أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسن محاجنة - لوركا وعُرس الدم السوري ...!!














المزيد.....

لوركا وعُرس الدم السوري ...!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



" وعرفت أننى قتلت
وبحثوا عن جثتي فى المقاهي والمدافن والكنائس
فتحوا البراميل والخزائن
سرقوا ثلاث جثث
ونزعوا أسنانها الذهبية
ولكنهم لم يجدوني قط "
يقولون بأن لوركا تنبأ بمقتله على أيدي الكتائب الفاشية الفرانكوية ، التي حصلت على الدعم من قوى الاستعمار والرأسمالية ، عبر هذه المرثية الذاتية .
لكنني أقول بأن لوركا يرثي موت الانسانية ، الأخلاق ، الحرية والثورة ، عبر هذا الرثاء الذاتي . ومع ذلك لا يستطيع قاتلوه -قاتلوها أن يعثروا على جثتها ، لأنها مدفونة في القلوب والأرواح التي تتوق للحرية والثورة على الظُلم والاستبداد .
وحينها كان الخيار سهلا ، فأما أن تكون الى جانب فرانكو أو تنضم الى صفوف الثوار ، فهناك مُعسكران متمايزان ، معسكر يحمل ويُحارب من أجل مستقبل أفضل ، بينما المُعسكر الأخر يُحارب من أجل "ترسيخ " القبضة الحديدية ضد كل من تُسول له نفسه بمجرد التفكير في الحُرية !
والعجب العُجاب أن تلتقي في الحرب ضد الثورة الاسبانية (باستثناء الاتحاد السوفياتي الذي ساندها )، تلتقي مصالح المُعسكرين( المُعسكر النازي والمُعسكر الرأسمالي ) ، اللذين سيتناحران بعدها بسنوات في معارك طاحنة عادت بالدمار والقتل على البشرية .
بعد اختفاء قسري لروح الثورة في قلوب المُضطهدين ، تعود في مكان أخر وزمان أخر ، لتطلب الحرية ومن جديد لجموع المقهورين .
وها هو مونولوج الأُم في عرس الدم ، يتكرر على لسان الأُم السورية ، والتي تبحث عن شيء مُغاير لما يتناحر عليه الطرفان المتنازعان ، فكل طرف يدعي بأن "سوريا " هي عروسته !!
"هنا سأبقى مقيمة هادئة مطمئنة: فهم ماتوا جميعاً. ومن الآن وصاعداً، سوف أنام بعد منتصف الليل من دون ان أخاف الخناجر والمسدسات. الأمهات الأخريات سوف ينحنين على النوافذ والشرفات، يلسعهن المطر بسياطه في انتظار عودة أبنائهن. اما انا، فقد انتهى كل شيء بالنسبة إليّ. وسوف أعمل من رقادي حمامة باردة من العاج تحمل ازهار الكاميليا الندية الى المقبرة. المقبرة؟! لا بل مثوى من تراب يحميهم ويهدهدهم في السماء (...). أبعدي يديك عن وجهي، فإن اياماً رهيبة سوف تأتي. وأنا لا أريد ان أرى احداً. فقط الأرض وأنا. دموعي وأنا. وهذه الجدران الأربعة... أواه..!".
بينما تنتظر الأُمهات عودة ابنائهن ، ستحمل الأم السورية باقات الورد ، أذا تمكنت من الحُصول عليها ، ستحملها الى المثاوي الترابية التي احتضنت أجداث ابنائها ، فتراب الوطن ، كل الوطن تحول الى مدفن !!
أتحدث وأكتب بحيادية مُقززة ، فأنا غير قادر على الخروج عن اللاموقف ، بينما عرس الدم يستنزف كل يوم دماء السوريين ، المُقيمين منهم على ثرى وطنهم ، والفارين بدمائهم الى أرض الشتات واللجوء .عُرس الدم السوري يستنزف كل يوم الجيل القادم ، فلا أطفال في سوريا ، لقد سفح مهرجان القتل اليومي دماء الطفولة السورية !! وما هو شعب بدون أطفال ؟؟!!
هل لحياتكم طعم دون أطفالكم وطفولتكم ؟؟!!
وأنا حائر بين الدكتاتور ونظامه وبين قاطعي الرؤوس باسم الرب ، أيهما أفضل ؟؟!!
» وبالفعل يُقتل الاثنان خلال العراك بينهما، وتعود الخطيبة الى الأم باكية منتحبة لتقول لها انها، على اي حال، بقيت عذراء على طهارتها، ليس فقط لأن ليوناردو قتل، بل لأنها اصرت على تلك الطهارة قائلة: «لا تهينيني... انني طاهرة كالطفلة الرضيعة. وفي مقدوري ان أبرهن عن ذلك. أوقدي ناراً، فإننا سنضع يدنا فيها: أنت عن ابنك وأنا عن جسدي، انك سترغمين على نزع يديك قبلي»، فتجيبها الأم:
«وما يجديني انا طهرك؟ وما ينفعني ان تموتي؟ وما نفع اي شيء بالنسبة إلي...»؟.
وبعد أن يختفي المُتصارعان من أهل البلد ، وحيث لا قيمة للكلمات ومعانيها ، ولا للحلم وتفسيره ، ولا لطموح الطامحين وأحلام الحالمين ، لا يعود معنى للطهارة ولا للثورة لا ولا للحرية . حينها فقط تتحول بقية البقية التي تبقت من عرس الدم ، تبقت لتدفن موتاها وتبكيهم وترثيهم رثاء مرا ، ستتحول هذه البقية الى عبيد عند السادة الجُدد ، الذين قدموا اليها عبر الصحاري والقفار ...
تبا لكم متى تفيقون ....؟؟؟!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدنا ماعز والمُراهقان المغربيان ..أو التلاميذ أشطر من المُع ...
- ألهوية والجغرافيا ..
- عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..
- -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..
- اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..
- أفضل الانفاق ..
- علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
- اليسار وأمراض الشيخوخة ...
- من هو الوالد السعيد ؟؟رامان أم خليل .؟!
- شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..
- أرض الأحلام ...
- رأي في الحب ..
- بوستات عضو -الهيئة -...
- الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
- ليالي الكريستال الاوكرانية..
- طوفان الزبالة
- ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
- The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
- المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست ...
- رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسن محاجنة - لوركا وعُرس الدم السوري ...!!