أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية















المزيد.....

الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 13:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


إن أهم ما يجب أن تحسمه القوى الاجتماعية الراهنة ومن يعبر عنها من قوى سياسية ، أن تحسم خياراتها الاستراتيجية بشكل واضح ، فإما إخلاص للثورة التاريخية ولثقافة ماضاويه وجهاد من أجل تحقيق مجتمع بلا مظالم وإرساء عدالة مطلقة بدولة يقبع على رأسها رجل دين شبه معصوم توصف في مسماها الدستوري بالاسلامية ، وإما تأكيد الكيانية البحرينية والاقرار بالشرعية القائمة أقتداء بالحزب المقاتل حزب الله اللبناني حيث توصل الى أنه لا يمكن إقامة جمهورية اسلامية في لبنان ، فهو لا يطرحها ولا يسعى إليها لأنه يدرك أن تبعات مثل هذه الأطروحة غير واقعية لا بل ماحقة من الوجهة السياسية ليس لطبيعة التكوين الأثني والطائفي للمجتمع اللبناني فحسب وإنما هو يدرك أيضاً حجم وتأثير المحيط الاقليمي فيما لو طرح مثل هذا الخيار ، لذلك هو يشارك في الحياة السياسية الحية بفاعلية ويسمى ممثليه لمجلس النواب ويدخل الانتخابات ويحارب اسرائيل ويناقش الميزانية العامة والفساد الاداري من داخل المؤسسات الدستورية ولا يرى في الطوائف الأخرى عدواً أو شركاء في الجرم التاريخي وبالنسبة لهذا الحزب ذو البصيرة التي تسخر المناسبات الدينية لتجعل منها آليات لإذكاء روح المقاومة للعدو التاريخي وهو دولة اسرائيل وليست آليات للإيحاء بأن الفئات المجتمعية الآخر هي من تضطهد هذه الفئة المحرومة ، أي أن هذا الحزب يؤمن بالكيانية اللبنانية بالرغم من أن رئيس الجمهورية مسيحي ورئيس الوزراء مسلم من طائفة غير الطائفة التي يمثلها الحزب

إن التلاقي على مبدئ الكيانية البحرينية حكم ودولة وشعب وسيادة الوطن ولا سيادة غير هذه السيادة هو حجر الزاوية وذلك على أساس المبادئ التي نص عليها ميثاق العمل الوطني والسعي الى تحقيقها وإرسائها وإلزام النظام بها قولاً وعملاً وبشكلها الأمثل بقدر الامكان ، وإحداث التغيير بالوسائل السلمية ومن خلال المؤسسات الدستورية والتمثيلية وهذا لا يتأتى إلا عن طريق حسم هذه القيادات سواء كانت دينية أو سياسية لأمرها أن تخاطب الجموع التي يكتسيها ويجتاحها الوعي الشمولي بقول الله عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

