أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسروحميدعثمان - الحيرة كانت من أعظم الأسباب ( 7 )















المزيد.....


الحيرة كانت من أعظم الأسباب ( 7 )


خسروحميدعثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


يتوضح من سرد ثمينة ناجي للأحداث في كتابها( سلام عادل، سيرة مناضل ) بأنها كانت، كالصندوق الأسود في الطائرات، بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي. تطلع على جميع مجريات الأمور وما يحدث في داخل الحزب والعلاقات البينية لكبار المسؤولين، وحتى على أفكارهم وخططهم في بداياتها وقبل نضوجها وترجمتها على أرض الواقع، أول بأول. لا تعود ذلك الى مواهبها الخارقة، كما يتوضح في مقدمة الكتاب وحاجتها إلى مساعد لإصداره، وليست لكونها عضوة فاعلة في حزب كان يدير تنظيماته تحت الأرض بدقة وسرية بالغة، حزب كانت السلطة تستهدفه بجميع ما أوتى لها من سلطان و وسائل لإختراقه، والفتك بتنظيماته وقادته وأعضاءه وحتى مؤيديه، في كل فرصة كانت تسنح لأجهزتها، المتربصة، المكلفة لأنجاز هذا الهدف، وكانت متخصصة ومدربة فى الداخل والخارج خصيصا لمحاربة هذا الحزب وقلعه من الجذور أو على الأقل تحريف مساره. وإنما كزوجة لمسؤول حزبي إستطاع أن (يرتقى) بنفسه من مرتبة كادر وسطي إلى الموقع القيادي الأول في هذا الحزب خلال عامين ونيف، وهي تساوي عمر زواج ثمينة ناجي منه في تلك الفترة.
لإثبات صدقية وغزارة و سرعة تدفق تلك المعلومات اليها جعلتها تستشهدفي الكتاب بأحاديثها مع زوجها على غرار ما تذكرها في الصفحة 45 من الكتاب : (كنت أقول لسلام عادل أثناء أحاديثنا الليلية: انا بالنسبة لك مثل سبورة تكتب وتمسح من عليها افكارك، فيضحك من هذا الوصف ويستخدمه في المزاح معي. ولم يكن وحده من يستعمل هذه ”السبورة» فقد كتب عليها عامر عبدالله وجمال الحيدري والعبّلي وغيرهم، هادفين من الحديث معي الى انضاج فكرة من خلال الحوار فقد كانت الصداقة التي تربطني وإياهم تسّهل ذلك.)
لنرى كيف تروي ثمينة ناجي، فى الصفحة 95 من الكتاب، حيثيات واقعة إبعاد حميد عثمان من قيادة الحزب الشيوعي العراقي في حزيران 1955:
(إنتخاب سلام عادل سكرتيرا للجنة المركزية
18
اجتماع اللجنة المركزية في حزيران 1955
بعد صدور وثيقة البرنامج الأني إطلاقات أيار‘ التي كتبها حميد عثمان، ووصول الوثيقة الى منظمة الفرات الأوسط أوقف سلام عادل توزيعها، وكتب رسالة الى حميد عثمان يطلب فيها السماح له بالسفر الى بغداد لمناقشة هذه الوثيقة. وجاء الى بغداد فعلاً، والتقى بحميد عثمان، وناقشها معه، وقال له ان صدور وثيقة برنامجية مهمة يستوجب عقد إجتماع للجنة المركزية لمناقشتها وإقرارها، أما الأن وقد صدرت فيجب إيقافها توزيعها، ودعوة اللجنة المركزية إلى إجتماع.
عقد بعد ذلك إجتماع للجنة المركزية في حزيران يونيو‘ 1955 في بغداد وتصدرت جدول الأعمال نقطة محاسبة حميد عثمان لعدم دعوته اللجنة المركزية للإجتماع قبل إصداره هذه الوثيقة، ومعرفة سبب إصداره بقرار فردي من قبله.
تحدث أعضاء اللجنة المركزية واحدا بعد الأخر عن الأهمية الإستثنائية للإجتماع في مثل تلك الظروف العصيبة التي يمر بها العراق وحركته الوطنية. وخلال الإجتماع إدعى حميد عثمان المرض، وطلب أن يذهب الى بيته للراحة، وكلف سلام عادل بقيادة الإجتماع الذي ظل منعقداً. ولما لم يأت حميد عثمان في اليوم التالي، ذهب عضو اللجنة المركزية ناصر عبود الى بيته ليستفسر عن صحته، وعن السبب الذي أخره عن المجئ. ولكنه لم يجد حميد في بيته وقيل له إنه سافر الى مدينة كركوك مساء اليوم السابق. ولما علمت اللجنة المركزية بذلك، أرسلت ناصر عبود الى كركوك للعودة به، وفعلا عاد به ناصر عبود الى إجتماع اللجنة المركزية حيث حوسب على هربه الى كركوك وتعريضه الإجتماع الى الخطر الجدي لو القى القبض عليه خلال الرحلة. والظاهر ان نية حميد كانت شق الحزب من خلال اللجوء الى قيادة الفرع الكردي للحزب.)
