أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عامر موسى الشيخ - كتْ ونْ...! ، حكاية من السماوة














المزيد.....

كتْ ونْ...! ، حكاية من السماوة


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:39
المحور: كتابات ساخرة
    


سأعود بكم إلى ثمانينيات القرن الماضي ، حيث الاحتدام الحربي كان قائما عند الحدود العراقية الإيرانية ، كل شيء داخل حدود البلد والسماوة يعيش بهدوء مرتبك ، الهدوء مرتبك نعم لأن صوت البكاء والنحيب يأتيك فجأة من حيث لا تعلم، فلا غرابة أن تمر بأحدى "العجود" ويستقبلك صوت بكاء نساء مصحوبا " بأحووو " عميقة مع صوت "ملاية" منسجم بنسق تنظيمي مع لطم الصدور ، ستعرف حينها أن احد اولاد البيت جيء بخبره من ساحات الحرب فمرة يأتي جثة ومرة تأتي منه بدلته أو مدالية كتب عليها اسمه حتى يعرفوه من خلالها ، ميدالية ترقيم !، أو انه قام بوشم اسمه ومدينته على إحدى ذراعيه ، المشاركون بالحرب يعرفون هذا الامر جيدا ، فمواليد الستينيات والخمسينيات أغلبهم وشم اسمه وعنوانه على جسده .
حزب البعث كان بأوجه وفرض سلطته على جميع مفاصل الحياة في السماوة والعراق ، وكان يتحجج بصناعة الحفلات تمجيدا بالقائد الضرورة وتمجيدا بالقتل اليومي ، وكانت إحداها قد نظمت في شارع " باتا" هكذا اسمه شعبيا بسبب توسط وكالة "باتا " ذلك الشارع ، وبلديا اسمه شارع البكر ، والأن اسمه شارع المواكب الحسينية .!!
نعم كانت هذه الحفلة في إحدى تموزات الثمانينيات الماضية ، جهز الرفاق مكان الحفل والمنصة وتجمهر الناس، منهم من يريد يعرف " شني السالفة " ومنهم من أتى " غصبا عليه " ومنهم من هو موهوم بالوضع ككل وفئة أخرى أتت لكي تضحك على الوضع أو تمارس شيء من المعارضة ، بين هذه الجموع كان " كت ون " وهو سيد حسين من عائلة أل ابو زبيبة المعروفة بالسماوة بشرفها ونسبها العلوي وسمعتها الطيبة كان يقف وسط المتجمهرين.
( كت ون) اخترق الجموع يضحك ويبتسم ، الكل فسح له المجال لانهم يعرفون طيبته وطرافته وسذاجته ، كان يريد التقرب من منصة الحفل ولا أحد يعرف ماذا يريد إلا أنه وصل في آخر المطاف ، ولم ينته الأمر عند هذه النقطة فحسب بل صعد المنصة وتقرب من المايكرفون ولم ينتبه له أحد أبدا، وأيضا حتى لو أنتبه إليه فهو مسالم رغم مشاكساته ، وقف على المنصة فحص جهاز الصوت المايكرفون ، أطلق عبارة بسببها خيم الصمت على المشهد ككل قال ( كت ون ) : "من يطالب بالعمل قالوا شيوعي بالعجل" ! .
أطلق تلك الجملة وهرب بعيدا كونه يعرف بأن الشيوعيين هم الذين يطالبون بالعمل وإحقاق العدالة الإجتماعية المرجوة وهم يناضلون من أجل ذلك ومازالوا رغم حملة الابادة التي تعرضوا إليها من كافة الأطراف !
هنا قام " كت ون " بممارسة عملية المعارضة بشكل رمزي وواضح ، هو جسد ايقونة معارضة حقيقية ، رغم اتهامه بالجنون إلا أنه أطلق حكمة تقترب إلى حد ما من الفلسفة الماركسية !. المرفوضة من قبل كثيرين إلا أن الكثير من أبناء الشعب العراقي ينتمي لها أو يتخدها منهجا بالتفكير دون إنتماء حزبي .
ولعل هذه الممارسة تعطينا درسا قيما في كيفية ممارسة المعارضة الحقيقية البناءة القائمة على قول الآراء بطريقة الحوار، يقدم لنا ولهم درسا حقيقيا بممارسة هذا الفعل النبيل القائم على إحقاق الحقوق ، ولعل سياسي اليوم يمارسون هذه الطريقة ، المعارضة بالحوار وليس الهدم والاقصاء ومحاولة إفشال الآخر من خلال وضع العصي في عجلات التقدم ، مازالت ذكرى سيد "كت ون " قائمة بيننا وشاخصة رغم طرافتها ، ونحن مازلنا نقف امام المايكرفونات لا نستطيع قول ما قاله كت ون أو شيء مشابه ينصف حالنا ومازلنا نفتش في مخافي الحكايات الشفاهية السماوية ، ومازلت أحبكم وأحب السماوة .



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصوات بنات قيس
- صبرية القاضي
- بولص خمو ،، طبيب السماوة
- أقزام نت
- إحتجاج كاظم الحجاج
- لقطة عراقية ... الجدار الحر
- -نص دينار-
- عيناك ... يا واو .. لام ...
- لقطة عراقية / الثورة الكترونيا
- الحكومات تريد إخراج الشعوب
- لقطة عراقية فراغ
- باقة من أوراق حزن
- لقطة عراقية وائدو البنات
- ارفع قبعتي
- علب الصفيح
- جسد على جسد
- امرأة باسم مستعار
- الشاعر نجم عذوف أنا رجل بلا وطن ووطني هو الشعر
- مختصر الابواب
- لقطة عراقية يوميات


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عامر موسى الشيخ - كتْ ونْ...! ، حكاية من السماوة