نعم إن الشجاعة قيمة لا تسير باتجاه واحد فالاقدام والشجاعة في مواجهة العدو هي ذات الشجاعة في مواجهة النفس ، وإن الشجاعة في مواجهة الدولة والنظام هي ذات الشجاعة في مواجهة الناس التي قد تأخذهم الاشاعة والغواية والعاطفة وتضرم النار في هشيم آلامهم ، وهو الأمر الذي بات بحاجة الى وقفة شجاعة من اصحاب المكانة الروحية من رجال الدين ، والمكانة الاجتماعية من رجال السياسة والفكر ، لأن يواجهوا الناس ليقولوا لهم نعلم أن الأوضاع المعيشية والحياتية ردئية وضعيفة وبائسة ، ولكن إن أي حل للمشاكل لن يأتي إطلاقاً باستمرار دوامة من التجمهر ورمي الحجارة والهتاف الصاخب والخطابات ، ويقولوا لهم دعونا نجرب العمل السياسي ، دعونا نتعلم كيف ( نتعاطى ) ونعمل على أن لا يصبح هذا التعبير تعبيراً أجوفاً لا يعرف ناطقه كيفية ممارسته ، وأن يتحول الى ممارسة مادية مدركة ومحسوسة على الأرض ، تبدأ بتغير المفاهيم بأننا مواطنون لنا حقوق وحقوق متساوية فإننا لسنا أفراد أو طوائف تريد توزيع الحصص فيما بينها كما تطرحها المنظمات الحقوقية الحديثة في أشكالها والمتخلفة في مضمونها ومناهجها بإصدار تقارير تحاكي الأعداد والنسب فهي تستعمل ذات اللغة السائدة في أجهزة النظام القديم بمعنى أن الأمر لو يسلم الى ذهنية هذه المنظمات التي أستوعبها الوعي الشمولي لمنح الوظائف طبقاً لمعيار عدالتها المسكين ، أي أنه لو كانت الوظائف بمجموعها وبمعيار الكفاءة والمؤهلات يستحقها جميعها أفراد من الطائفة المضطَهَدة المغلوبة على أمرها بالنسبة لهذه المنظمات فإنها سوف تمنح جزء منها الى الطوائف الأخرى وفقاً لتقريرها والنسب الواردة به وهذا مالا يتوافق والمعيار الانساني والحقوقي والذي تقتضيه عملية التطور والعدالة فإننا بصدد الجدارة والكفاءة ومن هنا يأتي الاستحقاق ولسنا بصدد أعداد ونسب وأغلبيات
وإننا نعيش ضمن دولة نحاول أن نصوب قانونها بالحوار والاقناع من موقع المواطنين المتحاورين لا من موقع الواقفين خارج الدائرة المحرجين مع الناس ومع النظام ، ونؤكد بشجاعة في القصر وفي المأتم والمسجد أن المشروع الاصلاحي هو اصلاحي فعلاً في إطاره ومحتواه العام ولكنه ناقص ، فهو ليس مشروع تخريبي كما يحلو لقطاع معين من الناس ترديده بعفوية هذه العفوية التي تستجيب لثقافة الخصومة التاريخية ، وبما أننا مواطنون ولنا حقوق فإننا لا نفضل أن نقف خارج دائرة الفعل الحي وإن كانت فاعليتنا محدودة في رسم هذه الدائرة . وهنا فقط وعند هذه المنطقة الحرجة من الممكن لهذه القيادات تجاوز حالة الإلتباس والتوصل الى حالة اندماج الخطاب وتوحده بالفعل المتناغم ، وتأكيد سمة القيادة ودرئ شبهة الانقياد لعفوية الشارع
إن القطاعات المدنية المؤمنة والتي تشكل السواد الأعظم من الشعب والتي تؤدي فروض العبادة والشعائر الدينية والعقائدية وتحي المناسبات الدينية والتي تمارس الجانب الروحي من الحياة وتؤمن بأن هذه علاقة خاصة فيما بين الانسان وربه وأنها أيضاً تؤمن بالحرية المجتمعية . أي أنها تؤمن بإطلاق الحريات العامة وعدم تقييد الحريات الخاصة من أي قوة كانت سواء كانت الدولة أو القوى المضادة للحرية والتي يجتاحها الوعي الشمولي ، لذلك فإن الانسان البحريني يعمل على أنه لم يولد للعذاب والمعاناة فقط وإنما يجب أن يعيش حياة حرة وأن يستمتع بمباهجها دون المساس بحرية الآخرين

إن الحركة الوطنية البحرينية وبالضرورة هي بحاجة الى حركة معارضة سياسية قوية وقادرة على إحداث فعل مادي حقيقي على الأرض يعزز الديموقراطية ويوسع باستمرار من هامش الحرية ، وهي لن تتمكن من أتيان ذلك ، وهي تنتهج اذكاء عقول قطاعات مهمة من الحركة بوعي طائفي يقوض الوعي الوطني ويجعلها تستجيب فرحة ومهللة لتدمير نفسها ، وهي لن تتمكن من إحداث هذا الفعل بنكوص مجموعات سياسية تعلن بأنها ذات طابع وطني وتقدمي وديموقراطي ومدني وتعرف معنى الحرية ، وتنضوي تحت عباءة قوى ذات جذور تتصل بطبائع الاستبداد في التاريخ العربي والاسلامي لمجرد بقائها في دائرة الضؤ لحقبة سياسية قصيرة وفانية وهي بهذا الانضواء تُعمِد اصطناع قيام وحدة وطنية غير حقيقية ضمن برامج فئوية خطيرة ومضادة للديموقراطية حيث أنها تذكي المشاعر الطائفية التي بدأت تتصاعد تصاعداً خطيراً في المجتمع



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية