علي مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 17:49
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
كثيرا ما نتجادل في الداخل في أحشاء الوطن بين من مكث وما زال يتمسك بتلابيب الوطن ترى لماذا حصلت كل هذه الهجرة وحدث كل هذا الهروب ، لماذا كان ما يربطنا بهذا الكائن العظيم هشاً إلى هذا الحد لماذا كنا نتكاذب ونغالي في حب الوطن والدفاع عن الوطن أكنا نقصد بالوطن ذواتنا دون أن ندري ، وكيف تحول السوريون إلى أناس اختصروا الوطن في صرة قماشية أو واقية جلدية وتركوا مرتع الطفولة وينابيع العطاء وغادروا دون أن يهتز لهم جفن أو يرتجف لهم وجدان لماذا ظنوا أنهم أفضل وأسمى من الباقين وحياتهم أغنى وأغلى من حياة الصامدين فهربوا بجلدهم ، تراهم منتشرين على دروب الغربة تائهين وسط الزحام وعلى مفارق الحاجة والفاقة يبحثون عن سندات اللجوء وأوهام الإقامة حيث لا تخلو أية زاوية في الغربة منهم تصادفهم في الحدائق والفنادق والأزقة وورش الذل والعمل ، لكننا كنا نعود ونقول طالما أن هناك من مكث و تبقى يخلدون للنوم مع الوطن ويدارون هموم الوطن وجروح الوطن واستطاعوا التكيف مع الواقع وتحدوا الموت فالذي لجأ إليه البعض هروب أو ما يشبه الهروب سواء أعلنوا عنها أو لم يعلنوا ، فالحرب الدائرة حرب على الجميع واستهدف الجميع ، والتهجير إحدى أهدافها الأساسية وهم بذلك يحققون جزءا مهما من مخطط القائمين على هذه الحرب المجنونة ماذا نجني إن خسرنا الوطن وظفرنا بذاتنا ولكن السؤال الذي بقي يطرح نفسه علينا جميعاً بإلحاح لماذا حلت الهجرة بدل الصمود خصوصا وأن جيش المهاجرين في غالبيتهم كانوا ينتمون إلى مدارس بالغت في الماضي في مسائل حب الوطن والوطنية والنضال وقيادة الجماهير ومحاربة الاستبداد كلماتهم ما زالت تئن في لا شعورنا عبثاً ، فكل باق على تراب الوطن ثائر حتى إذا لم يقارب السلاح فطوبى لكل من تحدى آلات الموت المجنونة وبقي صامداً رغم العتمة والموت والجوع والغلاء ، فلا يمكن الرحيل بالوطن في نهاية المطاف وليكن الوطن ملاذنا الآمن في الحياة وما بعد الحياة علي مسلم- مجنون كردي من سوريا سلوبي –
#علي_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