أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شاهوز حاجو - ثورة الشباب الكردي السوري لماذا اختفت!















المزيد.....


ثورة الشباب الكردي السوري لماذا اختفت!


شاهوز حاجو

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



تتردد كثيرا شعارات مثل ثورة الشباب و الثورة الشبابية و ما الى ذلك من مصطلحات و شعارات رنانة اطلقت من قبل عدد من المثقفين و السياسيين من دون ان يجهد احد منهم نفسه في تقييم و تفسير هذه الظاهرة او حتى ان يحاول احد منهم اعادة مراجعة حقيقية لما حدث و يحدث في هذه الفترة اي منذ بدايات الثورات الى الأن, حتى اصبح الكل يردد هذه الكلمات و الشعارات و كأن للشباب ثورة خاصة بهم.
هذه المفاهيم الجديدة التي يتم استخدامها عند التحدث حول مجريات الأمور في المنطقة قد تم استهلاكها بما فيها الكفاية حتى تفرغت من محتواها الأصلي, فهذه المفاهيم و المصطلاحات لم تأتي ألا كنتيجة و كردة فعل على الأنظمة القمعية في المنطقة.
من المؤكد ان الثورة الفرنسية او البلشفية لم يقم بها الشيوخ و العجائز انما الأنطلاقة أتت من الشباب و من ثم تحولت ليشارك فيها كل الشرائح الأجتماعية و لكن البعض من المثقفين يصر على تسمية هذه الثورات القائمة الأن في المنطقة العربية على انها ثورات شبابية و كأن الشباب يشكلون شريحة بذاتها و ليست جزء من المجتمع ككل, بظني ان هؤلاء يدورون في دائرة مغلقة و فارغة لا توصل الأمور الى المبتغى المرجو منها اي انهم اعطوا لهذه الثورات نكهة رومانسية و شعاراتية جميلة هي في الحقيقة بعيدة عنها لأن معظم هذه الثورات تحولت الى ثورات عنفية شرسة لا يوجد فيها اي عبق او رائحة جميلة بل اصبح رائحة الدم هي المسيطرة.
إعادة التقييم و التدقيق لتلك الفترة الزمنية ضرورية جدا لاجل الاصلاح و السير في المسار الصحيح نحو الهدف المنتظر و المرجو اي نحو الهدف الأساسي الذي قامت كل تلك الثورات من اجلها الا و هو خلق مجتمعات مدنية و عصرية تسود فيها القيم اليمقراطية.
معروف ان الثورات العربية و الربيع العربي انطلق بفعل الحراك الشجاع الذي قام به في البداية فئة الشباب و امتد هذا المد الثوري ليصل الى سوريا ايضا. سوريا هذا البلد الذي ظل يعاني على مدى عقود من نظام ديكتاتوري غاشم لا يعرف سوى القمع كوسيلة للحكم مع ذلك اظهر الثوار في بداية الثورة شجاعة منقطعة النظير.
امتدت الثورة بسرعة كبيرة و انتشرت مثل النار في الهشيم و النتيجة كانت مصطلح جديد الا وهو "ثورة الشباب", اكتسب هذا المصطلح نكهة و طعم خاص حيث اصبحت تتردد على كل الالسن حتى تحولت هذه الكلمة التي تطلق على مرحلة عمرية معينة يمر بها الانسان، كالطفولة و الشيخوخة الى ان تكتسب بعد و معنى اشمل و اوسع من معناها الحرفي في ذلك الوقت.
مع مرور الوقت تحولت الثورة عن نهجها السلمي الحقيقي الى النهج العسكري الذي فرضه النظام بسبب القمع الشديد و اصبحت هذه الكلمة اي "ثورة الشباب" تفقد رونقها الجميل و انتهت بذلك تلك الفترة الزمنية التي كان الناس فيها ينادون بسلمية الثورة و تحولت الثورة التي كانت سلمية الى نقيضها و اصبحت لغة السلاح هي السائدة.
الكرد أيضاً ككل السوريين كانوا يقومون بالمشاركة الفعلية في الثورة و كان الشباب الكردي يحتل الصفوف الاولى من الثورة السورية ،حيث كانت قامشلو و عامودا تتصدران معظم المدن السوريا الأخرى في الحراك الشبابي الثوري و لكن سرعان ما فقدت المناطق الكردية أيضاً رونقها في المشاركة الفعالة في الثورة و بدأ الحراك الشبابي في التحول الى نموزج مكرر من الحركة الكردية القديمة و المهترئة و ذلك بسبب جرهم اي الشباب الى ذلك المستنقع من قبل هذه القوة القديمة و تم تحويلهم ببطئ شديد من محرك للساحة الكردية الى قوة سلبية عديمة التأثير حيث تم استغلال قدراتهم في غايات سياسية لا تخدم الهدف المأمول.
الغير طبيعي في المسئلة هو ان هذه الطاقة الشابة الثورية كان من السهل التلاعب بها مع انها من المفروض ان تتحرك بادراك اعمق كقوة فاعلة و مؤثرة على الأرض في الحراك الثوري الجاري و لكن بسبب قلة الوعي لديهم استطاعت القوة القديمة التقليدية سحب البساط من تحت أقدامهم حتى اصبحوا في نفس البوتقة التي تقبع بها الحركة الكردية التقليدية.
السبب الأخر لتوقف المد الثوري للشباب الكرد كان بسبب المواقف التي ابدتها المعارضة السوريا من القضية الكردية في سوريا حيث ان هذه المعارضة لم تبدي اي موقف ايجابي من القضية الكردية التي هي قضية شعب ذاق المرارة من الأنظمة الشمولية المتعددة التي حكمت سوريا و خاصتا النظام البعثي الأسدي الذي استبد بالشعب الكردي على مدى عقود من الزمن.
