ابراهيم حجاج
الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 09:00
المحور:
الادب والفن
قبل الحديث عن العصور الوسطى علينا أن نلقى نظرة عن معنى الجمال فى الانجيل وفى القصص التى ذكرت عن السيد المسيح عليه السلام
ففي قصة من كتابات قديمة، ليست في الإنجيل، أن المسيح كان سائراً مع تلاميذه في طريقٍ طويل، وفجأة وضع التلاميذ أيديهم على أنوفهم، لأن رائحة كلب ميت منتن مُلقى على جانب الطريق قد ملأت المكان الذي كانوا سائرين فيه، ثم أشاحوا بوجوههم عنه؛ أما المسيح فقال لهم: ”انظروا كم أن أسنانه بيضاء“! أي أن المسيح رأى شيئاً ما جميلاً جذب انتباهه، ما غاب عن رؤية الآخرين الذين لم يروا سوى الكلب الميت ورائحته النتنة. وهذا هو ما رآه المسيح في المرأة الكنعانية (الغريبة المرذولة من اليهود)، حينما قال لها: «يا امرأة، عظيمٌ إيمانك! ليكن لكِ كما تُريدين» (مت 15: 28).
وفي الإنجيل يقول المسيح: «إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيِّراً (جميلاً)، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مُظلماً (ومَن منَّا يطيق الظلام)» (العظة على الجبل - مت 6: 23،22).
في العصور الوسطى تحول الاهتمام من القضايا الميتافيزيقية إلى القضايا المنطقية واللاهوتية بفعل التأثير الطاغي للكنيسة حينئذ، وأصبحت الأفكار الجوهرية متعلقة بالمشكلات الدينية، بينما صارت قضايا الفن قضايا فرعية، وتناقش في ضوء التصورات الدينية فقط. وحافظ "لجميل" على مكانته لكنه كان محاطا بهالة من القداسة، وقطعت كل صلاته القديمة بالفن، وتم إحلال صلات جديدة بدلا منها تربطه على نحو وثيق بالمقدس الديني.
وما يؤكد ذلك أن الجمال عند الراهب والفيلسوف الايطالى "توماس الاكوينى(1225-1274م)، ينبع من ابتهاج الرب. فالجمال فى الموضوع ، والموضوع دينى خاص بمرضاة الرب واتباع أوامره واجتناب نواهيه وابتهاج الرب سينعكس بالتبعية غلى الانسان فيشعر حينذاك باللذة والمتعة.
#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