية تراهن جميعا على جرجرة الجماهير المصرية إلى حظيرة السمع والطاعة والتلاعب بوعيها وقدرتها على صنع مصيرها والتقدم إلى الأمام نحو إنجاز أهداف ثورتها.

والوعى بهذه الحقائق كلها ووضعها متكاملة أمام بعض الأطراف التى تنسب نفسها للثورة، بينما تصب ممارساتها المياه فى طاحونة الثورة المضادة.. هذا الوعى هو الضرورة الملحة الآن.

وسوف ينجح الشعب المصرى فى اختبار الدستور نجاحا باهرا.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجرام فى حق التنوير
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - المواطن الإيجابي