أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الأماميون الثوريون - الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية















المزيد.....


الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية


الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)


الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 17:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إذا كانت الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية فإن المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي باعتباره نتاج الثورة الإشتراكية/عشية الإمبريالية، ولا يمكن تجاوز المذهب الماركسي اللينيني إلا بتجاوز المرحلة الإنتقالية بين الإمبريالية والشيوعية أي الإشتراكية وبالتالي تجاوز الدولة "نتاج ومظهر استعصاء التناقضات الطبقية"، لهذا أكد لينين على أهمية بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا في علاقتها بالثورة والديمقراطية الثورية، والديمقراطية البروليتارية نقيض الديمقراطية البورجوازية، فما هي العلاقة بين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية؟ يقول لينين عن الدولة: "فالدولة هي نتاج ومظهر استعصاء التناقضات الطبقية. فإن الدولة تنشأ حيث ومتى وبقدر ما لا يمكن، موضوعيا، التوفيق بين التناقضات الطبقية. وبالعكس، يبرهن وجود الدولة أن التناقضات الطبقية لا يمكن التوفيق بينها." (1)

ولا يتوانى المثقفون البورجوازيون الصغار عن تشويه الإستنتاج الذي توصل إليه ماركس في نقده للدولة عند هيكل، وهم يعتبرون أن الدولة تعمل على التوفيق بين الطبقات في ظل المجتمعات الرأسمالية، معتمدين على الإستنتاج المشوه للدعاية للديمقراطية البورجوازية وبناء الجمهوريات البورجوازية الديمقراطية، وسار جميع الاشتراكيين-الثوريين والمناشفة على نهجهم بعد ثورة 1917 باعتبارهم ديمقراطيين بورجوازيين صغار يرددون "دور الدولة في التوفيق بين الطبقات المتناقضة"، متجاهلين استنتاج ماركس على أن الدولة "هيئة لسيادة طبقة معينة لا يمكن التوفيق بينها وبين نقيضها (الطبقة المضادة لها)". وفي نقده لكاوتسكي يقول لينين:"ومن الجهة الأخرى التشويه «الكاوتسكي» للماركسية، وهو أحسن تقنيعا بكثير. فهو لا ينكر «نظريا» لا واقع أن الدولة هي هيئة للسيادة الطبقية ولا واقع أن التناقضات الطبقية لا يمكن التوفيق بينها. ولكن يُغفل ويُطمس الأمر التالي: إذا كانت الدولة نتاج استعصاء التناقضات الطبقية، وإذا كانت قوة فوق المجتمع و«تنفصل عن المجتمع أكثر فأكثر»، فمن الواضح أن تحرير الطبقة المظلومة لا يمكن ليس بدون ثورة عنيفة وحسب، بل أيضاً بدون القضاء على جهاز سلطة الدولة الذي أنشأته الطبقة السائدة والذي يتجسد فيه هذا «الانفصال». إن هذا الاستنتاج، البديهي من الناحية النظرية، قد وصل إليه ماركس بأتم الدقة". (2)

وأكد إنجلس أنه، مع تطور المجتمعات البشرية، نشأت الدولة ك"قوة" قاهرة فوق المجتمع الذي انبثقت منه، فبعد تجاوز مرحلة "التنظيم القديم على أساس القبائل أو العشائر"، والذي كان يعتمد على "منظمة السكان المسلحة العاملة من تلقاء نفسها"، أصبحت الدولة تعتمد على"تقسيم رعايا الدولة بموجب تقسيم الأراضي" وأسست الطبقات الظالمة "مؤسسات القسر" التي تعتمدها في قهر الطبقات المضطهدة وظهرت "السلطة العامة في الدولة" وهي "لا تتألف فقط من رجال مسلحين، بل كذلك من ملاحق مادية، من السجون ومختلف مؤسسات القسر".

لقد عمل إنجلس على توضيح دور الدولة باعتبارها أداة لقهر الطبقات المضطهدة من طرف الطبقات المسيطرة على السلطة السياسية والإقتصادية والعسكرية، فالدولة إذن أداة الإضطهاد الطبقي وليست أداة للتوفيق بين الطبقات كما يدعي الديمقراطيون البورجوازيون الصغار، فالدولة إذن في ظل الديمقراطية البورجوازية ما هي إلا أداة سيطرة الطبقة البورجوازية على البروليتاريا، ولا يمكن إزالة هذا الإضطهاد إلا ببناء الديمقراطية البروليتارية أي الديمقراطية الثورية كما سماها لينين.

وقام لينين بتوضيح أهمية الديمقراطية البروليتارية بسيطرة البروليتاريا على السلطة بعد إنجاز الثورة البورجوازية الديمقراطية والشروع في البناء الإشتراكي، ذلك ما لم يدركه الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الذين يعتقدون أن المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي خلفتها قرون من "تقاليد القنانة" يمكن أن تحل ب"روح البورجوازية الديمقراطية". يقول لينين:"ولم تعد روسيا تعرف هذه السفالة، هذه الشناعة، هذه الدناءة، ونعني بهذا انعدام الحقوق أم عدم المساواة في الحقوق بالنسبة للمرأة، هذه البقية المنفرة المتبقية عن القنانة والقرون الوسطى، والمجددة في جميع بلدان الكرة الأرضية، دون أي استثناء، من جانب البورجوازية الجشعة والبورجوازية الصغيرة البليدة المذعورة. وكل هذا هو مضمون الثورة البورجوازية الديمقراطية. منذ مائة وخمسين سنة ومائتين وخمسين سنة، وعد زعماء هذه الثورة (هذه الثورات، إذا تناول الكلام كل نوع وطني من طراز عام واحد) التقدميون الشعوب بتحرير الإنسانية من امتيازات القرون الوسطى، وعدم مساواة المرأة، والأفضليات الممنوحة من جانب الدولة لهذا الدين أو ذاك (أو "لفكرة الدين"، "للنزعة الدينية" بوجه عام)، و عدم المساواة بين القوميات. وعدوا، ولم يفوا بهذا الوعد. ولم يكن في مقدورهم أن يفوا به، لأنه حال بينهم و بين الوفاء به "إحترام" ـ ـ ـ "الملكية الخاصة الكلية القداسة". إن دولة البروليتاريا لم تكن هذا "الإحترام" الملعون لهذه البقايا من القرون الوسطى، الملعون ثلاثا، ولهذه "الملكية الخاصة الكلية القداسة"." (3)

وهكذا يتضح أن الديمقراطية في ظل الثورة البورجوازية الديمقراطية لا تسمح إلا باضطهاد الطبقة البورجوازية للبروليتاريا عكس ما يعتقده الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الذين يحاولون تلميع وجه الديمقراطية البورجوازية، وهم ينسون أن بقايا القرون الوسطى وأساسها "الملكية الخاصة القداسة" تحول دون إعطاء الشعارات البورجوازية المرفوعة خلال الثورات البورجوازية الديمقراطية مضمونها الإنساني، في حقوق الإنسان، والمساواة بالنسبة للمرأة. والدولة الوطنية الديمقراطية لا يمكن أن تكون إلا شكلا من أشكال الإضطهاد الطبقي تسيطر فيه البورجوازية وتسود فيه الديمقراطية البورجوازية، عكس سيادة الديمقراطية البروليتاريا في ظل ديكتاتورية البروليتاريا. ويقول لينين عن العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية:"ولكن توطيدا لمكتسبات الثورة البورجوازية الديمقراطية في صالح شعوب روسيا، كان يتعين علينا أن نمضي إلى أبعد. وهذا ما فعلناه. فقد حللنا قضايا الثورة البورجوازية الديمقراطية عرضا، خلال السير، بوصفها "نتاجا ثانويا" لعملنا الرئيسي والحقيقي، لعملنا الثوري البروليتاري، الإشتراكي. فالإصلاحات كما قلنا دائما، نتاج ثانوي للنضال الطبقي الثوري. والإصلاحات البورجوازية الديمقراطية، كما قلنا وأثبتنا بأفعالنا ـ نتاج ثانوي للثورة البروليتاريا، أي الإشتراكية. ونقول بالمناسبة أن جميع أضراب كاوتسكي وهلفردينغ ومارتوف وتشيرنوف وهيلكويت ولونغه وماكدونالد وتوراتي وسائر أبطال الماركسية "الثانية والنصف" لم يستطيعوا إدراك هذه العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية. إن الأولى تتحول إلى الثانية. والثانية تحل، عرضا، قضايا الأولى. والثانية توطد عمل الأولى. والنضال، النضال وحده، هو الذي يقرر إلى أي حد تنجح الثانية في تجاوز الأولى." (4)

هنا استطاع لينين توضيح العلاقة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية بصورة فائقة، باعتبار سيطرة البروليتاريا على السلطة أساسي في الإنتقال السلس من الأولى إلى الثانية، وفي إنجاز المهام الثورية الرئيسية، وفي تجاوز المهام الثورية الثانوية، وفي القدرة على بلورة مفهوم الديمقراطية البروليتارية، الديمقراطية الثورية، الديمقراطية الإشتراكية، في ظل ديكتاتورية البروليتاريا، في دولتها، في اضطهادها للطبقة البورجوازية، المهمة الرئيسية للثورة البروليتارية الإشتراكية.

وأكد لينين على أهمية العلاقة الجدلية بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية، على اعتبار أن مهام الأولى لا يمكن إنجازها كاملة إلا في ظل الثانية، وأنه بدون ديمقراطية كاملة لا يمكن الحديث عن الديمقراطية البروليتارية. ويقول لينين:"ليست الثورة الإشتراكية عملا واحدا، وليست معركة واحدة في جبهة واحدة، إنما هي مرحلة كاملة من النزاعات الطبقية الحادة، وسلسلة طويلة من المعارك في جميع الجبهات، أي في جميع مسائل الإقتصاد والسياسة، معارك لا تنتهي إلا بمصادرة ملكية البورجوازية. ومن فادح الخطأ الإعتقاد أن النضال في سبيل الديمقراطية يمكن أن يصرف البروليتاريا عن الثورة الإشتراكية أو أن يكسف هذه الثورة أو يحجبها، الخ... بل الأمر على العكس. فكما أنه يستحيل انتصار الإشتراكية إذا لم تحقق الديمقراطية الكاملة، كذلك لا تستطيع البروليتاريا أن تستعد للتغلب على البورجوازية إذا لم تشنه نضالا ثوريا شاملا دائما، صادقا، في سبيل الديمقراطية". (5)

فالثورة البورجوازية الديمقراطية عندما تقودها البروليتاريا تعطيها روح الديمقراطية البروليتارية، الديمقراطية الإشتراكية، الديمقراطية الثورية، عكس قيادة البورجوازية للثورة التي تكرس روح الديمقراطية البورجوازية، وقد استنتج لينين ذلك من تجربة الثورتين البورجوزيتين في 1905 و فبراير 1917، كمقدمة للثورة البروليتارية في أكتوبر1917. ويقول لينين:"لقد كانت الثورة الروسية عام 1905 ثورة بورجوازية ديمقراطية، تجسدت في سلسلة من المعارك خاضتها جميع الطبقات، وجميع الفئات، وجميع العناصر المستاءة، واشتركت فيها جماهير غارقة في أشد الأوهام وحشية وساعية وراء أكثر الأهداف غموضا وغرابة، وحفنات ضئيلة من المرتشين بالأموال اليابانبة، ومضاربون، ومغامرون، إلخ... فمن الناحية الموضوعية، كانت حركة جماهيرية تسحق القيصرية وتمهد السبيل للديمقراطية، ولهذا قادها العمال الواعون". (6)

ورغم تعدد وتنوع الطبقات والفئات التي تشارك في الثورة البورجوازية الديمقراطية فإن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي تستطيع، إذا أدركت ذلك، أن تقودها إلى مستوى الديمقراطية الكاملة، الضرورية في البناء الإشتراكي، والأساسية في الثورة البروليتارية الإشتراكية، فبدون ذلك تبقى الثورة البورجوازية الديمقراطية غارقة في الرجعية بحكم أوهام الديمقراطية البورجوازية الصغيرة. ويقول لينين:"إن الثورة الإشتراكية في أوربا لا يمكن أن تكون سوى تفجر للنضال الجماهيري الذي يخوضه جميع المضطهدين والمستائين، على اختلاف طبقاتهم وفئاتهم وميولهم. ولذا كان من المؤكد أن تشترك في هذه الثورة بعض فئات البورجوازية الصغيرة والعمال المتأخرين ـ وبدون اشتراكهم هذا، يستحيل كل نضال جماهيري، وتستحيل أية ثورة. ومن المؤكد أيضا أنهم سيحملون معهم إلى الحركة أوهامهم وأضاليلهم، وتخيلاتهم الغريبة الرجعية، ونواقصهم وأخطاءهم، ولكنهم، موضوعيا، سيتصدون للرأسمال ويهاجمونه، فإذا أدركت الطليعة الواعية للثورة، ونعني بها البروليتاريا المتقدمة، طبيعة هذا النضال الجماهيري بما فيه من تباين وتنافر وتنوع، وتجزؤ ظاهري، وعبرت عن حقيقته الموضوعية، إستطاعت أن توحده وتوجهه، وتظفر بالسلطة... وتحقق غير ذلك من التدابير الديكتاتورية التي تؤدي بمجملها إلى دك البورجوازية وإلى انتصار الإشتراكية، مع العلم أن هذا الإنتصار لن "يتطهر" دفعة واحدة من الأدران البورجوازية الصغيرة." (7)

