علي رياض حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 20:15
المحور:
الادب والفن
اثقل من كل شئ
حتى كاد يسقط من كف الرياح
الغيم الاسود, الزاحف فوق مدينة سوداء.
اللافتات السود
اكياس اعدام على رؤوس جدران بريئة
تنتظر الحبال تهبط من سماء دون رب.
ترثي العناكب ابريائها
تعزف الناي في مقاه خالية
يجلس الماضي على كومة من ارائك خربة
ويبكي...
هل من مناحة اكثر من هذه شؤما ؟
لا يجد الاموات فيها احياء ليلطموا الصدور؟
سائق التكسي حين مر بكهرمانة
كان غاضبا
يشتم الله ويبكي الحسين
بينما يستمني ضجرا
على صدر كهرمانة الفاتن في احلامه.
يختنق الشارع
بدخان سيجارة شرطي المرور.
تسعل الاعقاب على رصيف مغبر.
وكهرمانة البائسة
تملأ الجرار بالدمع
حين يسفك اللصوص العفن على افخاذها الملساء.
عند بائع الشاي
يهلوس استاذ فلسفة متقاعد :
في بحر كهذا
القارب المثقوب هو الناجي الوحيد
يبني على الشاطئ قلاع الرمل
في الوقت الذي تلتهم العاصفة كل القوارب المتينة.
يضحك الرجال ساخرين
وحده الشحاذ يتوسل باكيا:
لا تسرقوا معطفي القديم.
تتعب الافواه والشمس
يغيبون معا.
الليل الرحيم
يقطع الشوارع ماشيا
يقرأ الصلوات على شروخ الجدران
يسكب الماء على وجوه الارصفة
يلقي التحية على عناكب المقهى
يقبل رأس كهرمانة ويمسح دمعها
يتحضن الشحاذ
وقبل مجئ الفجر الممسوخ بغيم ثقيل اسود
ينام..
#علي_رياض_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