كان الشباب الكردي على امل ان تكون المعارضة السورية اكثر انصافا و ادراكا للوضع الكردي في سوريا ألا انها لم تجد من هذه المعارضة ما يلبي تطلعاتها و نتيجة لذلك لم يبقى لهذه الشريحة الأجتماعية سوى الحضن الكردي حيث كان من المستحيل الأستمرار بدون الحركة الكردية و ذلك كان السبب الذي دفع الكثير من الشباب للانخراط في صفوف الحركة الكردية التي كانت تعاني اصلا من مشاكل مزمنة و عويصة و بذلك فقدت هذه القوة الثورية الشبابية مع مرور الوقت العنفوان و الأندفاع الثوري لديها.
لازال بعض المثقفين و السياسيين من الكرد يحاولون التركيز على هذا المصطلح اي "ثورة الشباب"محاولين بذلك وضع هذا المصطلح في منوال واطار جديد غالبا ما يراد من ورائها الوصول الى ما هو ابعد من ذلك و محاولاتهم هذه تكون عبر اثارة مشاعر هذه الشريحة الأجتماعية من جديد و الهدف من ذلك هو لأجل استغلالهم في غايات سياسية جديدة و مختلفة و متعددة و لكن من المؤكد ان هذه المحاولات ليست في خدمة الثورة او لخدمة الوصول لأهداف الثورة في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي بل هي لغايات شخصية انتهازية الغرض منها الصعود على اكتاف هذه الشريحة المضحية و التواقة للحرية.
باعتقادي ان موجة الشباب قد انتهت و استعمال هذا المصطلح مجددا في الوقت الحالي خاطئ و السبب هو ان الفئة الشبابية لم تستغل الظرف بشكل جيد و لم تتصرف في المكان و الزمان المناسبين بالشكل الصحيح و لم تقدم اي جديد على الساحة و لم تتمكن من وضع الحلول المناسبة و هذا الأمر يجوز ان يعمم على كل الوضع السوري سواء اكان كرديا ام عربيا.
الشباب السوري عربا و كردا ادخلوا في متاهات اللعبة السياسية و اصبحت الطائفية و العنصرية تنخران في بنيان المجتمع السوري و اصبح الشباب هم الحطب الذي يغذي هذا الحريق الدائر في سوريا, فقد تم جر و سحب الشباب الثوري الى واقع جديد متخلف اكثر من ما كان عليه المجتمع قبل الثورة.
الحقيقة هي ان الشباب لم يستلموا الساحة الا فترة بسيطة جداً و هذا الاستلام لم يكن الا مجرد ترديد شعارات و هتافات و صراخ في المظاهرات و من ثم انتهت في اول مواجهة جدية حدثت على الساحة حيث كان احد الأطراف هو النظام و الطرف الاخر هو القوة التقليدية القديمة و البالية و لعل ذلك يرجع الى ان هذه الفئة الشبابية لم تستطع ان تجعل من نفسها شريحة فاعلة حقيقية ذات اهداف واضحة لا تقبل التلاعب بها بل ادخلت نفسها في مكان جعل من السهل اصطيادهم من قبل طبقة السياسيين هذه اي من النظام و المعارضة و تبين لاحقا بشكل جلي اكثر بان الشباب لم يكونوا اصحاب نضوج سياسي او اصحاب إدراك حقيقي و واقعي لما يحصل في محيطهم بالتالي تم امتصاص قدرة التحرك الموجودة فيهم و تم استعمال دورهم لصالح نزاعات لا تخدم الأجندة التي تحركت الثورة لأجلها.
اذا فان هذه الفئة العمرية لم تقدم اي شيء جدي يذكر للشعب و المجتمع و لم تكن تتصرف بحجم الحدث و روح المسؤلية بل هم في الحقيقة لم يكونوا سوى مجرد ظاهرة صوتية ظهرت و اختفت بسرعة و من ثم اعادت انتاج القديم و المتخلف من جديد و بذلك اصبحوا مطية للقوة التقليدية حيث تم استعمالهم و استغلالهم و هذا فعلا ما نراه من خلال الواقع المحسوس و التجربة العملية.
طبعا هنا لا بد من ان نذكر جهود الكثيرين منهم و محاولاتهم الحثيثة للتغيير و التأثير و لعل جهودهم هذه لم تفلح لعدم الخبرة و عدم المعرفة الجدية بكيفية الإمساك بخيوط اللعبة السياسية التي كانت اكبر منهم.
هذه الفئة العمرية التي يجب ان تكون دائماً في المقدمة لانهم الوقود الحقيقي و الطبيعي لأحداث اي تغيير لم تتمكن في الحقيقة من تشكيل قوة سياسية او قيادة فعلية تمكلك قرارها السياسي المستقل، بل تحركت لتنفيذ اجندات قوة اخرى و دخلت في متاهات سياسية بالية مليئة بالتركمات السياسية و التاريخية المهترئة و ذلك افقدهم القوة و الصلابة و بالتالي كانت الخسارة حتمية.
الوضع الحالي تغير بشكل كبير و تم فرض واقع جديد بعد الثورة و عمليا فقدت هذه الثورة رونقها الجميل و لم نعد نسمع تلك الشعارات الجميلة كما كنا نسمع بها في بداية الثورة من قبيل "واحد واحد الشعب السوري واحد" و من المؤكد ان الحديث الأن عن هذه الظاهرة لن يغير شيء في المعادلة الحالية لأن الثورة اخذت منحى اخر و الشباب اخذوا اماكنهم باشكال جديدة مغايرة لما كانوا عليها في بداية الثورة.



#شاهوز_حاجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شاهوز حاجو - ثورة الشباب الكردي السوري لماذا اختفت!