وحدد لينين العلاقة بين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية وكيف تنتقل الأولى إلى الثانية عبر سلطة البروليتاريا في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا، وأن الديمقراطية البورجوازية ما هي إلا مرحلة عابرة بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية، وأن بقاء الأولى بعد الثورة ما هو إلا تكريس للدولة البورجوازية الديمقراطية التي تعج بأوهام البورجوازية الديمقراطية الصغيرة، وأكد على ضرورة استكمال الديمقراطية كاملة بسيادة الديمقراطية البروليتارية. و استنتج ذلك من قيام النظام السوفييتي ويقول:"إن النظام السوفييتي هو، على وجه الدقة، من التأكيدات أو الظاهرات الساطعة لهذا التحول، تحول ثورة إلى أخرى. فإن النظام السوفييتي هو الحد الأقصى من الديمقراطية للعمال والفلاحين، هو يعني في الوقت نفسه القطيعة مع الديمقراطية البورجوازية وظهور طراز جديد من الديمقراطية في التاريخ العالمي، عنيت الديمقراطية البروليتارية أو ديكتاتورية البروليتاريا". (8)

فبحكم إسهام تنوع وتعدد الطبقات والفئات في الثورة البورجوازية الديمقراطية يصبح الديمقراطيون البورجوازيون الصغار الطبقة غير المستقرة على حال، فرغم نداءاتهم وشعاراتهم ضد الرأسمال إلا أنهم متذبذبون في مواقفهم، فهم يتفنون في ابتداع المصطلحات الفضفاضة لتبرير نزعاتهم البورجوازية الصغيرة، خاصة في مسألة الدعاية "للمعادلة المفضلة" لدى البورجوازية "البورجوازية والديمقراطية"، أي البورجوازية مقرونة بالديمقراطية، فلا ديمقراطية بدون بورجوازية، كما فعل الإشتراكيون ـ الثوريون والمناشفة بعد ثورة أكتوبر، الذين يقولون: "هناك بورجوازية ديمقراطية وهناك ديمقراطية بورجوازية"، من أجل التستر على وضعهم المتأرجح بين البروليتاريا والبورجوازية. ويقول عنهم:"وهذه المعادلة غبر الصحيحة إحتاجها الإشتراكيون ـ الثوريون والمناشفة لكي يستروا واقعا لا مراء فيه، هو وجود البورجوازية الصغيرة بين البورجوازية والبروليتاريا. وهذه البورجوازية الصغيرة، بحكم وضعها الطبقي الإقتصادي، تتأرجح بصورة لا ندحة عنها بين البورجوازية والبروليتاريا." (9)

لقد أكد لينين على أهمية قيادة الثورة من طرف البروليتاريا في عصر الإمبرالية الذي تسود فيه الإحتكارات الكبرى، ويتم فيه اضطهاد الطبقة البورجوازية للبروليتاريا، وأكد على قيادة البروليتاريا للثورة الإشتراكية عكس ادعاءات الإشتراكيين ـ الثوريين والمناشفة الذين يقولون أن روسيا لم تنضج بعد من أجل الإشتراكية، وذلك لجهلهم معنى "الإستعمار" و"الإحتكارات" ودورهما في بناء الدول الإمبريالية، وذلك بحكم وضعهم البورجوازي الصغير. وقال لينين عن الوضع السياسي و الإقتصادي في روسيا قبل ثورة 1917:"إما أن الرأسمالية في روسيا أيضا أمست احتكارية، فهذا ما يشهد عليه بجلاء كاف "برودوغول" و"بروداميت" وسندكة السكر وما أشبهه. وسندكة السكر هذه عينها تبين لنا بوضوح تحول الرأسمالية الإحتكارية إلى رأسمالية الدولة الإحتكارية. ولكن ما هي الدولة؟ إنها منظمة الطبقة السائدة ـ مثلا، في المانيا، منظمة اليونكر والرأسماليين، ولهذا، فإن ما يسميه البليخانوفيون الألمان (شيدمان ولينتش وغيرهما) "بالإشتراكية الحربية" هو في الواقع رأسمالية الدولة الإحتكارية الحربية أو بتعبير أبسط وأوضح، سجن أشغال شاقة عسكري للعمال، وحماية عسكرية لأرباح الرأسماليين". (10) نفس المرجع.