يبدو أن رواية ثمينة ناجى حول ما حدث وكيفية حدوثه، والاتهامات التي ساقتها بحق حميدعثمان في هذا الكتاب، وإبراز دور زوجها اللامتناهي في تواجد الحزب الشيوعي على الساحة العراقية لا تحظى بالقبول التام والكامل من قبل الحزب الشيوعي العراقي فقط، وإنما يكيل لها المديح لحد الإطراء المفرط ودق الطبول، من دون أى لبس أو غموض، كما يُستشف من مقال نُشر باسم الحزب الشيوعي في الحوار المتمدن*. ولاتختلف رواية ثمينة ناجي هذه عن روايات العديد من كبار (فطاحل) الشيوعيين في ما نشروه حول الموضوع. سأترك الفرصة والحرية للقارئ الذي يهمه الإطلاع على الحقيقة أن يتأمل في ما ترويه ثمينة ناجي، لكي يتوصل الى الاستنتاج الذي يراه منطقيا، قبل أن أعرض في الحلقة القادمة رواية أخرى، موثقة، تختلف كثيراً عن رواية ثمينة ناجي يستوجب الإطلاع عليها أيضا، من أجل الإقتراب خطوة نحو حقيقة ما حدث من زاوية أخرى، قبل أن أقوم بمحاولة تفكيك ما وردت في هذه الرواية وفي غيرها في حلقات قادمة بهدف معرفة فيما إذا كانت تروى ثمينة ناجي ما حدث في واقعة إبعادحميد عثمان بكل أمانة وموضوعية خالية من خيالاتها وعواطفها على حساب الحقائق التأريخية أو أي إحتمال أخر، وفيما اذا التزمت، فعلا، بالمنهج الذى ورد فى مقدمة كتابه.
ويبدو لي بوضوح من خلال قراءة العديد من صفحات هذا الكتاب إن تأثير هذه الواقعة لم تخمد في فكرها رغم مرور كل هذه السنين والكوارث التي حلت بالعراق وشعبه. وتكتب في ص 98 بصدد الموضوع ما يلي:
( نعود مرة أخرى الى سلام فبعد انتهاء اجتماع حزيران عاد سلام ليلاً والاجهاد الشديد باديا عليه، فسألته عن قرارات الاجتماع، فأجابني قائلا: لقد جُمدت عضوية حميد عثمان في اللجنة المركزية، وانتخبوني بدلا عنه سكرتيرا للجنة المركزية. فقلت له على عادتي كلما يتسلم مهمة جديدة، ” وما هي خطتك في المسؤولية الجديدة“؟ اجابني: توحيد الحزب والقضاء على الانشقاقات والعمل على إقامة الجبهة الوطنية.
ارتفع صوتي قائلة بفزع ... عن أية وحدة تتحدث؟ لقد اصبحت بيننا ( أقصد الحزب) وبين منظمة راية الشغيلة هوة عميقة !
سألني: ما هو اعتراضك؟
قلت له : ماذا سنقول للناس بعد أن ثقفناهم بعدم شيوعية جماعة الراية؟)
هكذا وبهذه الطريقة، لربما على سطح منزل من منازل بغداد بسبب إرتفاع درجة الحرارة في حزيران، أعلن المدعي الذي إتهم حميد عثمان بالفردية عن كامل خططه المستقبلية وكلُ ما قرر تنفيذه بعد ساعات فقط من إزاحة حميد عثمان من المسرح، لربما قبل أن يتناول العشاء.
(يتبع)

*http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=1398&r=0
ملاحظة: أتحاشى ذكر الأسماء المستعارة لأشخاص ترد أسمائهم في كتاباتي عندما لا تستوجب، لأن إستعمال هذه الأسماء المستعارة إنتفت الحاجة اليها كلياً بسبب التقادم وتغير الظروف.



#خسروحميدعثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -العائلة- في سربرنيتسا.. وثيقة حنين لأطلال مدينة يتلاشى سكان ...
- فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال ...
- “بداية الفتح” مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 38 مترجمة بالع ...
- “صدمة جديدة للمشاهدين” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 176 مترجمة ...
- “كشف حقيقة ليلى وإصابة نور” مسلسل ليلى الحلقة 15 Leyla مترجم ...
- -الذراري الحمر- يتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية ...
- بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال ...
- “الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية ...
- في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا ...
- فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسروحميدعثمان - الحيرة كانت من أعظم الأسباب ( 7 )