وقد أوضح لينين أن روسيا ما هي إلا دولة إمبريالية تعيش أطوار عشية الثورة الإشتراكية، وقد استكملت مرحلة الثورة البورجوازية الديمقراطية وهي في حاجة إلى ديمقراطية كاملة تقودها البروليتاريا عن طريق الديمقراطية البروليتارية في ظل ديكتاتورية البروليتاريا، "في ظل دولة ديمقراطية ثورية فعلا"، التي تعني "خطوة أو خطوات نحو الإشتراكية". وشدد على أهمية الديمقراطية الثورية في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا التي تجعل احتكاريات الدولة في صالح الشعب كله. ويقول عن ذلك:"لأنه إذا غدت المؤسسة الرأسمالية الضخمة جدا احتكارا، عنى هذا أنها تقدم الخدمات للشعب بأسره. وإذا غدت احتكار الدولة، عنى هذا أن الدولة (أي المنظمة المسلحة للسكان، العمال والفلاحين بالدرجة الأولى، في ظل الديمقراطية الثورية) تدير المؤسسة كلها ـ في مصلحة من؟

ـ إما في مصلحة الإقطاعيين والرأسماليين، وآنذاك لا يكون الحاصل أمامنا دولة ديمقراطية ثورية بل دولة دواوينية رجعية، جمهورية استعمارية.

ـ وإما في مصلحة الديمقراطية الثورية، وآنذاك يكون هذا على وجه الضبط خطوة نحو الإشتراكية". (11)

هكذا حدد لينين بجلاء العلاقة الجدلية بين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية أي الديمقراطية الإشتراكية والديمقراطية الثورية، العلاقة الجدلية بين الثورة البورجوازية الديمقراطية والثورة البروليتارية الإشتراكية، بقيادة البروليتاريا للثورة البورجوازية الديمقراطية، من أجل استكمال أطوار الديمقراطية كاملة، التي تستحيل (في ظل تحالف العمال والفلاحين) إلى ثورة بروليتارية اشتراكية في ظل ديكتاتورية البروليتاريا.



ــــــــــــــــــــ

(1) كتاب: الدولة والثورة.

(2) كتاب: الدولة والثورة.

(3) كتاب: مختارات الجزء الرابع ـ موضوع: لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر.

(4) نفس المرجع.

(5) كتاب مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ـ الثورة الإشتراكية والنضال في سبيل الديمقراطية، ص : 160.

(6) نفس المرجع، ص: 232/233.

(7) نفس المرجع ص: 233.

(8) كتاب: مختارات الجزء الرابع ـ موضوع: لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر.

(9) كتاب: الكارثة المحدقة وكيف نحاربها ص: 56.

(10) نفس المرجع.

(11) نفس المرجع.




#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)       Alamamyoun_Thaoiryoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف بين العمال والفلاحين في علاقته بالبناء الإشتراكية
- في التناقض بين الثورتين الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية ...
- في ذكرى اغتيال كمال الحساني .. شهيد من هذا ؟ ، أم استشهد من ...
- فئات السياسة العسكرية الثورية
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970 1979 الجزء ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970 – 1979 الج ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء ...
- من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970-1979 الجزء ...
- الرد الشعبي على المؤامرة الإمبريالية و الرجعية في المنطقة
- رسالة أبراهام السرفاتي إلى ابنه موريس( علي )
- عهد الحماية الفرنسية من جديد
- الموقف الوطني الحقيقي من الصحراء و مهام الحركة الجماهيرية و ...
- الماركسيون-اللينينيون يحاكمون بتونس
- لنكشف عن حقيقة التدخل في الزايير من طرف الحكم العميل
- مغرب النضال : المستقبل بين يدي الطبقة العاملة
- كيف نشأ اليسار الماركسي – اللينيني ؟
- نداء من أجل التضامن مع المعتقلين السياسيين في المغرب


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الأماميون الثوريون - الدولة والثورة في علاقتهما بالديمقراطية البورجوازية والديمقراطية البروليتارية